السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان لي أخ وقد توفي من عامان ولم يحج البيت الحرام، فأراد أبي أن يحج
البيت الحرام عنه علما أن والدي قد حج عن نفسه من قبل ولكن هنا في الأردن
من الصعب الحصول على الموافقة مرة أخرى للأشخاص الذين حجوا من قبل، وعندما
بدأنا بالبحث عن شخص ثقة من أقاربنا المقيمين في السعودية للقيام بالحج
عنه أخبرنا بعض الناس أنه لا يجوز إلا لوالده أو أقرب الناس للمتوفي، فما
هو الحل لا سيما وأن هذه هي السنة الثانية التي نحاول فيها والأوقاف
الأردنية ترفض التسجيل لوالدي؟
وفقكم الله
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ووفَّقَك الله لِكُلّ خَيْر .
إذا كان الأخ الْمُتوفَّى مُصلِّيا في حياته ، فيجوز أن يُحجّ عنه ؛ لأن الحج من الأعمال التي تدخلها النيابة .
ويجوز
أن يُناب عنه شخص من السعودية أو من غيرها ، وليس صحيحا أنه لا يحجّ عنه
إلا والده ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم سَمِع رجلا يقول : لبيك عن
شُبرمة ، فسأله عليه الصلاة والسلام : مَن شبرمة ؟ قال : أخ لي أو قريب لي
. قال : حججت عن نفسك ؟ قال : لا . قال : حُجّ عن نفسك ، ثم حُجّ عن شبرمة
. رواه أبو داود وابن ماجه .
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يُنكِر على الرجل أن يحجّ عن أخيه أو عن قريب له ، بل أنكر عليه أنه لم يحجّ عن نفسه أولاً .
فإذا وجدتم من يحجّ عن أخيكم كائنا من كان من المسلمين ، فليحجّ عنه ، سواء كان من بلدكم أو من غير بلدكم .
والله تعالى أعلم .