yusrh مراقب المنتدى الصحفي
اسم دولتي : عدد الرسائل : 37 العمر : 51
| موضوع: اغتيال طفولة مسرحيّة في أربعة مشاهد حائزة على المركز الثاني في مسابقة اتحاد شبيبة الثورة القطرية عام 2001 الأحد يناير 01, 2012 12:33 am | |
| المكان أحد الشوارع القريبة من إحدى بحيرات فلسطين
الزمان مع بداية انتفاضة الأقصى عام / 2000 / م
بعض الأشخاص بملابس عادية يتحركون على خشبة المسرح في اتجاهات مختلفة توحي بحركة الناس في الشارع . يدخل أربعة أشخاص من يمين المسرح رجلان و امرأتان توحي ملابسهم الجينز و الكاميرات المعلقة على صدورهم بأنهم مراسلون صحفيون أجانب .
فرانسوا : أخيراً وصلنا إلى الشارع إلى قلب الحدث
مارسيل : نعم يا عزيزي , ما أروع جمال هذه الأرض !!!
كارولين : طبيعتها ساحرة خلابة , و خضرتها تعانق البحر بتماوج رائع
مارسيل : و مناخها المعتدل الرائع في هذا الوقت من السنة , يريح النفس و يبعث فيها النشوة .
كارولين :أتعلمين بمَ أحلم الآن ؟
مارسيل :( باسمة ) برحلة استجمام في أحضان هذه الطبيعة الخلابة
كارولين :( بلهجة حالمة ) و حمّام شمس دافئة على شاطئ البحيرة
مارسيل :( ضاحكة ) هيهات هيهات ......
فرانسوا :على رسلكما .... اتركا الأحلام و الأوهام جانباً , فما نحن في رحلة كشافة.
مارسيل :(بتذمر ) أعلم عزيزي فرنسوا , نحن في رحلة عمل
كارولين :( متشكية )و رحلة عمل شاقة جداً
فرانسوا :عزيزتي , إنها فرصة عمل مميّزة جداً , لم نكن نحلم بالحصول عليها بسهولة
مارسيل :نعم و لكنها بالغة الخطورة يا عزيزي
فرانسوا :عندما اخترنا عمل المراسلين الصحفيين , كنا ندرك تماماً خطورة عملنا , و قبلنا بذلك راضين
توماس : ( يلتفت مشاركاً بالحديث ) و لم نحظ بهذه الفرصة إلا بوساطات كثيرة .
كارولين :كنا كمن يسعى إلى النار بقدميه .
فرنسوا : هذا ثمن الشهرة عزيزتي كارول ( قالها بابتسامة باردة )
توماس :كم أنا متحمس لهذه المهمة , فهذه هي المرة الأولى التي أزور فيها فلسطين....
كارولين : (مستدركة بسرعة ) إسرائيل عزيزي توماس .. إسرائيل , و ليست فلسطين ( تتابع بسخرية ) أم تراك نسيت تعليمات مستر شاؤول و مستر كوبرا .
فرانسوا : معك حق عزيزتي , إنها إسرائيل كما أخبرنا مدير الوكالة الأوربية للأنباء عندما كلفنا بهذه المهمة .
مارسيل : هذا أمر طبيعي , باعتبار أنّ مدير الوكالة التي نعمل لحسابها ملياردير يهوديّ , يموّل هذه الوكالة لخدمة المصالح اليهوديّة الإعلاميّة في العالم .
توماس : لتكن مصالح أيٍّ كان , المهم بالنسبة لي أن أخرج من هذه المهمّة بسبق صحفيّ مميّز .
فرانسوا : بالتأكيد ذلك حلم أسعى إليه مثلك تماماً , فكم أتمنى أن أحظى بخبر مصوّر أجني من ورائه شهرة ً واسعة .
كارولين : تتحدثان كما لو أنّ الأخبار تنتظركما على قارعة الطريق , و أنتما تدركان خطورة المكان و الزمان الذي نحن فيه الآن .
توماس : من يطمح للمجد لا يهتمّ للمخاطر التي تعترض طريقه عزيزتي
مارسيل : ( ساخرة ) أحلامكما كبيرة جداً لكن الواقع مؤلم يا عزيزيّ , فالموت ينتشر في كلّ مكان , ووراء كلّ حجر خطر كامن مجهول لا ندري متى يفاجئنا .
