جاء رجل من أهل العراق إلى الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه وقال له ياإمام لقد اشتريت دار وأريد أن تكتب لى عقد الشراء بيديك . نظر الإمام إلى وجه الرجل فوجد الدنيا قد حجبته عن نور الله وتربعت على سويداء قلبه فجعلت بينه وبين نور الله حجاباً مستوراً . وأراد الإمام أن يلقنه درساً يذكره فيه بالله فأمسك بالقلم وكتب بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فقد اشترى ميت من ميت داراً فى بلد المذنبين وسكة الغافلين .. لها أربعة حدود الحد الأول ينتهى إلى الموت والحد الثانى ينتهى إلى القبر والحد الثالث إلى الآخرة والحد الرابع ينتهى إما إلى الجنة وإما إلى النار وعندما قرأ الرجل هذا العقد الذى كتبه الامام بيديه حزن وقال : له يا إمام جئتك لتكتب لى عقد شراء بيت فكتبت لى عقد شراء مقبرة قال الإمام ياهذا
النفس تبكى على الدنيا وقد علمت ان السلامة فيها ترك مافيها
لادار للمرء بعد الموت يسكنها إلاالتى كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه وإن بناها بشر خاب بانيها