أكد الرئيس السوداني عمر حسن البشير استعداده للتخلي عن حصة شمال السودان في نفط الجنوب إذا صوت الجنوبيون لصالح الوحدة، فيما اعتبر نائب رئيس حكومة جنوب السودان أن الطعون المقدمة ضد إجراءات التسجيل لاستفتاء الجنوب لا تبرر عدم إجرائه في الموعد المقرر.
فقد جدد الرئيس السوداني عمر حسن البشير تعهده بالتخلي عن حصة شمال السودان من نفط الجنوب بالكامل إذا صوت الجنوبيون لصالح الوحدة مع الشمال في الاستفتاء المرتقب الشهر القادم.
وقال البشير-الذي كان يتحدث خلال استقباله وفد مجلس الأمن والسلم الأفريقي في الخرطوم اليوم الجمعة- إنه مستعد للتنازل عن نصيب الحكومة الاتحادية من النفط بالرغم من أن اتفاقية السلام نصت على تقسيم نفط الجنوب مناصفة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الجنوب.
طعون الاستفتاء
من جهة أخرى اعتبر نائب رئيس حكومة جنوب السودان أن الطعون التي تقدم بها محامون سودانيون ضد إجراءات التسجيل للاستفتاء لا يمكن أن تكون مبررا لمنع إجراء الاستفتاء في موعده.
وذكر رياك مشار أنه وفي حال اختلاف النصوص بين القانون والدستور واتفاقية نيفاشا -بشأن إجراء استفتاء تقرير المصير في الجنوب- فإن ما جاء في الاتفاقية الموقعة عام 2005 هو ما سيتم العمل به، في إشارة لضرورة إجراء الاستفتاء في موعده المقرر وهو التاسع من يناير/كانون الثاني المقبل.
يذكر أن المحكمة الدستورية السودانية قبلت يوم الثلاثاء الماضي طعن مجموعة من المحامين يطلبون حل مفوضية استفتاء الجنوب على خلفية الانتهاكات الدستورية التي صاحبت أعمال المفوضية وبعض الممارسات أثناء فترة التسجيل.
نفي جنوبي
وكان المسؤول الإعلامي بمفوضية استفتاء جنوب السودان جورج ماكير نفى يوم الأربعاء الماضي أن يكون هناك أى اتجاه لإلغاء أو تأجيل الاستفتاء في بعض المناطق بالولايات الجنوبية.
وجاءت تصريحات ماكير ردا على ما نسبته وسائل إعلام محلية إلى رئيس لجنة العمل بالبرلمان السودانى الفاتح عز الدين الذي قال إن برلمان جنوب السودان أبلغ المجلس الوطني (البرلمان) باستثناء ثلاث ولايات جنوبية من عملية الاستفتاء المقبل لأسباب أمنية ولوجستية وهى ولايات الوحدة وجونغلي وشمال بحر الغزال.
من جهة أخرى قال نافع علي نافع -مساعد الرئيس السوداني- إن الجهود الرامية للحفاظ على وحدة السودان فشلت، مرجحا أن يفضي الاستفتاء المقرر العام المقبل إلى انفصال الجنوب.
واعتبر علي نافع في كلمة ألقاها الخميس في الخرطوم أن انفصال الجنوب بات أمرا مرجحا لأنه يمثل توجه الحركة الشعبية لتحرير السودان المدعوم من الغرب.
مجلس الأمن
من جهة أخرى أدانت الولايات المتحدة -على لسان مندوبتها في مجلس الأمن الدولي سوزان رايس أمس الخميس- قيام الجيش السوداني في الشمال بقصف مواقع جنوبية خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وديسمبر/كانون الأول الحالي.
وأكدت رايس للصحفيين عقب اجتماع لمجلس الأمن بشأن السودان أن رئيس قوات حفظ السلام الأممية ألان لوروي قال "بوضوح" إن قوات الخرطوم هي التي شنت الهجمات الجوية.
بدوره عبر مجلس الأمن في بيان عن قلقه العميق "للحوادث العسكرية الأخيرة" بين الشمال والجنوب، وحث الجانبين على "تهدئة التوترات المتصاعدة في منطقة أبيي الغنية بالنفط، والتوصل فورا إلى اتفاق بشأن المنطقة وغيرها من المسائل المعلقة في اتفاقية السلام الشامل الموقعة عام 2005.