جميل كان ... عنوان الفيلم المصري ( الصعود الى الهاوية ) والذي قيل ان قصته أخذت من ملفات المخابرات المصرية في الزمن الجميل !...
المتأسلمون الجدد في مصر والعالم العربي يصعدون نحو ( الهاوية ) .
يتفاوضون سراً وعلناً مع جيفري فيلتمان ، ويمهرون وكالة غير قابلة للعزل لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لكي يقود المسيرة نحو زعامة ( متأسلمة ) لتحولات يراد لها ان تعيد تشكيل الخارطة العربية والإسلامية ديموغرافياً وطائفياً ، ويفركون أيديهم سعادة لأن خزائن الغاز القطرية مفتوحة على مصراعيها كي يغرف المتأسلمون الجدد ما يريدون من اجل العبث بكل الوقائع .
يرفعون شعارات مزيفة تتناقض وشكل الذقون والجلاليب التي يرتدون ( نريد دولة مدنية ) وأي دولة مدنية تلك التي تقوم على الشريعة التي فصّلوها ايضاً على مقاساتهم ، وأي عدالة وحرية تقوم على ثقافة المسالخ المتنقلة في القرى والمدن السورية التي يسود فيها قطع الرؤوس والأطراف ، إلا إذا كان المتأسلمون الجدد يريدون إستنساخ التجربة الكمبودية التي كانت تجمع فيها الجماجم في متاحف من أجل بناء ( الدولة الكمبودية الجديدة ) .
المتأسلمون الجدد يهونون أمام الأميركي لأنه مستعد لأن يقدم لهم كل التسهيلات التي ستوصلهم الى السلطة ( الهاوية ) طالما انهم قدموا ضماناتهم وأقسموا على المصاحف انهم لن يسمحوا بتغيير معادلة الصراع مع إسرائيل ، فالأخيرة جنحت للسلم وكما ينص القرآن الكريم علينا ان نجنح نحن ايضاً ، ألم يقل هذه العبارة بعض قادة الإخوان والسلفيين على الشاشات المشعة هذه الأيام بالمواقف القومية والوطنية ! ... ألم يعبر بعض قادة الإخوان في سوريا عن ذلك وأيدهم برهان غليون .
المتأسلمون الجدد باردون حيال كامب ديفيد ، وعيونهم لا ترى تهويد القدس ، ولا الإعتداءات على المساجد في فلسطين المحتلة ، ولا إستمرار حصار غزه ، ولا لوجود عشرة الآف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية ، ولا عدم السماح للجيش المصري بإدخال اكثر من 1300 عسكري بسلاح خفيف الى شبه جزيرة سيناء التي توازي ثلاثة أضعاف مساحة لبنان .
المتأسلمون الجدد يمرون من أمام مبنى السفارة الإسرائيلية ولا يرون العلم الإسرائيلي ، لكنهم يتذكرون فقط فيلم عادل إمام " السفارة في العمارة " فيبتسمون ! ...
المتأسلمون الجدد يتجهمون إذا ما رأوا العلم الإيراني والمناورات الإيرانية والتصريحات الإيرانية التي تدعم فلسطين والمقاومة ، ويصبون جام غضبهم على إيران التي تتدخل بالشؤون العربية والإسلامية ! ...
المتأسلمون الجدد لا تهمهم كل السلالات التي تتوارث الحكم في دول الخليج العربي وممالك عربية اخرى ، لكنهم يجدون في النظام السوري ( البلوة ) الكبرى ، ويفضلون الجهاد المقدس ضد هذا النظام فيما بعضهم يلتقي مع إسرائيليين في أنقره لتنظيم مسار ووقائع ما أسموه مرحلة ما بعد سقوط النظام في سوريا .
المتأسلمون الجدد في الأردن عينهم على دمشق وليس على السفارة الإسرائيلية في عمان ، ولا على ما تضمنه إتفاقية وادي عربة ، ولا على القدس القريبة وراء مرمى العين ، وبالإمكان الوصول اليها سيراً على الأقدام ! ...
المتأسلمون الجدد يهادنون ... إذن ها هم يقتربون من السلطة ( الهاوية ) .
هم طائفيون حتى العظم وان حاولوا إظهار ربطات عنقهم ( يقال في مصر ان البعض ينظر الى جبهة أي مصري ليرى ما إذا كانت قد دبغت ، كإيحاء على مداومته على الصلاة ، وإلا سيعامل معاملة أهل ذمة ) ! ...
