yusrh مراقب المنتدى الصحفي
اسم دولتي : عدد الرسائل : 37 العمر : 51
| موضوع: اغتيال طفولة (2) التضليل الإعلامي الأحد يناير 01, 2012 12:37 am | |
|
( بيت فلسطيني , فيه زينة عرس , أصوات موسيقى راقصة . بعض الأشخاص يتمايلون و بينهم طفل في العاشرة و طفلة في الثامنة , يظهر الفرح على وجهيهما , يتقدمان إلى الأمام و ينخفض صوت الموسيقى قليلاً )
محمد: إنّ ثوبك جميلٌ جداً يا ديمة .
ديمة : اشتراه لي أبي خصيصاً لأحضر به عرس عمّي حمزة
محمد : ما أجمل أن نرى عمّنا عريساً هذه الليلة !
| ديمة : و أنا أتشوّق أكثر منك لرؤيته إلى جانب عروسه , و سأرشّ الياسمين فوقهما الليلة .
محمد : أتعلمين ما ذا أتمنـّى ؟
ديمة : ماذا تتمنـّى يا بن عمّي ؟
محمد : أتمنى أن ينجب عمّي حمزة و زوجته صبيّاً و بنتاً .
ديمة : ( مستغربة ) صبيّاً و بنتاً !!؟
محمد : نعم ابن عمٍّ لي و ابنة عمًّ لك ليشاركانا في ألعابنا .
ديمة : آه .. ما أجمل أن تكون لي ابنة عمًّ لطيفة .!
محمد : إن شاء الله يتحقق الحلم و يرزقنا الله بما نحبّ .
ديمة : ( باسمة ) يا لها من أحلام .
محمد : لنؤجّل الأحلام الآن , و لنستمتع و نفرح بالعرس الآن .
( يعلو صوت الموسيقى من جديد و يتابع الرقص لحظات , ثمّ يتوقف الصوت فجأة مع ارتفاع الصراخ من خارج المسرح ثمّ يدخل رجل و امرأة ترتدي ثوباً أبيض طويلاً فضفاضاً , فيركض محمد إلى الرجل )
محمد : ( بخوف ) ما الذي حدث يا أبي ؟ لماذا تبكين يا أمّاه ؟
ديمة : ( تقترب ) لمّ هذا الصراخ يا عمّي .
أبو محمّد: ألمّت بنا مصيبة يا أولادي .
محمد : خيراً إن شاء الله , أيّة مصيبة توقف العرس يا أبي ؟
الأمّ : ما عاد هناك عرس يا ولديّ .
محمّد : ( متسائلاً ) ماذا ؟!!
الأمّ : و هل يقام عرس بدون العريس يا بنيّ ؟
ديمة : و أين ذهب عمّي حمزة ؟
أبو محمّد : ( باكياً ) ذهب إلى الجنـّة يا بنتي .
محمد و ديمة ( معاً ) ذهب إلى الجنـّة ؟!!
الأمّ : لقد استشهد عمّكم يا أولادي .
محمد و ديمة ( معاً ) كيف ؟!!
أبو محمّد :لقد كان عائداً من عند الخياط يحمل بدلة العرس , و بعض الأغراض , ( تخنقه الدموع فيسكت لحظة ثمّ يتابع ) و أثناء مروره قرب البحيرة سع صراخ الناس و استنجادهم لإنقاذ طفلة يهوديّة تغرق .
ديمة : مسكينة ! طفلة تغرق ؟!!
أبو محمد : لقد زلـّت قدمها و هي تحاول التقاط كرتها من سطح الماء القريب , فسقطت في الماء , و لم يحاول أيُّ واحدٍ من اليهود الموجودين المجازفة لإنقاذها , لأنّ الجميع يعلم خطورة النزول إلى الماء في هذه المنطقة .
الأمّ : لكنّ عمّكما حمزة لم يفكر كثيراً , و رمى أغراضه جانباً , و أسرع لنجدة الفتاة .
محمّد : و هل أنقذها ؟
أبو محمد : لقد لأنقذ الفتاة و أوصلها إلى الشاطئ و لكن .... لكنه ....
محمد: لكنه ماذا ؟:
الأم :يا حسرتي على شبابه .
أبو محمد : سحبته تيارات الماء القوية و لم يستطع المقاومة و غرق .
ديمة : ( باكية ) يعني عمّي حمزة مات ؟!!!
أم محمد : لا يا طفلتي , عمّكما لم يمت , لكنه ذهب ليعيش في الجنة .(ينظر الطفلان نحوها باستغراب فتتابع) نعم لقد أصبح شهيداً يعيش حياةً أبديّة سعيدة و خالدة في جنان الخلد .
