ترقب سوري لحلقة اليوم من "شاهد على العصر" على
قناة "الجزيرة" بانتظار اعتذار أحمد منصور من عدمه
تترقب الأوساط السورية لا سيما
الشارع الإعلامي حلقة اليوم الأربعاء من برنامج 'شاهد على العصر' الذي
يقدمه الإعلامي أحمد منصور على شاشة 'الجزيرة' الفضائية بعد الزوبعة
والاستهجان الشديدين اللذين أثارتهما إحدى حلقات البرنامج إثر كلام صدر عن
أحمد منصور خلال استماعه لشهادة العقيد السوري عبد الكريم نحلاوي قائد
الانقلاب العسكري الذي أنهى الوحدة بين سورية ومصر بقيادة الراحل جمال عبد
الناصر في أيلول (سبتمبر) من العام 1961، كلام اعتبره السوريون إساءة شديدة
لهم، شن على إثره الإعلام السوري هجوماً عنيفاً على أحمد منصور دون المساس
بقناة 'الجزيرة' واعتبروه متمادياً وحاقداً وعنصرياً ومتطرفاً.
وطالب الإعلام السوري أحمد منصور بالاعتذار العلني
للشعب السوري على ما بدر منه خلال إحدى الحلقات، وقالت تقارير صحافية ان
محسن بلال وزير الإعلام السوري اتصل بوزير الثقافة القطري وطلب منه معالجة
الأمر، بالرغم من أن هناك مَن يقول ان وزارة الثقافة القطرية لا تملك أية
سلطة على قناة 'الجزيرة'.
لكن أحمد منصور وفي الحلقة التي تلت هذا الهجوم وبينما
كان منتظراً منه تقديم الاعتذار لم يقدم اعتذاراً من أي نوع، كما لم يُشر
بمجرد الإشارة للقضية برمتها، ما دفع بصحيفة 'الوطن' السورية للقول في
افتتاحيتها صبيحة اليوم التالي: 'انتظرنا أن يطل مساء أمس مقدم قناة
'الجزيرة' أحمد منصور ليعتذر عن الإساءة التي وجهها للشعب السوري إلا أنه
لم يفعل'. ونقلت الصحيفة عن مصادر في وزارة الإعلام السورية التي وصفتها
الصحيفة بأنها الجهة التي تتابع تداعيات ما قاله منصور واعتذاره أن الوزير
محسن بلال سأل إن كان منصور قدم اعتذاره أم لا، وحين علم أن الاعتذار لم
يحصل بادر واتصل مجدداً بوزير الثقافة القطري حمد بن عبد العزيز الكواري
مستفسراً وأنه لا يزال ينتظر الجواب الرسمي القطري وفق ما قالت 'الوطن'
السورية حينها.
واليوم وبما أن حلقة شاهد على العصر ستكون على الهواء
مباشرة ومخصصة ليرد عبد الكريم النحلاوي على ما جاء في شهادته على العصر
خلال أكثر من عشر حلقات تناول واحدة من أبرز حقب التاريخ السوري المعاصر
وكان لها الأثر الكبير على وجه سورية عموماً لا سيما على المستوى السياسي
والعسكري، فإن السوريين يتساءلون إن كان أحمد منصور سيعتذر عما بدر منه أو
على الأقل سيوضح موقفه تجاه ما حصل أم لا.
وانتقد الإعلام السوري بشدة الكلمات التي صدرت عن أحمد
منصور والتي قال فيها خلال استضافته قائد الانقلاب على دولة الوحدة التي
جمعت سورية ومصر في العام 1958 ان الشعب السوري كان يقبل حذاء الرئيس
الراحل جمال عبد الناصر وانه شعب 'بينضحك عليه'. وكان أحمد منصور قد استضاف
على مدى أكثر من شهرين العقيد الدمشقي عبد الكريم النحلاوي قائد الانقلاب
العسكري الذي أطاح في العام 1961 بأول تجربة وحدوية حصلت بين سورية ومصر
بقيادة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وأدلى النحلاوي بشهادته على
تلك الحقبة المثيرة من التاريخ العربي المعاصر، ووجه خلالها انتقادات عنيفة
لعبد الناصر، متهما إياه بكل ما عصف بالمنطقة من مشاكل وأزمات خلال فترة
حكمه.