[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]في خطوة كانت قد شكلت مدخلاً يبدو في ظاهره جيداً حيث خصصت وزارة الشؤون الاجتماعية مع وزيرها الجديد يوماً من كل أسبوع ليستمع فيه عن هموم الناس والنظر في شكاواهم والوقوف على تلبية احتياجاتهم ,انها خطوة تنم عن نوايا طيبة ولكن أيضآ كما نعلم بأن طريق جهنم محفوف بالنوايا الطيبة , أضف على ذلك إلى أن الأحداث الأخيرة جعلتنا نعلم أن الشيطان ربما يكمن أحيانآ في التفاصيل الصغيرة التي قد لا نلتفت إليها ولكنها يكون فيها مقتلنا , فقد يدمر سوء التخطيط كل نوايا الحسنة عند البعض وتوجهاتهم الحميدة للتخفيف من معاناة المواطن .
لا أعلم إن كانت مصادفة او ربما القدر ساقني إلى باب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في ذلك الصباح الحار لأكون شاهد على معاناتهم وآلامهم واحتياجاتهم والتي صرخاتهم تتفجر لتخرج الكثير عن صمتهم للصحافة , و بسبب شرفي السوري والمهني قبل أي شرف آخر سوف أسرد الوقائع كما كانت وحصلت ربما أن يكون هناك من يستمع ..
تحت لهيب الصيف الحارق ومنذ الساعات الصباح الاولى بتمام الساعة الثامنة كان يقف عشرات المواطنين أمام باب وزارة الشؤون الاجتماعية على أمل لقاء السيد الوزير الذي قد يحمل لهم في جعبته بريقآ من الأمل لانهاء معاناتهم .
وصلت بدوري للمكان حوالي الساعة العاشرة , و انتظرت طويلآ كغيري من أصحاب الحاجات المحتشدين أمام باب الوزارة المغلق وسؤال واحد كان يراودني :
إن كان هذا موعد للقاء المواطنين المخصص مع المواطن لماذا يغلق باب الوزارة في هل تخصيص يوم بالاسبوع هو مجرد جدول اعمال نظري او رفع عتب ..؟ "
ورغم مرور الوقت بدقائق تمر ببطئ من حر الشمس ولكن الباب ظل مغلقاً والمواطنين في حالة ترقب يرفضون الرحيل .. واستمر الحال لحوالي الساعة الحادية عشرة والشمس تذداد لهيبها الى ان خرج معاون الوزير ليس كما ظن البعض ليخاطب الناس وإنما كان لشأن خاص به .. وشعرت بدموعي كادت ان تسقط ألماً وأنا اشاهد الناس يهرعون إليه كالطفل الذي يهرع خلف والديه ويحيطون به من كل جانب كالغريق الذي يتعلق بقشة ..
وما آلمني من هذا المشهد المؤثربأن البعض يظن أن حقوق المواطن صدقة ومكرمة يقدمها وزير او معاون وزير او موظف مرموق , وبالتالي نجد المواطن يقف صاحب الحق موقف المتسول !! "
وهنا انصرف معاون الوزير, واذ بأحد الموظفين يقول للمواطنين " ربما من تلقاء نفسه " بأن وزير الشؤون في حلب ولن يأتي اليوم , وقد صدقه البعض فعلاً ورحلوا يجرون خلفهم زيول خيبتهم وكانت بينهم عائلات حضرت من اماكن مختلفة من مدن ومحافظات بعيدة .
واستمر انتظار البعض على امل القاء الوزير ...بينما كنت افكروأنظر إلى مبنى الوزراة المؤلف من حوالي عشرة طوابق هل يعقل أن تفتقر الوزارة إلى غرفة استقبال لينتظر فيها هؤلاء الناس تحفظهم من حرالشمس والأهم ان تحفظ كرامتهم بدل الجلوس على قارعة الطريق ومن بين هؤلاء عجائز ومعاقون جسديآ ...
والمفاجأة كانت عندما الوزير حضر للوزارة بحوالي الساعة الثانية عشرة !!!!!
وكأني أشاهد فلم هندي تحصل به المعجزات !!!!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]حيث توجه الوزير إلى مكتبه , وطلب حراس المبنى من المواطنين التوجه إلى قاعة في الطابق الأول , فدخلت أيضا مع الداخلين .. وعندما وصلت ونظرت إلى قاعة الاجتماعات كما يبدو أنها خصصت مؤخرا للقاءالمواطنين فتساءلت مرة أخرى لطالما هذه القاعة موجودة لماذا لم تسمح الوزارة او يوجه الوزير تعليماته بدخول المواطنين لينتظروا فيها بينما يحضر سيادته ؟ ..