أبو محمد : لنقرأ الفاتحة على روح عمكما حمزة و أرواح كلّ شهدائنا الأبرار ( يرفع الجميع أكفـّهم لقراءة الفاتحة )
( تدخل البعثة الإعلاميّة الفرنسية " مارسيل و فرنسوا " ومعهما كاميرا تصوير لمحاورة أسرة الشهيد , مارسيل تحاور و فرنسوا يصور )
مارسيل :( لأبي محمد ) ما قرابتك للبطل الشهم ؟
أبو محمد : إنه أخي حمزة .
مارسيل : ما مشاعرك أما م هذه المصيبة ؟
أبو محمد : حزين جداً لفراق أخي .
مارسيل : هل أنت غاضب لما قام به أخوك ؟
أبو محمد : أبداً , فقد قام حمزة بما كان سيقوم به أيّ عربيٍّ شهم مكانه .
مارسيل : و هل كنت ستفعل نفس الشيء لو كنت مكانه ؟
أبو محمد : أيُّ إنسان لديه مشاعر و أحاسيس , كان سيتصرّف بنفس الطريقة .
مارسيل : ( بمكر ) رغم أنّ الطفلة يهودية ؟
أبو محمد : إنّها طفلة بريئة لا ذنب لها .
مارسيل : ( لأم محمد ) هل أنت أخته ؟
أم محمد : زوجة أخيه و كأخته تماماً .
مارسيل : نرى عندكم آثار زينة و فرح !!
أم محمد: لقد كان عرس حمزة الليلة .
مارسيل : مسكين , كان الله في عونكم و ألهمكم الصبر على فقده .
أم محمد : شكراً لك أيّتها الأخت .
مارسيل : ماذا تخبرينا عن حمزة ؟
أم محمد : كان شاباً شهماً لطيفاً محباً لكلّ الناس إلا المغتصبين اليهود .
مارسيل : و لكنه أنقذ طفلتهم ؟
أمّ محمد : ديننا و أخلاقنا تأمرنا بعدم التأخر عن مدّ يد العون لأيّ إنسان في محنة , و هذه طفلة لا تعلم عن جرائم أهلها شيئاً . ( تحاول مارسيل تغيير اتجاه الحديث فتلتفت إلى الطفلين )
مارسيل : و أنت يا حلوتي , من تكونين ؟
ديمة : ( ببراءة ) ديمة .
مارسيل : ماذا يقرب لك حمزة ؟
ديمة : إنه عمّي الذي أحبّه و سأفتقده كثيراً
مارسيل : هل أنت غاضبة لما فعل عمّك ؟
ديمة : ليس لما فعل , فالتي أنقذها طفلة مسكينة مثلي تماماً , و أتمنى أن أراها , و ما قام به عمي عمل إنسانيّ , لكنني حزينة جدّاً لموته ( تخنقها الدموع فتلتفّ بأم محمد )
مارسيل : و أنت أيّها الفتى ؟
محمد : أنا محمّد و الشهيد البطل هو عمّي حمزة .
مارسيل : ألست حزيناً لأنـّه مات ؟
محمّد : أبداً !! فعمّي حمزة لم يمت .
مارسيل : ( بدهشة ) لم يمت ؟!! كيف ذلك ؟
محمّد : لقد علـّمونا في المدرسة بأنّ الشهداء لا يموتون , و إنـّما ينتقلون من صفحة الحياة الضيّقة إلى الحياة الواسعة الأجمل من حياتنا في جنان الخلد , إذ يقول الله تعالى في القرآن الكريم :
" و لا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً , بل أحياءٌ عند ربّهم يرزقون"
( تظلم خشبة المسرح مع نغمات ناي حزينة )
ستار
المشهد الثالث ( في بيت الطفلة اليهوديّة , الأم و الأب و الأخ الشاب و الطفلة يهوديت , و البعثة الإعلاميّة الأمريكيّة " توماس و كارولين " يرافقهم موشيه , في صدر البيت إطار صورة في داخله صفحة بيضاء كتب عليها " فلسطينيٌّ جيد " و شريط أسود على طرفها للإشارة إلى موت صاحبها , توماس يصور و كارولين تحاور)
كارولين : أعزائي المشاهدين ننتقل بكم بالصوت و الصورة إلى بيت الملاك الصغير , الطفلة اليهوديّة التي انقذتها العناية الإلهية , فسخرت ذلك الشاب الذي أنقذها من الغرق , و لا يسعنا إلا أن نقدّ ذلك الاحترام الكبير الذي تقدّمه هذه العائلة لذكرى ذلك الشاب , فهاهي صورته تتصدر بيتهم ( تشير نحو إطار الصورة ) و قد نشرت العائلة شكراً للشاب في الصحيفة اليوميّة يليق بمساهمته في إنقاذ ابنتهم .
و معنا أفراد العائلة نحاورهم لنتعرّف إلى مشاعرهم تجاه هذه الحادثة المؤلمة.
