yusrh مراقب المنتدى الصحفي
اسم دولتي : عدد الرسائل : 37 العمر : 51
| موضوع: اغتيال طفولة (3) التضليل الإعلامي الأحد يناير 01, 2012 12:39 am | |
| ( شارع في فلسطين , على اليمين ساتر خشبيّ يرتفع نصف متر , إطارات السيارات تتدحرج بين طرفي الكواليس , بعض الجنود يدخلون و يخرجون راكضين في مناورات خفيفة مع أصوات إطلاق رصاص , بعض الشبان يلقون كرات من الورق على شكل أحجار , في مقدمة المسرح الصحفيون الأربعة و قد ضمّد توماس ذراعه بضماد عليه أثر الدم )
فرانسوا : إنـّه الأسبوع الأخير لنا , و لم نحظ َ حتى الآن بأيِّ خبر مميّز.
مارسيل : ألم أقل لك منذ البداية بأنّ أحلامك كبيرة ؟
فرانسوا : معك حقّ , فهذه الأحلام بدأت تتلاشى الآن شيئاً فشيئاً .
توماس : لسوء الحظّ أننا لم نصادف أيّة مشكلة بارزة .
مارسيل : و حادثة غريق البحيرة , ألم تكن حدثاً مميّزاً ؟
كارولين : مستر شاؤول رفض نشر الخبر على شبكة أخبارهم المتلفزة لأنّ فيه مدحاً للعرب , و يظهرهم طيبين مسالمين .
توماس : لقد تسرّعنا في تغطية ذلك الحادث بسبب اندفاعنا و حماسنا في البداية .
فرنسوا : حتى العرب , معظمهم لم يسمعوا بهذا الحادث أبداً , لأنّ وسائل إعلامهم لا تجيد استغلال الأخبار جيّداً .
مارسيل : لكنّه كان موقفاً نبيلاً و تضحية ٌ عظيمة ٌ من ذلك العربيّ .
فرانسوا : هذا صحيح تماماً يا عزيزتي و لكنك تعلمين شعار اليهود بالنسبة للعربيّ الجيّد .
كارولين : العربيّ الجيّد هو العربيّ الميت .
توماس : تماماً هذا ما قاله مستر شاؤول عبر الهاتف .
مارسيل : ألم تشفَ يدك بعد يا توماس ؟
توماس : ليس بعدُ يا عزيزتي , فقد مزّقت الرصاصة العضلة تقريباً .و كسر عظم الساعد .
كارولين : ذلك الجنديّ الإسرائيليّ المتعجرف أطلقها عليه ليكسر الكاميرا التي صوّرته و هو يضرب امرأة عجوزاً عربيّة و يجرّها على أرض الشارع بوحشيّة غير اعتياديّة .
توماس : لكنهم عوّضوني عن الكاميرا التي كسِرَتْ بأخرى جديدة .
مارسيل : ( ساخرة ) يا للطف , طبعاً بعد أن صادروا الفيلم الذي صوّرته كالعادة.
كارولين : بكلّ تأكيد .
فرانسوا : إنّ جلّ ما أخشاه هو انتهاء مهمتنا , دون تحقيق أيّ إنجاز يذكر
توماس : ( بحدّة ) عن أيّ إنجاز تتحدّث , إذا كانوا يصادرون كلّ تحقيق مصوّر لا يعجبهم , و لا يسمحون إلا بتمرير القليل جدّاً .
كارولين : هذا غير الإساءات المتكرّرة للمراسلين الصحفيين القادمين من كلّ بقاع العالم .
مارسيل : لقد صادروا الفيلم الذي صوّرنا فيه الجنديّ الإسرائيليّ يطلق الرصاص المطاطيّ على عيون الأطفال .
فرنسوا: لقد صوّرت جنديّاً إسرائيليّاً يفقأ عين الطفل بتلك الرصاصات و كيف غطت الدماء وجهه .
توماس : و أنا صوّرت قذيفتهم التي دمّرت بيتاً زعموا أنه للمقاومة و لكن اتضح أنّ فيه أماً فلسطينيّة مع أطفالها الصغار و أحدهم رضيع
مارسيل : و كالعادة اقتادونا إلى مركز الاستخبارات و أمطرونا بوابل من السباب و الشتائم , و لم نخرج إلا بعد أن صادروا كلّ ما صوّرناه .
كارولين : لقد أذاعت فضائيّاتهم تغطية مصوّرة للمواجهات الميدانيّة .
توماس : و لقي استحساناً كبيراً من مستر شاؤول .
مارسيل : و ماذا تضمّن تقريركم ؟
كارولين : الأطفال الفلسطينيون و مقاومتهم للجنود بالحجارة .
