زنوبيا ( ملكة تدمر )
لؤلؤة الشرق - ملكة تدمر والشام والجزيرة : هي الزباء بنت عمرو بن الظرب بن أذينة بن السميدع وهو احد رؤساء عشائر الفرات , كانت زوجة لأذينة ملك تدمر الملقب بسيد الشرق الروماني وملك الملوك , امتدت سلطته على سورية وسائر آسيا الرومانية وكثيراً ما حارب الفرس وردهم عن بلاده وكان اذا خرج للحرب أناب زنوبيا لتحكم تدمر بمهارة
.
وكانت تدمر (بالميرا ) مدينة تجارية هامة وقد قامت بها حضارة كبيرة تميزت بفخامة مبانيها ومعابدها وهي من اجمل مدن الشرق القديم وكانت قبل الميلاد محط قوافل التجارة القادمة من الشرق الى روما واوروبا ومحطة تجارية هامة على طريق الحرير من الصين .
كانت زنوبيا قد اشتهرت بجمالها وولعها بالصيد والقنص ,قيل عنها انها كانت ذات رأي وحكمة وعقل وسياسة ودقة نظر وفروسية وشدة بأس وجمال فائق , فعاشت بعظمة ملوكية مقلدة ملوك الاكاسرة ز
تثقفت بالثقافة الهيلينية وكانت تتكلم الارامية وبعض اللاتينية والاغريقية والقبطية وكان لها اطلاع على تاريخ الشرق والغرب.
ولما قتل أذينة عام 267 م بطريقة غامضة تولت الملك باسم ابنها وهب اللات واصبحت ملكة الملكات وازدهرت تدمر في عهدها , ولما ساءت العلاقات بينها وبين الامبراطور الروماني أرسل لها جيشه للاستيلاء على تدمر فهزمته .
بعدها توجهت لمصر وكانت تابعة للرومان واحتلتها ومنعت حبوبها عن روما وعززت علاقاتها التجارية مع الحبشة وجزيرة العرب , وتوسعت مملكتها حتى اصبحت من شواطئ البسفور حتى النيل واطلقت عليها الامبراطورية الشرقية .
لكن الامبراطور الروماني أورليانوس حاول التفاوض مع الملكة زنوبيا لوقف زحف جيوشها مقابل الاعتراف بألقاب ابنها وامتيازاته الملكية وصكت النقود في انطاكية والاسكندرية وطبعت عليها صورة وهب اللات على وجه وعلى الوجه الثاني صورة الامبراطور أورليانوس .
ثم عهدت بملك مصر الى ولدها ونادت بالاستقلال الكامل عن روما ,
لكن الامبراطور صمم على التنكيل بها وسحق الدولة التدمرية فأرسل جيشاً رومانياً بقيادة بروبوس الى مصر سنة 271 م , وجيشاً اخر بقيادة الامبراطور أورليانوس نفسه توجه به الى آسيا الصغرى ليلتقي الجيشان في تدمر ,احتل بروبوس مصر وبلغ اورليانوس انطاكية فهزم زنوبيا هناك في معركة دامية مما جعلها تنسحب لتدمر ليتعقبها اورليانوس حتى بلغا حمص , فدارت بينهما معارك شرسة وانهزم جيشها .
وصل اورليانوس تدمر وحاصر اسوارها حصاراً محكماً حتى نفدت مؤن الطعام بها وكانت قد حصنت المدينة ووضعت على كل برج من ابراج السور اثنان او ثلاثة من المجانيق تقذف بالحجارة المهاجمين لأسوارها وتمطرهم بقذائف النفط الملتهبة , وحاولت زنوبيا الهروب ووصلت نهر الفرات الا انها وقعت في الاسر واقتيدت الى اورليانوس وهو في ميدان القتال
سنة 282 م فأحسن معاملتها ثم اقتادها الى روما ولم يقتلها بل قتل بعض كبار قوادها ومستشاريها بعد محاكمة أجريت لهم في حمص .
انتهت حياتها في منزل بسيط في تيبور أعده لها اورليانوس وانتحرت بالسم بعدما حكمت تدمر ومصر والشام والعراق وما بين النهرين واسيا الصغرى حتى انقرة