دنيا الوطن: هنا سجن أبو زعبل... عبارة مكتوبة باللون الأبيض على لافتة حديدية كبيرة تحمل شعار وزارة الداخلية وقطاع مصلحة السجون المصرية، تلك العبارة حتما ستقرأها إن كنت من مستقلى طريق "القاهرة_ الإسماعيلية الزراعى".. وتحديدا بمدينة أبو زعبل بمركز الخانكة بمحافظة القليوبية وهى المدينة التى سميت بهذا الاسم لانتشار زراعة شجر القطن "زعبل" ونظر لتميزها فى تلك الزراعة فسميت بـ "أبو زعبل" أى أبو شجر القطن.
وتعتبر مدينة أبوزعبل من أقدم مدن مركز الخانكة وكان بها أول كلية طب فى مصر فى عهد محمد على باشا الكبير ونظرا لنظافة هوائها تم اختيارها لبناء سجن أبو زعبل والذى تعرض للقصف فى حرب 1956 من قبل القوات الإسرائيلية.
سجن أبو زعبل يعد ثانى أشهر السجون المصرية بعد سجن ليمان طره فضلا عن أن الدراما المصرية كثيرا ما جسدت مساجين أبو زعبل فى المسلسلات والأفلام على أنهم يعانون من قسوة المعاملة وقلة الطعام والمجهود العضلى المبذول فى الأعمال والصناعات المختلفة بالإكراه دون أى تقدير لآدمية واحترام الإنسان، وزاد من ذلك التشويه بالنسبة للمواطن المصرى البسيط ما يصدر من تقارير سنوية عن المنظمات الحقوقية المصرية الممتلئة بالمئات من حالات التعذيب وقلة الرعاية الصحية وعدم آدمية العنابر المخصصة لإقامة المساجين وقلة وجبات الطعام المقدمة لهم وحملات التفتيش الفجائية على العنابر بعد منتصف الليل.
"اليوم السابع" زار سجن أبو زعبل وقضى 6 ساعات كاملة وسط المساجين، تبين من خلالها الأسلوب الحديث الذى يستخدمه القيادات الأمنية فى التأهيل النفسى للمسجونين والأعمال المختلفة التى يمتهنها المسجونون سواء فى ورش صناعات الموبليا أو صناعات الأحذية والمنتجات الجلدية ومعارض تسويق وبيع تلك المنتجات وكيفية توزيع العائد المادى على المساجين بما يكفل لهم حياة طيبة تعوضهم مرارة السجن فضلا عن التسهيلات التى بدأ اللواء عاطف الشريف مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون فى اتخاذها من حيث السماح لبعض المساجين بالخروج لمدة 48 ساعة لزيارة أهله كل 6 شهور إذا ما كان حسن السير والسلوك طيلة فترة السجن والسماح بالخروج لآخرين لتلقى واجب العزاء فى وفاة أحد أقاربه أو حتى حضور المناسبات المختلفة.
الزيارة كانت ضمن جدول أعمال المنظمة المصرية للدفاع عن حقوق الشرطة والمواطن التى يترأسها سمير الششتاوى المحامى بالنقض.
وصل الوفد إلى البوابة الرئيسية لسجن أبو زعبل فى تمام الثانية عشر ظهرا وكان فى استقبالنا عددا من القيادات الامنية بمصلحة السجون على رأسهم اللواء عمر الفرماوى رئيس قطاع مصلحة السجون والعميد حاتم أبو زيد مدير إدارة الإعلام والعلاقات والعميد كمال الموجى رئيس قسم التحريات والعقيد جمال دياب مدير إدارة حقوق الإنسان والعميد محمد البطران رئيس مباحث مصلحة السجون.
بدأت الزيارة فعليا بعقد لقاء مفتوح ضم وفد المنظمة المصرية للدفاع عن الشرطة والمواطن مع عدد من الضباط المسئولين عن حراسة المساجين والذين يتعاملون معهم بصفة مباشرة وتضمن اللقاء النقاش حول مفاهيم حقوق الإنسان وآليات تطبيقها داخل السجون ومراعاة إعطاء المسجون كامل حقوقه وواجباته، وانتقل الوفد بعد ذلك إلى ورشة صناعة الموبيليا وهناك كانت المفاجأة حيث يعمل فى تلك الورشة ما يزيد عن 800 سجين يتقاضون راتبا شهريا يتراوح بين 450 إلى 600 جنيه حسب قولهم وذلك لأن كل المنتجات التى يصنعونها سواء من غرف النوم أو المكاتب أو الكراسى يتم بيعها فى معارض مختلفة بجميع محافظات الجمهورية بأسعار متوسطة تتناسب مع الأسرة المصرية.
