تتسابق شركات الإنتاج والقنوات الفضائية على التجهيز
والتحضير
لأعمال درامية خاصة بشهر رمضان المبارك كما جرت العادة، ولتعويض
خسائر
العام الماضي، جراء الركض وراء موضة الأجزاء الثانية، فإن السباق
سيكون
محتدما هذا العام، لتقديم وجبات درامية مميزة. ولكن المؤشرات تؤكد أن
المسلسلات القادمة ستكون بمستويات أقل، في ظل كثرتها، كما أن التحضير لها
لم
يكن بمستوى جيد. وقد تأخر المنتجون في اختيار الأعمال، بالإضافة إلى
الاتفاق
مع الفنانين، الذين يلهثون وراء أعمال درامية ترفع مستوياتهم،
وتمنحهم
القوة على المنافسة، والأمر الأكثر تأثيرا هذا العام هو أن النجوم
السوريين
قد لجأوا إلى الأعمال المصرية، وباتوا يتنافسون على تقديم أدوار
البطولة،
وشعر الفنانون المصريون بالغيظ من هذا الهجوم على مسلسلاتهم،
واحتلال
الصدارة في قائمة أولويات المخرجين والمنتجين من قبل نجوم الدراما
السوريين.
وقد أثر ذلك سلبا على الدراما السورية، فالمسلسلات والساحة الفنية خلت
ممن يقدمها، فمثلا الفنان السوري جمال سليمان قد ذهب إلى مصر، تاركا
وراءه
عروضا كثيرة من المنتجين السوريين، وتعاقد مع أسرة مسلسل قصة حب،
رغم كثرة
الشائعات التي تقول إنه تفرغ لتصوير مسلسل « ذاكرة الجسد «،
وهو عمل لا
يعتبر سورياً، إن صحت الشائعة التي تقول بأنه لن يمثل في
الدراما المصرية
هذا العام، مع ترجيح عدم صحتها، كونه قد نجح في تجسيد
أدوار البطولة، وأداء
اللهجة المصرية بنجاح، والتمثيل بشخصيات مصرية
بدون أي اختلاف وكأنه ممثل
مصري متمكن.
على صعيد آخر تقدم النجمة
السورية سلاف فواخرجي دور البطولة في مسلسل
«كليوباترا»، وتجسد شخصية
الملكة كليوباترا، وهي امرأة ذات شهرة واسعة، وهو
دور لم يعط للممثلات
المصريات.
وفوق هذا كله، يخرج الفنان عباس النوري من الوسط السوري
هذا العام، كبقية
زملائه لتقديم دور مهم في مسلسل من إنتاج مصري وهو «
سقوط الخلافة «. وعباس
النوري قد خرج من مسلسل «باب الحارة» الذي خسر
جزءا لا يستهان به من
شعبيته، بسبب خلاف المخرج بسام الملا مع النوري
الذي أدى دور «أبي عصام» في
المسلسل، مما حدا بالأخير إلى الاقتناع
بالبحث عن زاوية أخرى، وعروض
ثانية، يقدم بها أدوارا مختلفة ومميزة
تضاف إلى رصيد نجاحاته.
أما الفنانة جمانة مراد، والتي مثلت عدة أعمال
مصرية فقد وجدت نفسها
خارج المنافسة خاصة وأنها لم تتميز العام الماضي
في أدوارها الرمضانية، مما
جعلها تصوب بصرها نحو القاهرة، وتقبل بالعمل
ضمن أسرة مسلسل « شاهد إثبات
«، وكذلك الفنانة سوزان نجم الدين والتي
هجرتها الأضواء، فهي تعود من خلال
الدراما المصرية بتمثيلها في أحد
أدوار مسلسل « مذكرات سيئة السمعة «.ويبدو
أن الممثل تيم حسن والذي
تألق قي دور «الملك فاروق» العام الماضي، قد وجد
أنه خارج حسبة
المنتجين في الموسم الرمضاني، فلم يفوت فرصة دور البطولة في
مسلسل «كنت
صديقا لديان»، وهو مسلسل مصري، يتوقع أن يرفع من أسهم تيم حسن
في
بورصة الدراما المصرية والعربية.
ولم تخرج الدراما الخليجية من المنافسة
هذا العام، من ناحية الإنتاج
الضخم، ولكن تبقى مشكلة تكرار الأفكار
ومحاور الطرح، حيث أن المشاهد
والناقد العربي يعيب على المسلسلات
الخليجية تقديم أعمال يكون الاهتمام
فيها بالشكل أكثر من المضمون، أو
أن صوت الجرأة فيها يكون عاليا، مما يؤدي
إلى النفور منها، كما تخلو من
العمق وتركن إلى السطحية، وهذا ما جعل
المنتجين في مأزق، وذهب البعض
بهم إلى التصريح علنا أنهم وسط أزمة نصوص
جيدة، ويفتقرون للكتاب الذين
يأتون بسيناريوهات مختلفة، مما يجعل الأعمال
التي تحاكي الماضي، وأزمنة
ما قبل وإبان ظهور واكتشاف النفط في الخليج أفضل
من أن تقدم أعمالا
تحاكي الزمن الحالي، ولا يكون فيها إلا الترف والمكياج
الصارخ، فهناك
مسلسل «متلف الروح»، وهو عمل درامي خليجي من إنتاج mbc، من
تأليف مهدي
الصايغ، وإخراج أحمد المقلة، وبطولة الفنانة غانم السليطي،
وزهرة
عرفات، وهيفاء حسين، كما أن هناك عملا آخر سيعيد الفنان غانم السليطي
للدراما بشكل قوي وهو مسلسل «تصانيف» والذي يناقش قضايا العصر بأسلوب
كوميدي
هادف، ورصين.
وربما يكون الوضع مهزوزا، لذلك هناك خوف من إعلان القنوات
عن الأعمال
التي حجزتها، ويوجد تكتم على المسلسلات التي ستعرض على
الفضائيات، وترجح
الأخبار، الصدارة هذا العام للأعمال الخليجية
القديمة، والمسلسلات ذات
الإنتاج المشترك بين الدول العربية.