السرقات سبب قطع الكهرباء و الجهل سبب أزمة الرغيف
بدأت انقطاعات التيار الكهربائي مع تزايد نسبة استهلاكها للتدفئة بسبب
برودة الشتاء المبكرة و عدم توفر طريقة توزيع مناسبة لمادة المازوت تمنع
احتكار ضعاف النفوس و استغلالهم للظروف لتحقيق الثروات التي اعتاد تجار
الحروب و الأزمات اغتنام الفرص بها لامتصاص دم الفقراء و أصحاب الحاجة , و
كل فرد ركب الموجة بطريقته و خصوصاً من لا يردعه خلق أو دين أو إنسانية أو
وطنية , و لنبدأ من مادة المازوت التي بدأت سرقتها من أصحاب الكازيات
الذين اتفقوا مع الموزعين على الصهاريج ببيع المازوت بضعف سعره و لمن يدفع
دون تلكؤ أو تساؤل عن مصدره .
و نعود للكهرباء التي ازداد الضغط على
شبكاتها القديمة مما استدعى تدخل ورشات الصيانة و الإصلاح و لكن ليس
للإصلاح و إنما للترقيع بوصلات قديمة بينما ترفع فواتير تبديل كابلات
قيمتها عشرات آلاف الليرات السورية " و هذا الكلام صادر عن أحد قيادات
هذه الورشات " و النتيجة انقطاع يزداد يوماً بعد يوم من ساعات إلى أيام في
بعض الأحياء , فنرجو من السيد وزير الكهرباء تشكيل لجنة رقابة دائمة تراجع
كل فواتير تبديل الكابلات الكهربائية من قبل ورشات الصيانة للتأكد من صدق
هذه الأخبار أو زيفها , و محاسبة السارقين في محاكم أمن الدولة لأنّ عملهم
هذا جزء من تشجيع مؤامرة هدم سورية و تخريبها .
أمّا رغيف الخبز الذي
لا يستغني عنه أحد فقد سرقته الأنانية و الجهل و الخوف من الغد المجهول ,
بعض أصحاب الأفران يبيعون الخبز بالجملة في غياب الرقابة التموينية عليهم ,
و كثير من الجهلة يشتري كميات مضاعفة عشرات المرات لتيبيسه أو تخزينه
احتياطاً رغم أن كل الظروف المحيطة تبشر بالخير و بقرب انتهاء الأزمة على
خير و أنّ الجزء الأصعب منها قد انقضى , فنسأل الله أن تصحو ضمائر الجميع و
أن يفهموا أنهم يزيدون معاناة الآخرين بتخزين قوتهم , و ليتهم يتعلمون من
حادثة اليابان كيف كان كل مواطن يشتري حاجة يومه فقط من الطعام و الماء ,
حتى انتهت الأزمة دون أن يشعر أحد بها .
إذا أزمتنا أزمة ضمير و نحتاج الرقابة الذاتية قبل رقابة المسؤولين فهل تسمع الضمائر أو تجيب , اللهم إني قد بلغت .. اللهم اشهد .
الكاتب : يسر