كليوباترا ملكة مصر
ولدت كليوباترا العام 69ق.م وهي ابنة الملك بطليموس الثاني عشر (اوليتيس ) وكان قدر لكليوباترا في ان تصبح اخر ملكة السلالة البطلمية التي حكمت مصر بعد موت الاسكندر الاكبر في 323 ق.م وضمها الىروما في 30 ق.م .
اسس السلالة ضابط الاسكندر بطليموس الذي اصبح الملك بطليموس الاول حاكم مصر , وعندما توفي في 51 ق.م انتقل العرش الى ابنه الصغير بطليموس الثالث عشر وابنته كليوباترا السابعة .
وعندما بلغت كليوباترا 21 سنة تأزمت العلاقة بينها وبين القصر إذ أشاعوا انها تسعى لقتل اخيها بطليموس لتنفرد بالعرش فثار عليها الجيش وشعب الاسكندرية حتى اضطرت الى الفرار من المدينة واللجوء الى شرقي مصر , واستطاعت تجنيد جيش من البدو لاستعادة موقعها .
عند وصولهم الى بيلوزيوم (بور سعيد حالياً ) حيث كان يتصدى لها جيش اخيها , وصلت سفينة القائد الروماني بومبي على اثر هزيمته في معركة فرسالوس (48 ق.م ) فما كان من اوصياء الملك الا ان دبروا مقتله وقدموا راسه الى القائد المنتصر يوليوس قيصر الذي وصل الاسكندرية , وقد نجحت كليوباترا في اختراق صفوف خصومها والوصول الى قيصر بعد ان حاول اخوها بطليموس الثالث عشر التقرب الى قيصر حيث وجدها فرصة لاعلان ولائه الكامل وعمل قدر طاقته على تملقه والتقرب اليه .
وهكذا بدأت علاقة تاريخية بين قيصر وكليوباترا فقد قرر الوقوف الى جانبها واعادتها الى عرش مصر , لكن اوصياء اخيها حرضوا جماهير الاسكندرية ضدها , وزحف الجيش الموالي لهم وحاصروا قيصر وكليوباترا في القصر الملكي فبدأت حرب الاسكندرية التي حسمها يوليوس قيصر في مطلع عام 47 ق.م بعد ان وصلت النجدات وانتهت بمقتل بطليموس الثالث عشر وأعوانه .
تسلقت كليوباترا عرش مصر مع اخيها بطليموس الرابع عشر وبقي قيصر الى جانبها وانجبت له ولداً سمي قيصرون , واشتهرت بحسن تدبيرها في الحكم والادارة بالاضافة الى ما تميزت به من الذكاء والثقافة العالية وخفة الروح .
اما بعد اغتيال قيصر في روما فقد انقسمت المملكة بين اعظم قواده (اوكتافيوس وانطونيوس ) فقرر اوكتافيوس ان يضم مصر الى الامبراطورية الرومانية لكن كان امامه الكثير من العواقب ومن أشدها ماركوس انطونيوس (مارك انتوني ) الذي اراد في ان يتفرد بحكم الامبراطورية الرومانية .
وجاء مارك انتوني الى مصر وجاءت له كليوباترا خفية لخوفها من ثورات المصريين ضدها وكانت مختبئة في سجادة وخرجت منها امام انتوني كعروس البحر وهي في ابهى صورها ووقع انتوني في حبها .
كان انطونيوس متزوجاًمن اوكتافيا اخت اوكتافيوس (اغسطس ) ومنع على الرومان التزوج بغير رومانية وهنا ظهرت مشكلة ارتباطه بكليوباترا.
تم تقسيم الامبراطورية الرومانية الى شرق وغرب وكان الشرق بما فيه مصر من نصيب انطونيوس الذي ارسل في طلب كليوباترا عام 41 ق.م عندما وصل الى مدينة ترسوس في كيليكية , اعجبت كليوباترا بأنطونيوس ليس فقط لشكله حيث كان وسيماً ولكن ايضاً لذكائه , لان كل التوقعات في هذا الوقت كانت تؤكد فوز انطونيوس .
ومن ثم أعد انطونيوس جيشاً من اقوى الجيوش وتابعت كليوباترا الجيش عن كثب وتابعت خطة الحرب , جرت معركة أكتيوم البحرية الفاصلة غربي اليونان وقررت مصير الحرب حيث خسر انطونيوس كثيراً من سفنه في محاولته كسر الحصار الذي ضرب حوله وتسارعت الاحداث وعملت كليوباترا كل ما في وسعها لتفادي الكارثة بعد وصول انباء الهزيمة الى مصر , وقام انطونيوس بمحاولة يائسة للتصدي لقوات اوكتافيوس قيصر روما الجديد التي وصلت الى مشارف الاسكندرية في صيف عام 30 ق.م والذي وجد في انطونيوس عقبة امام انفراده بالحكم , وعندما بلغ انطونيوس نبأ كاذب بموت كليوباترا فضّل الموت على الحياة فانتحر غرساً السيف في بطنه .
عادت كليوباترا الى الاسكندرية بعد خسارتها وماركوس انطونيوس وورود خبر انتحاره , فارتدت اجمل ملابسها وحليها وجعلت الثعبان يسمها فماتت حتى لا تذل او تهان وتمشي في شوارع روما كأسيرة مكبلة بالحديد في مواكب النصر الرومانية وهي الملكة العظيمة , وبهذا انهار حكم البطالمة واصبح اولاد كليوباترا تحت رعاية الامبراطور اوكتافيوس في روما , وقد تزوجت ابنتها سيلانة من جوبا الثاني ملك موريتانيا وعندما توفي خلفه ابنه بطليموس حفيد كليوباترا فجاء السفاح كاليجولا ليقضي ويستولي على عرش القياصرة الرومان .
و بلغه ان بطليموس يملك كنوزاً من الذهب والفضة لا حصر لها ورسم خطة من اجل الكنز فعلم ان اورانيا زوجة بطليموس قد اخفته ولما عجز كاليجولا عن ايجاد الكنز دعا بطليموس الى مأدبة في روما وشرب هذا الاخير حتى الثمالة ما جعل كاليجولا يحاول بشتى الطرق معرفة مكان الكنوز ولكن دون جدوى لان بطليموس لا يعرف مكانها فامر بقتله وهربت اورانيا الى الجبال خوفا من بطش كاليجولا وماتت دون ان تخبر احدا بمكان الكنوز حيث دفن السر معها