فرنسوا : أراك فقدت الإحساس بسحر المكان سريعاً يا عزيزتي .
كارولين :كما أشرت قبل قليل يا عزيزي , الأحلام شيء و الواقع شيءٌ آخر , و أنا أثق أنكما مثلنا توجسان خيفة و تتوقعان شرّاً من هذه المهمة .
توماس :و من قال أنّ الحصول على الأموال الطائلة سهل و آمن دائماً , و مهما حصل فأنا متفائلٌ جدّاً بهذه المهمّة
| مارسيل : بحرارة ) أمّا أنا فلا أجد إلا الوساوس و القلق
فرنسوا : ( ساخراً) و لماذا يا أميرتي الجميلة ؟
مارسيل : ( محتدّة ) لا تسخر منّي يا فرنسوا , فأنت تشعر بما أشعر به من قلق حيال هذه المهمّة , و تحسّ تماما ً بتوتـّر الجوّ من حولنا
كارولين : معك حق يا عزيزتي , و هذا يزيد حذرنا و قلقنا أكثر
توماس : و لكنني لم أترك أمريكا لآتي للحديث عن المخاوف و الأفكار المتشائمة .
فرنسوا : ما رأيكم أن نترك هذه المشاعر و الأفكار و أن نبدأ عملنا , لأنّ وقت اختبارنا محدود , و علينا العودة إلى فرنسا بعد شهر واحد فقط , و استمرارنا في العمل مع الوكالة مرهون بنتائجنا الحالية
مارسيل : كم سيتطاول هذا الشهر !!!!
توماس : أنا شخصيّاً متحمّس لأرصد عن قرب الأحداث الدائرة بين العرب و اليهود .
كارولين : معك حق إنه لأمرٌ مثير أن نعيش في قلب الحدث
مارسيل : و أن ننقل من أرض الواقع حقيقة الصدامات في الشارع الإسرائيلي .
يدخل رجلان أحدهما السيد كوبرا الطويل القامة النحيل الجسم و معه مرافقه الشاب البدين موشيه
كوبرا : أهلاً بكم في أرض إسرائيل
الجميع معاً : ( بارتباك واضح ) مرحباً بك سيد كوبرا
كوبرا : ( بجفاء ) أرجو أن تقضوا فترة عمل مميّزة هنا , و لا تنسوا التعليمات الأساسيّة .
توماس : لا تقلق سنلتزم بها بدقـّة كاملة سيد كوبرا
كوبرا : ( بمكر ) بقدر رضا الإدارة عن إنجازاتكم ستكون المكافأة , و الويل لمن يخالف الأوامر .
فرانسوا : كن مطمئناً يا سيدي فنحن حريصون كلّ الحرص على مصلحتكم ( يشير بيده إلى المال ) و مصلحتنا
موشيه : هل تناولتم طعام الغداء؟
مارسيل :ليس بعد .
موشيه : ما رأيكم أن أصطحبكم إلى مطعم جيد ٍقريب ؟
كارولين : شكراً لك , لكن موعد الغداء لم يحن بعد .
موشيه : ليكن إفطاراً إذا ً .
توماس : لسنا جائعين الآن , و إذا أردت تستطيع الذهاب لتناول الطعام بمفردك .
موشيه : ( خائباً ) حسناً لنؤجل ذلك الآن .
كوبرا: يا لك من شره يا موشيه , عليك أن تتوقف عن زيادة وزنك , و أن تحافظ على رشاقتك , فالسمنة ستكون سبب هلاكك يوماً ما
موشيه : ماذا ؟!!! كيف ؟
كوبرا : ماذا لو اضطررت للهرب من رشق حجارة أولئك الشياطين العرب يوماً ؟ ستقتلك الحجارة قبل أن تستطيع تحريك قدميك للهرب .
موشيه : ( يتحسس بطنه بألم ثمّ يتنهد ) معك حقّ , لم أفكـّر بذلك من قبل
مارسيل : ( بابتسامة لطيفة ) لا عليك يا عزيزي موشيه , و قليل من البسكويت لن يضرّ ( تقدّم له علبة بسكويت من حقيبة يدها , فيأخذها و يقلبها بين كفيه يقرأ ما عليها فتتابع ) إنـّها صناعة إسرائيليّة , فماذا تقرأ عليها ؟
موشيه : أخشى أن تكوني قد اشتريتِها من المناطق العربيّة .