المتأسلمون الجدد منزعجون من أي حديث عن القومية العربية ، والمقاومة العربية ، ويربطون ما بين مفهوم القومية وهوية أنظمة عربية محددة ، ويعتبرون ان هذه القومية فشلت وان البديل المنطقي هو الإسلام السياسي وفق المصطلحات الجديدة لمرحلة ما بعد المحافظين العرب الجدد الذين ظهروا على ساحة التشرذم العربي خلال السنوات العشر الماضية .
المتأسلمون الجدد خبزهم السياسي والأيددولوجي هو الفتنة السنية – الشيعية التي تحدث عنها كيسينجر مراراً عام 1974 ، وترجمها المحافظون الجدد مع إحتلالهم للعراق .
ومع تنامي الميديا الجديدة التي يتقاسمها الوهابيون والليبراليون الجد ! ...
المتأسلمون الجدد ثقافتهم تقوم على تجذير صراع عرقي عربي – فارسي له أسس مذهبية متخلفة تسوقها عشرات الشاشات والمحطات والصحف بثقافة وهابية مشفوعة بالفتاوى والتشريعات التي أساسها الجنوح الى سلفية تشن حرباً لا هوادة فيها ضد الآخر .
المتأسلمون الجدد يريدون تفكيك الجيوش العربية على غرار ما جرى في العراق واليمن وليبيا ، وها هم يفخخون الأرض من تحت المجلس العسكري في مصر بهدف حل الجيش المصري .
ها هم في سوريا يخوضون ( حرباً مقدسة ) ضد الجيش السوري ، وهو آخر الجيوش العربية والذي لايزال يملك عقيدة قتالية ضد إسرائيل بعد ان كبلت كامب ديفيد الجيش المصري .
المتأسلمون الجدد يريدون القبض على روح الشرق الأوسط بتشريعاتهم التي ستعود بالعالم العربي والإسلامي الى عهد بدايات الإحتلال العثماني لهذه المنطقة التي دخلت في أربعة قرون من الظلامية القاتلة التي لا نزال ندفع اثمانها غالياً ، والمضحك المبكي ان المتأسلمين أعادوا الراية ( للعثماني ) الجديد والذي قد يقود حركة ( التحرير والتغيير والديمقراطية ) في الشرق الأوسط .
أمر مضحك ومبكي في المشهد الممتد من أفغانستان الى المغرب .
الأميركيون يفاوضون طالبان وان كانوا يبولون علناً على جثثهم وطالبان تبتسم للأميركي
طالما صار الوصول للسلطة مجدداً بضمانة أميركية .
الأميركيون يريدون إقامة الصلوات على مدار اليوم في المساجد المصرية ، طالما ان الإخوان هم من سيؤمون الصلاة .
الأميركيون يريدون من القرضاوي المزيد من الفتاوى المضحكة التي تدعو للجهاد في دمشق للوصول الى المسجد الأموي ، فيما نؤجل جهادنا من اجل المسجد الأقصى حتى يوم القيامة .
الأميركيون فرحون بالغنوشي الذي صرخ " فلسطين لا تهمنا " لأن المهم ان نقيم الصلاة في مواعيدها في تونس .
الأميركيون مرتاحون للوجه السمح والمبتسم لمصطفى عبد الجليل الذي سيعزز النسل في ليبيا للتعويض عن الستين الف قتيل بالسماح بتعدد الزوجات .
الأميركيون مرتاحون لعمر البشير طالما رفع عصاه بالموافقة على تقسيم السودان ، وتكريس شريعته الإسلامية الخاصة بالسودان رغم تأوهات حسن الترابي .
والأميركيون مسرورون لأن إسماعيل هنية إستقبل إستقبال الأبطال في تركيا وتونس وان كان لافتاً ان أي مسؤول مصري لم يستقبل الرجل الذي يبدو انه لايزال يفضل ان يكون خطيباً في أحد مساجد غزه.
الأميركيون مرتاحون للخطاب الطائفي والمذهبي في لبنان ويرعون كل التحركات التي يشهدها شمال لبنان والوجوه الملتحية التي ترفع علم القاعدة في شوارع طرابلس وتصل الى شوارع صيدا ، فيما الريال القطري صار سيد العملات .
أيها المتأسلمون الجدد ... مبروك عليكم الصعود الى ( الهاوية ) ! ...