يبدو أن الأمور سارت في اتجاه معاكس وذهبت أجواء التفاؤل التي اشيعت في الساعات القليلة الماضية بشأن توقيع دمشق بروتوكول التعاون مع الجامعة العربية فقد خطت الازمة خطوة كبيرة نحو التدويل وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل خليفة، اليوم السبت، إن الجامعة العربية تعتزم أن تطلب من مجلس الأمن الدولي تبني القرارات العربية الخاصة بسوريا.وأوضح الشيخ حمد، إثر اجتماع لجنة المتابعة الوزارية العربية للملف السوري، أن وزراء الخارجية العرب الذين سيجتمعون الاربعاء القادم سيبحثون هذا الأمر، وأعلن المسؤول القطري أن دمشق قررت تأجيل التوقيع على المبادرة العربية.وعقدت اللجنة العربية المكلفة بالملف السوري اجتماعها السبت في الدوحة بعد أن كان مقرراً عقده في القاهرة، بينما تم تأجيل اجتماع لوزراء الخارجية العرب كان مزمعاً إجراؤه في اليوم نفسه إلى أجل غير مسمى.وفي وقت سابق، تحدث نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي عن "مؤشرات إيجابية" من سوريا التي يمكن أن تقبل إرسال مراقبين عرب. يذكر ان الجانب السوري لم يشارك في الاجتماع الوزاري العربي اليوم.وكانت جامعة الدول العربية قد أرجأت للمرة الثانية اجتماعا لمجلسها الوزاري كان سيبحث الملف السوري إلى أجل غير مسمى والاكتفاء باجتماع الدوحة الذي لن تحضره سوريا.وعلى الصعيد الدولي، دعت الدول الغربية روسيا إلى إدخال تعديلات على مشروع القرار الذي اقترحته على مجلس الأمن الدولي لإدانة القمع في سوريا، ممهدة بذلك لمفاوضات شاقة بين القوى الكبرى في هذا الشأن.وبينما قالت الدول الأوروبية والولايات المتحدة إنها تريد إجراء محادثات، اعتبرت فرنسا مجددا أن النص الروسي "غير متوازن إطلاقا وأجوف". كما أعلنت الولايات المتحدة أنها تريد تعديلات على مسودة القرار الذي عرضته روسيا فجأة على الدول الـ15 الأعضاء في المجلس.وكانت روسيا قد تقدمت بمشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يدين أعمال العنف في سوريا، في خطوة مفاجئة نظرا لعرقلتها تبني أي نص ضد دمشق في المجلس منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف مارس/آذار الماضي.ورأت الدول الغربية أن النص الروسي الجديد لا يتسم بصرامة كافية حيال حكومة دمشق. ورأى السفير الفرنسي في الأمم المتحدة جيرار أرو أن الخطوة التي قامت بها روسيا "مناورة"، معتبرا أن النص "غير متوازن" و"أجوف".وقال أرو في تعليق على مشروع القرار الروسي "إنها أيضا مناورة، لأن روسيا تحاول أن تظهر أنها تخطو خطوة إلى الأمام إلا أنها تقدم نصا غير متوازن إطلاقا". وأضاف "النص يجب أن تدخل عليه تعديلات كثيرة لكنه نص سنتفاوض على أساسه". ويدين النص، الذي أشارت إليه وكالة الصحافة الفرنسية، العنف الذي ترتكبه "جميع الأطراف بما في ذلك الاستخدام المفرط للقوة من قبل السلطات السورية". كما يعبر عن القلق من "مد المجموعات المسلحة في سوريا بأسلحة بطريقة غير مشروعة".وقد حصل النص الروسي على دعم عدد من الدول بينها الهند التي قال سفيرها هارديب سينغ بوري "سبق أن قلنا إننا سندعم هذا النوع من القرارات"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن دولا عدة طلبت تعديلات.وأكد مندوبو الدول الغربية والولايات المتحدة أنه لا يمكن المساواة بين القمع الذي تمارسه السلطات السورية والمعارضة.
السبت 2011-12-17 | 16:07:08