حتشبسوت (ملكة مصر)
الملكة حتشبسوت : أحد أشهر الملكات في التاريخ وخامس فراعنة الأسرة الثامنة عشر ,اسمها الأصلي غنمت امون حتشبسوت ويعني خليلة امون المفضلة على السيدات أو خليلة امون درة الأميرات ,حكمت من 1503 ق. م حتى 1482ق.م .
تميز عهدها بقوة الجيش والبناء والرحلات التي قامت بها وهي الابنة الكبرى لفرعون مصر الملك تحوتمس الأول وأمها الملكة أحمس , وتعد حتشبسوت من الجميلات وهي أول من ارتدت القفازات وذلك لوجود عيب خلقي بأصابعها (ستة أصابع أو أكثر في اليد الواحدة ) , و أول من طرزت القفازات بالأحجار الكريمة .
هذه الملكة تركت ألغازاً كثيرة وأسراراً وربما يكون أكثر تلك الألغاز اثارة شخصية (سنموت) ذلك المهندس الذي بنى لها معبدها الشهير في الدير البحري والذي منحته 80 لقباً وكان مسؤولاً عن رعاية ابنتها الوحيدة , وقد بلغ من حبه لمليكته ان حفر نفقاً بين مقبرتها ومقبرته ,وانتهى كل منهما نهاية غامضة لا تزال لغزاً حتى الآن .
واجهت حتشبسوت مشاكل عديدة في بداية حكمها من وراء الستار بدون شكل رسمي , ويقول بعض الناس انها قتلت زوجها واخوها الملك تحتمس الثاني للستيلاء على الحكم لكن لا يوجد دليل على ذلك .
كان الملك طبقاً للعرف ممثلاً للإله حورس الحاكم على الأرض لذلك كانت دائماً تلبس وتتزين بملابس الرجال وأشاعت أنها ابنة امون لإقناع الشعب بأنها تستطيع الحكم , وفي الوقت نفسه كان ولي العهد الشرعي تحتمس الثالث لا زال صبياً وليس بمقدوره رعاية مصالح البلاد , فعملت حتشبسوت على حكم البلاد الى ان يكبر وراعت ان يتربى تحتمس الثالث تربية عسكرية بحيث يستطيع اتخاذ مقاليد الحكم فيما بعد .
نشّطت حتشبسوت حركة التجارة مع جيران مصر وأمرت ببناء عدة منشآت بعبد الكرنك كما أنشأت معبدها في الدير البحري بالأقصر واتسم عهدها بالسلام والازدهار والرفاهية .
اهتمت بالأسطول التجاري المصري فأنشأت السفن الكبيرة واستغلتها في النقل الداخلي لنقل المسلات التي أمرت باضافتها الى معبد الكرنك تمجيداً للإله امون.
وأرسلت اسطولاً كبيراً الى المحيط الأطلسي لاستيراد بعض أنواع السمك النادرة كما أرسلت بعثة تجارية على متن سفن كبيرة تقوم بالملاحة في البحر الأحمر محملة بالهدايا والبضائع المصرية مثل البردى والكتان الى بلاد بونت ( الصومال حالياً ) فاستقبل ملك بونت البعثة استقبالاً جيداً ثم عادت محملة بكميات كبيرة من الحيوانات المفترسةوالاخشاب والبخور والأبنوس والعاج والجلود والأحجار الكريمة وصورت الملكة أخبار تلك البعثات على جدران معبد الدير البحري على الضفة الغربية من النيل عند الأقصر .
أيضاً صورت على جدران المعبد وصف بعثتها الى محاجر الجرانيت عند أسوان لجلب الأحجار الضخمة للمنشآت وقامت بإنشاء مسلتين عظيمتين من الجرانيت بأسوان يبلغ كل منهما نحو 35 طناً ثم تم نقلهما على النيل حتى طيبة وأخذت المسلتان مكانهما في معبد الكرنك بالأقصر , وعند زيارة نابليون أثناء الحملة الفرنسية على مصر أمر بنقل احدى المسلتين الى فرنسا وهي تزين حتى الآن ميدان الكونكورد في باريس .
أصدرت حتشبسوت أوامرها بإنشاء مسلة تعتبر أكبر مسلة في تاريخ البشرية مكونة من قطعة واحدة من الحجر تزن نحو 1000طن لوضعها بمعبد الكرنك .
توفيت الملكة حتشبسوت في 10 من الشهر الثاني لفصل الخريف (يوافق 14 يناير 1457 ق.م ) خلال العام 22 من فترة حكمها واعتقد في الماضي انها قتلت بسبب التنازع على الحكم , ولكن تم التحقق الآن من مومياء حتشبسوت وهي تبدي بوضوح علامات موت طبيعي وقبرها موحود في وادي الملوك .