كوبرا : ( مؤنباً بحدة ) موشيه !!!!
مارسيل : لا تخف فأنا أذكر تحذيركم لنا بعدم شراء المنتجات الغذائية التي تباع في المناطق العربيّة في إسرائيل , حتى و لو كانت صناعة إسرائيليّة .
كوبرا : تابعوا عملكم و استمتعوا بوقتكم , هيّا أيّها البدين اتبعني .
| موشيه : ( يتبعه و فمه مملوء بالبسكويت ) حسناً ...حسناً .. ( يخرجان)
فرانسوا : ما أشدّ حماسي لنقل صورة العنف الذي يتعرّض له اليهود على أرض فلسطين ( يستدرك بسرعة ) أقصد إسرائيل .
مارسيل : ( ساخرة ) لا عليك يا عزيزي فرانسوا , فبعض الإنصاف في الحقيقة لن يضرّ أحداً , طالما أننا لسنا على الهواء عبر الأقمار الصناعيّة .
فرنسوا :( باستغراب ) ماذا تقصدين ؟
مارسيل : كلنا نعلم تماماً أنّ العرب هم من يتعرّض لأعمال العنف لا العكس .
توماس و فرنسوا : ( بصوت واحد ) ماذا ؟!!!!
كارولين : ( مستنكرة ) العرب هم المساكين ؟!! ألا تري في التقارير الإخباريّة كيف يهاجمون الجنود بالحجارة و الزجاجات الملتهبة بالنيران ؟
مارسيل : ( تحتدّ قليلاً ) لكنّ جنودكم اليهود المساكين بدروعهم الواقية , يردّون على العرب العزّل بأخطر أنواع الأسلحة الفتـّاكة المتطوّرة .
توماس : ( بقسوة ) إنهم يدافعون عن أنفسهم .
فرنسوا : عزيزتي مارسيل , لا يمكنك أن تقفي مكتوفة اليدين أمام عدوّ يهاجمك , يريد القضاء على حياتك .
مارسيل : العرب يدافعون عن حقهم الحياة الحرّة على أرض اغتصبها اليهود منهم , و ليسوا هم من سلب من اليهود حقاً .
كارولين : منذ زمن بعيد , كان العرب أصحاب الأرض , أمّا الآن فاليهود هم أصحابها الذين يدافعون عنها , و يحكمونها بقوّتهم .
مارسيل : و متى تحوّل المحتلّ الغاصب مالكاً حقيقيّاً للأرض يا كارولين ؟
توماس : قانون القوّة يقول ذلك يا عزيزتي .
فرنسوا : و البقاء للأقوى دائماً لأنه المنتصر , و لأنه قادر على الاستمرار .
مارسيل : ( متحسرة ) هذه شريعة الغاب و ليست شريعة البشر.
كارولين : لكنه الأمر الواقع يا عزيزتي .
مارسيل : ( تبتسم بمرارة ) معكم الحقّ , هو الأمر الواقع الذي يجب التعايش معه , فأكثرنا يغالط نفسه ليضمن مصالحه .
فرانسوا : ( يقترب منها محذراً) لا تنسي يا عزيزتي الشرط الذي تمّ قبولنا بموجبه في الوكالة .
مارسيل : ( بحرارة ) و من قال أنني نسيت يا عزيزي ( تقول كمن يتلو قانوناً ) تطبيق أهداف الوكالة إعلاميّاً , و تصوير الوقائع حسب وجهة نظر الوكالة, حيث تظهر اليهود بمظهر الحمل البريء المسكين , الضحيّة المعتدى عليها , و العرب شياطين مجرمون إرهابيون و ...
توماس : ( يقاطعها بخبث ) عزيزتي , إنّ اليهود لا يبخلون بملايين الدولارات لتسويق أفكارهم .
كارولين : و سيفعلون ما يريدونه إعلاميّاً بجهودنا أو بجهود غيرنا .
