ذكرت معلومات صحافية أنّ حصيلة الاشتباكات الطائفية بين مسلمين ومسيحيين بالقاهرة ارتفعت إلى أكثر من 11 قتيلا و150 جريحاً، فيما نشر الجيش المصري نقاط تفتيش لاحتواء الوضع.وبحسب المعلومات، فإنّ الاشتباكات اندلعت بعد تناقل شائعات عن احتجاز سيدة في إحدى كنائس إمبابة بعد اعتناقها الاسلام.وذكرت وكالة "رويترز"أنّ الاشتباكات بدأت بعد أن حاول عشرات المسلمين اقتحام كنيسة مار مينا في حي امبابة بعد اشاعات عن نقل امرأة مسيحية تحولت للاسلام الى الكنيسة.ونقلت الوكالة عن مصدر أمني قوله أن أسلحة نارية وقنابل حارقة وحجارة استخدمت في الاشتباك.ولفت المصدر إلى أن النار أشعلت في كنيسة السيدة العذراء في مكان قريب بنفس الحي وأن النار أتت على محتوياتها.وقال شهود عيان ان مسيحيين تحصنوا بمبنى بالقرب من كنيسة مار مينا انطلق منه الرصاص وان مسلمين تحصنوا بمبنى مواجه انطلق منه الرصاص أيضا. وقال شاهد ان مسيحيين اخرين تحصنوا في أحد مباني الكنيسة. وأضاف أن بعض طلقات الرصاص أصاب مارة تجمعوا قرب مكان الاشتباك.وكانت وكالة أنباء الشرق الاوسط تحدثت في وقت سابق عن تسعة قتلى موزعين بين ستة مسلمين وثلاثة مسيحيين.ونقلت الوكالة عن مصدر أمني وصفته بالمسؤول قوله أنّ "عمليات حصر أعداد الضحايا ما زالت جارية حتى الان نظرا لاتساع أعمال العنف وامتدادها الى عدة مناطق بامبابة".وفي موقف لافت، استنكر مفتى مصر علي جمعة أحداث امبابة واعتبرها "عبثا بأمن مصر ولا يمكن أن يصدر من أشخاص متدينين يعلمون حقيقة دينهم سواء مسلمين أو مسيحين". وطالب المصريين بالتكاتف لمواجهة العابثين بأمن البلاد واستقرارها.هذا وبدأ نحو 200 من شباب الأقباط، معظمهم أعضاء في حركة "اتحاد شباب ماسبيرو القبطية" اعتصاما مفتوحا أمام مبنى السفارة الأميركية منذ مساء السبت للمطالبة بتدخل المجتمع الدولي وبخاصة الولايات المتحدة الأميركية لحماية الأقباط في مصر مما وصفوه بـ"اضطهاد واعتداءات مستمرة من جانب التيارات الدينية الإسلامية".وقال بيشوي عبده الناشط بالحركة وهو مصري يحمل الجنسية الأميركية، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أنهم مستمرون في الاعتصام إلى أن يقابلوا السفيرة الأميركية بمصر، وأضاف: "إذا كانت الحكومة والجيش المصريين عاجزين عن حمايتنا فإننا نطالب المجتمع الدولي وأميركا على وجه الخصوص بحمايتنا أو يتركونا نغادر مصر ونذهب إلى أي مكان آخر بالعالم لأننا نشعر بأننا غير مصريين".وتوقع بيشوي توافد أعداد كبيرة من الأقباط للمشاركة في الاعتصام خلال الساعات المقبلة.وأضاف إنه من المرجح ألا تحضر السفيرة إلى مقر السفارة قبل غد الاثنين "ما يعني أننا لن نفض الاعتصام قبل أن نلتقي بها".ويمثل الاقباط ما بين 6 الى 10 في المئة من التعداد السكاني البالغ 82 مليون مصري.ومنذ اشهر عدة، تصاعد التوتر بين المسلمين والاقباط في مصر على خلفية جدل حول اعتناق مسيحيات للاسلام والاشتباه باحتجازهن داخل كنائس او اديرة.وسبق ان تظاهر سلفيون في شكل متكرر على خلفية هذه القضية خلال الاشهر الاخيرة.ويطالب هؤلاء بالافراج عن كاميليا شحاته ووفا قسطنطين اللتين اثار اعتناقهما الاسلام بلبلة في مصر، علما ان الكنيسة القبطية نفت هذا الامر.وكان الفرع العراقي لتنظيم القاعدة توعد الاقباط بهجمات في حال عدم الافراج عن المرأتين، وخصوصا بعد المجزرة التي ارتكبها في كاتدرائية السريان الكاثوليك في بغداد في 31 تشرين الاول الماضي وادت الى 53 قتيلا.وبعد شهرين، ادى اعتداء على كنيسة القديسين للاقباط في الاسكندرية الى 21 قتيلا.وازداد شعور الاقباط بانعدام الامن منذ الاطاحة في 11 شباط بالرئيس المصري السابق حسني مبارك، وخصوصا مع تصاعد حضور الحركات السلفية.