حيث شاهدت في صدر القاعة يجلس اثنان من معاوني الوزير , وبدؤوا ينادون المواطنين بشكل شخصي بالاسم , وقد تبين لي أن بعض هؤلاء الناس كانوا قد حضروا سابقآ وقاموابتسجيل أسماءهم الخميس الفائت , ليتمكنوا من مقابلة الوزير في هذااليوم .
وسألت احد الموظفين ألن يحضر الوزير ؟
قال الموظف : نعم سيحضر بعد قليل ..
في هذه الأثناء قررت أن أسجل للتاريخ وللحقيقة نقل معاناة البعض من المواطنين في معاناتهم مع الوزارة
ومن هذه الحالات حالة المواطنة "حلوة حمد الزابو" من شمال سورية مدينة القامشلي ,
"حلوة" هي أم لستة اولاد وزوج مريض كان يعمل في السابق" عتالا " والان يعارك المرض وهي من الاسر الذينا هاجروا إلى ريف دمشق بسبب الجفاف تاركه خلفها زوجها المريض وبعض أبنائها في القامشلي ذلك لتخفيف نفقات الإقامة في دمشق .
"حلوة" مسجلة في الشؤون الاجتماعية منذ عام 2002 حتى العام المنصرم ولكن دون أي نتيجة , وهي الآن تعمل في مصنع للجبن في القطاع الخاص , مما ارغمها ان تخرج بناتها من المدرسة ليساعدنها في العمل خارج وداخل المنزل وفي متابعة والدهم المريض ..
سألتها : هل من العدل أن تحرمي اولادك من الدراسة؟
فأجابت : وهل من العدل أن نموت نحن جوعآ !!!
وعن سبب مجيئ حلوة إلى الوزارة على امل تعيينها مستخدمة بأحد المدارس المجاورةلمكان سكنها في منطقة الكسوة بريف دمشق
مواطن اخر يدعى حميدي وهو من محافظة الحسكة أيضاً ليس لديه عمل وله زوجتان وستة اولاد , يدع خلفه نصف عائلته في الحسكة ونصفها الاخرفي دمشق , لا يملك سوى منزلا طينياً في قريته ..
جاء حميدي أيضا بحثاً عن عمل ليعيل عائلتيه
المواطن "هاشم دغمة" 33 عام وهومن محافظة طرطوس لديه إعاقة حركية في ساقيه , و هو بطل الجمهورية في عدة ألعاب رياضية منها الشطرنج وكرة الطاولة , قال هاشم اني عانيت كثيرآ حتى تمكنت من الحصول على بطاقة معاق
, وتابع قوله ان البعض في مديرية الصحة بطرطوس قاموا بأبتزازي للحصول على رشوة مقابل حصولي على بطاقة المعاق والتي هي من حقي ولم تنفعني هذه البطاقة بسبب قذفي من مكان لمكان مابين مكاتب الشؤون والوزارة
المواطنة سهير أرملة وهي عاطلة عن العمل , تعيش هي وابنتها البالغة من العمر عشرة اعوام من راتب زوجها المتوفى وقدره 2000 ليرة سورية فقط لا غير ولم تشمل هذا الراتب أي من الزيادات التي منحت ولا يوجد معيل لها ..
ولم يشمل سهير أي من أشكال الدعم الاجتماعي وهذا دليل واضح على ان الوزارة كانت ولاتزال في نوم عميق وايضآ لم تحصل سهير على المعونة الأخيرة التي وجه بها السيدالرئيس حفظه الله .
وهنا أصبحت الساعة الثانية والنصف وقارب الدوام على الانتهاء ولم ألمح وجه السيد الوزير ..ولا أعرف إن كان غيري لمحه ولكن قيل لي إنه التقى بمجموعة من المعاقين ..
وهذا يعني بأن ان لقاء المواطنين استمر لساعتين ونصف تقريبآ مع العلم بلغ عدد المواطنين داخل القاعة حوالي المئة شخص وأكثر هذا غير من صدق شأعة بأن الوزير بحلب فحملوا ادراجهم وذهبوا فهل يتمكن السيد الوزير ومعاونيه من تلبية المواطنين او سماع حاجاتهم بساعتين ونصف فما الحل ؟؟؟؟؟؟
موضوع: وزارة شؤون الاجتماعية تحت المجهر 
الإثنين يوليو 04, 2011 7:13 am