توماس : ( و هو يضع يده على كتف كارولين ) و نحن بحاجة لبضعة عشرات من ألوف الدولارات لبناء بيت المستقبل السعيد ( يتبادل مع كارولين نظرة ذات معنى )
فرانسوا : و أنا شخصيّاً أحلم بالشهرة و المال , و قد وعدني مدير الوكالة أنه سيرعاني حتى أصبح من نجوم مصوري هوليوود ( ثمّ و هو يمسك بيد مارسيل ) بصحبتك يا عزيزتي , طبعاً إذا نجحنا في عملنا هنا .
مارسيل : ( متخلـّية عن مكابرتها ) و من قال لكم أنني أكره قبض الراتب المغري , أم تعتقدون بأنني توّاقة لخوض رحلة شقاء جديدة بحثاً عن عمل .؟
كارولين :إذا يمكنك أن تضعي مشاعرك الإنسانيّة في ثلاجة و انسيها تماما هنا .
توماس : العقل و الجرأة هما ما سيجعل عملنا مميّزاً الآن .
| فرنسوا : مع القليل من الحظّ طبعاً ( يضحكان )
مارسيل : اعذروني , لم أقصد إزعاجكم , و لكنّ المرء يفقد التحكم في أعصابه أحياناً
فرنسوا: عليك ترك العواطف جانباً ( مهدّداً ) إذا أردت الاستمرار في العمل , و عدم العودة في أول طائرة من حيث أتيت .
مارسيل : ( مستسلمة ) حسناً , كما تشاء.
(يدخل موشيه و بيده ما يأكله )
موشيه :لقد عدت لاصطحابكم إلى الغداء.
توماس : ( ضاحكاً ) مرّة أخرى ؟!!!
فرانسوا : و هل ستشاركنا الطعام ؟
موشيه : هذا من دواعي سروري .
كارولين : و من سيدفع الحساب ؟
موشيه : ما ... ماااذا ؟!!
مارسيل : لا بدّ أنك ستدفع لأنك تدعونا بإلحاح , أليس كذلك ؟
توماس : بلا شك يا عزيزتي .
موشيه : ( يتمتم لنفسه ) ما هذه الورطة ؟! لا بدّ أنهم يهذون , يهوديٌّ يدعو الآخرين إلى الطعام و على حسابه !!! ما أجهلهم !!! (يلتفت إليهم ) حسناً .. حسناً .. سأراكم آخر اليوم , وداعاً
( ينصرف مسرعاً , بينما يضحك الجميع )
مارسيل : ما رأيكم أن نستمتع بمنظر البحيرة قبل الغروب , قبل الانشغال بالعمل ؟
كارولين : ( مؤيِّدة ) اقتراح جيد , فالبحيرة قريبة , و لا يفصلنا عنها إلا هذا الشارع . ( تشير باتجاه اليسار )
توماس: حسنا ً , لا ضرر من ذلك , و لنلتقط صورة تذكاريّة لبداية عملنا معاً في فريق واحد .
فرنسوا : لا وقت لدينا لتضييعه في هذه الترّهات , فما جئنا للهو و التسلية و البحث عن المتعة .
كارولين : و لكننا لم نبدأ العمل بعد ؟
فرنسوا : يجب علينا الاستعداد له جيّدا .
مارسيل : ( متوسلة ) أرجوك عزيزي فرنسوا , إنها دقائق فقط .
فرنسوا : ( يقبل على مضض ) حسناً هيّا بنا , على أن لا نتأخر .
مارسيل : ( بفرح طفوليّ ) هيه ... شكراً عزيزي .
( يهمّون بالخروج مع ارتفاع أصوات كثيرة غير مفهومة من الجهة التي تؤدي إلى البحيرة )
توماس : ( بحماسة و هو يمسك بالكاميرا) يبدو أنّ العمل قد بدأ !
كارولين :(بجدية) للأسف هذا ما يظهر , فأنا أشمّ رائحة حدث ما هناك .
فرنسوا :( بحماس أيضاً ) هيّا نسرع لرصد ما يحدث .
مارسيل : ( متأففة ) يا لحظيَ التعس .
فرنسوا : ( بشدّة ) لا تندبي حظـّك الآن و أسرعي.. هيّا
( يخرجون راكضين)
| | |
|