توماس : و لكنهم علـّقوا على الموضوع من وجهة نظرهم .
| فرانسوا :كيف ؟
توماس : قالوا بأنهم ينظرون بعين العطف و الألم و بالغ الأسى إلى أولئك الأطفال المساكين الذين سئم أهلهم حياة البؤس و الشقاء و نفقات عيش أولادهم , فدفعوا بهم إلى الشوارع ليموتوا على أيدي الجنود المساكين الذين يضطرون للدفاع عن أنفسهم , فيتخلـّص الأهالي القساة القلوب من هموم و أعباء تربية أبنائهم , و تلصق باليهود تهمة الوحشية و الإجرام بحقّ الأطفال و البشر .
(تكثر الحركة في الشارع بين الناس قليلاً )
مارسيل : يا لهم من ماكرين .
توماس : بل قولي ماهرين في عرض الحقائق بما يخدم أهدافهم .
كارولين : إنهم بارعون في فنّ الإعلام يا عزيزي .
فرانسوا : طبعاً فهو سلاحٌ فعالٌ , يوظفونه جيّداً لكسب الرأي العام العالمي في صفهم .
توماس : إنهم يموّلون شبكة أخبار ناطقة بالعربيّة تخدم العرب بملايين الدولارات ليمرّروا من خلالها مجموعة أفكار فقط .
مارسيل : و كيف ذلك ؟
فرنسوا : هذه الخطـّة تذيع أخبارهم و قد كتب على الخارطة المرافقة للخبر "إسرائيل" بدل فلسطين .
توماس : و بهذا يغرسون فكرة وجود دولتهم كأمر واقع مفروض على العرب .
يشتدّ رمي الكرات الورقيّة" الحجارة " على الجنود الذين يردون بإطلاق الرصاص .
كارولين : يبدو أن المواجهات ستبدأ من جديد .
توماس : معك حقّ , علينا التأهب جيداً
فرنسوا : الحاجة أمّ الاختراع , و قد أعددت خطـّة لخداعهم إن صوّرت شيئاً مهمّاً هذه المرّة .
توماس : كيف ؟
فرنسوا : لقد أعددت فيلماً إضافيّاً سأقوم بتبديله و إعطائه لهم إن أرادوا مصادرته .
مارسيل : إذن , ثبّت الكاميرا جيّداً عزيزي فرنسوا .
فرنسوا : و هو كذلك .
( يجهّز كلٌّ من توماس و فرنسوا كاميرات الفيديو بينما تجهّز كل من مارسيل و كارولين كاميرا فوتوغرافيّة , و يأخذ كلٌ منهم ركناً من المسرح , مارسيل و فرنسوا خلف الجنود , يظهر محمد و أبوه بين الناس الذين تشتدّ حركتهم أكثر مع اشتداد رمي الحجارة ,
مارسيل :انظر يا فرنسوا , أخو الغريق و ابنه هناك .
فرنسوا :سأصوّرهم بين الناس .
مارسيل : لكنهم لا يشاركون في رمي الحجارة .
فرنسوا : ربما كانوا عابري سبيل .
كارولين : (من الطرف المقابل ) انظر توماس , إنه شارون شقيق يهوديت
توماس : و من هذه يهوديت ؟
كارولين : الطفلة اليهوديّة في حادثة البحيرة .
توماس : آه .. تذكرت , إنـّه جنديٌ إسرائيليّ .
يشتد رمي الحجارة و يلجأ محمد و أبوه إلى الساتر الخشبي يختبئان خلفه من الحجارة و الرصاص , و يرفع أبو محمد يده ملوّحاً و قد رفع أحد الجنود بندقيته و صوبها نحوهما )
أبو محمد : ( يصرخ خائفاً على ابنه ) إننا لا نحمل حجارة و لا سلاحاً , لا تطلقوا النار علينا .
محمّد : ( يلتصق بأبيه ) أبي .. إنني خائف جدّاً , خبئني .. احميني
أبو محمّد : ( يحضن ابنه ) لا عليك يا بنيّ لا تخف .( ثمّ بصوت هامس ) ليساعدنا الله .
شارون : ( لزميله ) انظر ذلك الرجل و ابنه أمامنا , هل تستطيع إصابته؟
الجنديّ : نعم أستطيع بكلّ بساطة .
| شارون : في رأسه ؟
الجنديّ : في وسط رأسه .
شارون : ( يضحك بشراسة) جرّب إذاً و أرحنا من واحد منهم .
أبو محمد : ( يصرخ ) لا ..لاتطلقوا النار علينا , نحن لا نفعل ما يؤذيكم .
