بقلم المفكر الفنان التشكيلي العالمي الدكتور : علي منير الأسديقول الباسل الإنسان :
" إن المثقف ليس عابر سبيل ، بل هو جزء عضوي في جسم الوطن وروحه .وعليه أن يقول كلمته ويدافع عنها ، ويضحي من أجلها ، عندما تقتضي الضرورة كي يكون جديرا بلقب المثقف الحقيقي".
والثقافة لون من ألوان النشاط الإنساني السامي ، ونتائج هذا النشاط خير للأمة والوطن والمجتمع وتحليق في الأعالي لأنها المستقبل المتألق في آفاق لا ضفاف لها . وقد جرت العادة على التمييز بين الثقافة المادية ، والثقافة الروحية . ففي عداد الأولى : تندرج جملة الخيرات المادية ووسائل إنتاجها .
أما الثانية : فتشمل جملة المعارف في جميع أشكال الوعي الاجتماعي من فلسفة ، علم أخلاق ، حق ، وفن ... وسواها .
إن عناصر الثقافة كلها وثيقة الارتباط بعضها بالآخر ، فنشاط البشر المادي يمتد إلى شتى ميادين الحياة ، وبالمقابل تكتسب ثمار نشاطهم الذهني صبغة مادية ، فتتحول إلى أشياء ووسائط تكنيكية ، وأعمال فنية .. فمعارفنا في ميدان التكنيك الكهربائي تنتمي إلى الثقافة الروحية ، أما المصنوعات على أساس هذه المعارف فتنتمي إلى الثقافة المادية .
وتضرب الثقافة جذورها في أعماق التاريخ ... من هنا نرى أن الشهيد باسل حافظ الأسد ربط محوري الثقافة المادية والروحية ، وكان المثقف النبيل ، حتى اتسعت معارفه ، وزهت مؤهلاته الرفيعة ، فامتلك القدرة النوعية على أن يكون علما من أعلام وطن العزة والكبرياء الذي يقوده القائد التاريخي بشار حافظ الأسد ،ابن الخالد الكبير حافظ الأصالة والقيم حافظ الأسد لهذا ستبقى كلماتك أيها الباسل الخالد نورا وهاجا يسطع في سماء الوطن .وطن المحبة والعزة والكبرياء وطن البسطاء والشرفاء والانقياء الأوفياء وطن الذين لاوطن لهم على امتداد هذا المشاع الإنساني الخالد...