يتوجه توماس بالكاميرا نحو الأب )
موشيه : ( ساخراً , آمراً ) أظهروا الكثير من الحزن و الأسف لموت ذلك العربيّ .
الأب : ( يتصنـّع الحزن ) إنني شديد الأسف لمصير ذلك الشاب , و لا أعرف كيف أقدّم له بالغ الشكر و التقدير .
الأمّ : و أنا مدينة له بشكر ٍ عظيم إذ أنقذ طفلتي الغالية من الموت غرقاً , فليباركه الربّ .
شارون : ( ببرود ) و لم كلّ هذا ؟ فقد فعل ما كان سيفعله أيُّ شخصٍ مكانه .
الأم : ( بغضب) لكنّك لم تفعل ( ثمّ هامسة ) يا بطل السباحة .
كارولين : ( للأخ شارون ) هل كنت موجوداً وقت الحادثة ؟
شارون : ( بارتباك ) لقد كانت يهوديت برفقتي , فقد خرجنا للنزهة مع بعض الأصدقاء .
كارولين : و كيف وقع الحادث ؟
شارون : كنت أمازح صديقي عندما حصل ما حصل .
كارولين : ألم تحاول إنقاذ أختك ؟
شارون : ( بارتباك ) لـ .. لــ .. لأنني لا أجيد السباحة ( يتبادل النظر مع أمه )
كارولين : ( للصغيرة ) و أنت يا صغيرتي ما اسمك ؟
يهوديت : ( باقتضاب ) يهوديت .
كارولين : ألست سعيدة بنجاتك من الغرق ؟
يهوديت : سعيدة لنجاتي , و حزينة جدّاً لموت ذلك العربيّ .
كارولين :هل شعرت بالخوف كثيراً ؟
يهوديت : لقد كان خوفي من العربيّ أكبر من خوفي من الغرق .
كارولين : ( بدهشة ) لماذا ؟!!
يهوديت : لأنني ظننته يريد إغراقي .
كارولين :و لماذا يريد إغراق جميلة ٍ مثلك ؟
يهوديت : ( بانفعال ) لأنـّه يكرهني .
كارولين :( بدهشة ) يكرهك ؟!! من قال لك هذا ؟
يهوديت : أمّي و أبي أخبراني دائماً بأنّ العرب كلهم مجرمون إرهابيّون يريدون قتلنا و سلب أموالنا و اغتصاب بيتنا .
كارولين :و الآن ما رأيك بالعرب يا حلوتي ؟
يهوديت : إنـّه إنسان طيب أنقذني من الموت , و أنا مدينة له بحياتي .
شارون : لست مدينة له بشيء .
يهوديت : ( بانفعال ) بلى ... ( يتوقف توماس عن التصوير )
موشيه : كفـّوا عن هذا الكلام الآن , يا صغيرتي , لقد أنقذك العربيّ طمعاً بالمكافأة الماليّة الكبيرة التي سيقدّمها له أبوك .
الأب : ( بامتعاض ) مكافأة ماليّة !!!! ألا يكفيهم الشكر
الأم : نعم إن العرب هكذا دائماً يطمعون بأموالنا .
شارون : كلهم يريدون سرقة ما لدينا .
يهوديت : ( ببراءة ) إذاً , كافئ عائلته بمبلغ ٍ كبير من المال يا أبي .
موشيه : نعم مبلغ كبير من المال , توماس صوّره و هو يقرّر دفع مكافأة ٍ ماليّة قدرها قدرها .. لنقل ألف دولار .
الأب : ( يشهق و يبتلع ريقه بصعوبة ) ألف دولار.. الف دولار .. كثير كثير .. فلنقل خمس مئة .
موشيه : فلتقل أمام الكاميرا ألف دولار ثمّ نتفاهم .
الأب : ( بحزن و ألم , و توماس يصوّر ) حسناً حبيبتي يهوديت , إكرماً لك سأكافئ عائلة الشاب العربيّ بمبلغ ٍ كبير جدّاً جدّاً من المال , و ليكن ألف دولار .
يهوديت : نعم يا أبي لتفعل ذلك , فأنا لا أريد أن يكون للعرب أيّ فضل علينا , طالما أنهم طامعون بأموالنا .
موشيه : ( و هو يضحك بخبث ) هالت ألف دولار لأوصلها لعائلة العربيّ .
الأب : و هل صدّقت أنني سأدفع أكثر من مئة دولار أيّها البدين , هل أخبروك أنني مجنون , أو أنني أملك أموالاً كثيرة لاأحتاج إليها و لا أعرف كيف أنفقها .
موشيه : أمري لله , هات المئة دولار .
الأب :هاك خمسين دولار , و كثير عليهم .
ستار |
|
| | |
|