( يطلق الجنديّ رصاصة فيضع الأب يده على كتفه مع ظهور آثار الدم مكان يده , فيطلق الجنديّ رصاصة ثانية فيصيب محمّد في رجله فيصرخ متألماً )
محمد: آآآآه .... آآآآه( يضع يده على رجله و يلتصق بأبيه )
شارون : أيّها الأبله لم تستطع إصابته رغم قرب المسافة .
الجنديّ: بل أصبته .
شارون : في رجله أيّها الأحمق , سأريك الآن كيف تستقرّ الرصاصة في وسط رأسه .
يطلق رصاصة فيسقط رأس محمد في حجر أبيه ) مارسيل : ( تصرخ ) لقد قتل الولد !!!
فرنسوا : ( بحذر ) اصمتي , لقد صوّرت الحادثة .
مارسيل : ( تصرخ بصوت أعلى ) لقد قتل الولد بأعصاب باردة .
فرنسوا : ( يصفعها بغضب و يبدأ بتغيير الفيلم ) أيّتها الحمقاء , سأخذون الفيلم منا , اصمتي .
مارسيل :( بنفس الصوت ) لقد قتل الولد , قتله , قتل الولد عامداً و لم يطرف له جفن , يا للوحشيّة !! يا للإجرام !!!
أبو محمّد : ( ينحني فوق ولده باكياً ) محمّد ....ردّ عليّ يا ولدي ... محمّد ...محمّد ..
( تثبت الحركة على المسرح تماماً و يعلو صوت الأذان , ثمّ صوت المجموعة من الكواليس تردّد" لا إله إلا الله , و الشهيد حبيب الله "
( بعد لحظة تدخل ديمة بثوبها الأبيض و الحركة ثابتة فتنادي) ديمة : محمّد ... محمّد هيّا بنا نلعب ... هيّا نستمتع بطفولتنا البريئة , ( تقترب منه ) لماذا لا تردّ عليّ ؟( تلمسه فترى أثر الدم على يدها فتصرخ ) لا .... قتلوك يا بن عمّي يا رفيق طفولتي , سرقوا البسمة من شفاهك , سرقوا البراءة من عمرك , سلبوا الفرح من عيوني ,آآآآآآآآآآه ( تلتفت إلى الجمهور )
يظنون أنهم سبيدوننا ؟ هم واهمون .. يحلمون ... طالما الأمهات تنجب فكلّ يوم سيولد محمّد و ديمة و ليسمعوا صوت شاعرنا كلّ ليمونة ستجب طفلاً و محالٌ أن ينتهي الليمون
( تدخل أمّ محمد صارخة ناعية ولدها ) أمّ محمد: ولدي ... محمّد .... آآآآآه يا ولدي , قتلوك يا نور عيوني , سرقوك من عمري , اقتلعوك يا زهرة أيّامي .. آآآآآه
ديمة : ( تمسك بيدها ) لا تصرخي يا أمّاه و تجلـّدي .
أم محمّد : بل سأصرخ و أصرخ و أصرخ , و ليعلوَ الصوت أكثر , ليسمعَني كلّ العرب و كلّ البشر و كلّ الشرفاء , ليتذكر إخوتنا و لينتبهوا :
تنبّهواواستفيقواأيّها العرب فقد طمى الخطبُ حتى غاصت الركب
ديمة : لا بدّ أن يلبّي كلّ أهلنا و كلّ إنسان نداءك و يسرعوا لنجدتنا .
أمّ محمّد : أين هم ؟ متى سيسمعون ؟ متى سيلبّون النداء ؟ متى ؟ متى ؟
( تبدأ بإنشاد أغنية وين الملايين بمشاركة كل الشخصيات )
آه..آه ..آه آه ..آه..آه
وين الملايين الدم العربي وين
الغضب العربي وين الشرف العربي وين
وين ... وين ... وين
ستار انتهت | | |
|
المديرالعام رئيس مجلس الإدارة
عدد الرسائل : 4686
| موضوع: رد: اغتيال طفولة (3) التضليل الإعلامي الأحد يناير 01, 2012 9:27 pm | |
| سلمت يديك رائع ومبدع واختيار مميز | |
|
yusrh مراقب المنتدى الصحفي
اسم دولتي : عدد الرسائل : 37 العمر : 51
| موضوع: رد: اغتيال طفولة (3) التضليل الإعلامي الثلاثاء يناير 17, 2012 9:01 pm | |
| شكراً لإطرائكم و تشجيعكمو الغاية كما قرأتم كشف سبب تأسيس الجزيرة و النص مكتوب منذ اكثر من عشر سنوات, و دورها ليس خفيّاً كما يعتقدون | |
|