وفى ورش صناعة الموبيليا تحدثنا مع أشرف أحمد محمد أفضل "صنايعى" بالورشة والمحكوم عليه بالحبس 8 سنوات فى قضية أموال عامة قضى منهم حتى الآن 30 شهرا، وأكد أحمد لـ "اليوم السابع" أنه يتقاضى راتبا شهريا يصل إلى 750 جنيها ويلقى معاملة جيدة بالسجن ويتولى الإشراف على مجموعة من العمال وأن إدارة السجن توفر له كامل الرعاية الصحية.
انتقل الوفد بعد ذلك إلى ورشة الصناعات الجلدية والأحذية والتى يستوعب ما يزيد على 450 عاملا يبدأون عملهم من التاسعة صباحا وحتى الرابعة عصرا، جودة صناعة تلك المنتجات دفعت أحد المشاركين فى الزيارة لشراء حذاء.
من بين كواليس تلك الزيارة نقطتين هامتين أولها أحد شيوخ السجناء كما يلقبونه وهو أكبر المسجونين سجنا داخل ورشة صناعة الأحذية والذى يبلغ من العمر 75 عاما والذى أكد أنه لا يريد أن يخرج من السجن فقد تعود عليه بحراسه وزنازينه وليله الصامت وقضى 15 عاما داخل السجن ومحكوم عليه بتأبيده.
أما النقطة الأخرى فهى عدد من صور الفنانات الملصقة بجوار المسجونين الشباب سواء فى أماكن عملهم أو عنابر إقامتهم، تلك الصور تخص الفنانة هيفاء وهبى وإليسا ونيكول سابا وكذلك صور لمهند ونور.
أحد المسجونين _ رفض ذكر اسمه _ علل وجود تلك الصور بأنها "تصبرهم" على فراق الأحبة من الجنس الآخر.
وفى نهاية اللقاء سألنا اللواء عمر الفرماوى رئيس قطاع مصلحة السجون عن التقارير الحقوقية التى تنتقد حالة السجون المصرية وما يحدث بها فرد قائلا "إحنا ما عندناش حاجة نخبيها، واللى عنده أى واقعة يواجهنا بها".
المحامي المصري نبيه الوحش يعرض خدماته لمساعدة هيفاء
ربما هي المرة الاولى التي يتخذ فيها المحامي المصري نبيه الوحش، موقعاً مسانداً لفنان ما، وهو الذي اشتهر بعداوته الدائمة لاهل الفن، وبدعاويه المستمرة عليهم في أروقة القضاء المصري، فقد قرر اليوم ان يقدم خدماته للفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، وابدى استعداده لرفع دعوى قضائية لصالحها، يطالب لها فيها بضم ابنتها «زينب» التي تعيش مع والدها، عقب انفصال الابوين منذ سنين طويلة.
واضاف المحامي الوحش في التصريح الذي ادلى به اخيراً ونشرته الصحف المصرية، انه سيحصل على الاقل على حق رؤية هيفاء لابنتها، خصوصاً وانها ممنوعة او محرومة من هذه الرؤية لأن طليقها يحول بينها وبين هذه الرغبة اعتراضاً منه على عملها بالفن، وعلى الرغم من ان الابنة على وشك بلوغ 18 سنة، مؤكداً ان ثمة امكانية لأن يترافع محام مصري عن فنانة لبنانية امام المحاكم اللبنانية، وانه سيباشر العمل فور حصوله على توكيل قانوني من صاحبة الشأن، وانه متنازل عن اتعابه لأن دافعه انساني بحت.
وبانتظار رد، او تعليق هيفاء على خطوة المحامي المصري نبيه الوحش، فان تقارير كثيرة نشرت في السابق ومنها ان ابنة هيفاء، وهي محجبة، ترفض مقابلة والدتها، وترفض عملها في الفن، وتعتبره السبب الاساسي في حرمانها من رؤيتها.