تجاوز إعلامي محطة «الجزيرة» المعروف أحمد منصور حدوده
المهنية في برنامجه «شاهد على العصر»، بل تمادى موجها الإهانة للشعب السوري
دون استئناءات، وذلك في خلفية حواره مع عبد الكريم النحلاوي أحد رموز
انفصال الوحدة بين سورية ومصر القرن الماضي.
لم يكتف منصور في حواره مع النحلاوي بشتم الشعب السوري الذي سارع «لتقبيل
حذاء عبد الناصر» على حد تعبيره، بل تابع واصفاً هذا الشعب بأنه «عاطفي
وبينضحك عليه»، وهو كلام لا يجوز أن يمر وخاصة على قناة لديها ميثاق شرف
صرعت الدنيا به.
بعد كلام منصور السالف الذكر، بات لابد من تطبيق ميثاق الشرف هذا ليس فقط
على مراسليها الصغار، بل أيضاً على أعمدتها الذين لا يجدون حرجاً في شتم
شعب كامل من على منبرها.
والقصة كما جرت، أنه في حلقة «شاهد على العصر» بتاريخ الرابع والعشرين من
شهر آذار الماضي، وخلال استضافته لعبد الكريم النحلاوي، مدبّر الانقلاب
الانفصالي الذي أنهى الوحدة السورية المصرية عام 1961، قال منصور بالحرف:
«أنا فوجئت.. خالد العظم وأكرم الحوراني في مذكرات كل منهما يقولون: حركة
28 أيلول 1961 قوبلت بالتأييد من أكثرية الشعب والجيش ما عدا مجموعات صغيرة
خلفتها أجهزة المخابرات المصرية في سورية، هو الشعب السوري ده إيه؟ يوم
يطلع لعبد الناصر يبوس، لا مؤاخذة، حذاءه ويشيل عربيته من عالأرض، وبعد
شوية يطلع يؤيد الناس اللي ضد عبد الناصر»؟!
ويرد عبد الكريم النحلاوي: «الشعب السوري واقعي..»، فيقاطعه أحمد منصور
قائلاً: «مش واقعي، ده شكله شعب عاطفي وينضحك عليه».
النص هنا مقتطع من التفريغ الأساسي للحلقة التي تنشرها حتى اللحظة موقع
قناة «الجزيرة» على الانترنت، لذا، نترك الأمر بيد وزارة الإعلام، وهيئات
المجتمع المدني، والمواطنين ووسائل الإعلام المختلفة وكل من «ما بينضحك
عليه»، ليقولوا لمنصور هذا: لقد تجاوزت حدودك كثيراً، وليقولوا أيضاً لقناة
«الجزيرة»: مطلوب منكم توضيح لكلام منصور واعتذار للشعب السوري الذي من
الصعب أن ينضحك عليه.