من جديد الضرب في المشافي الحكومية وأبطاله ملاكمين بثقافة طبية

كنا قد نشرنا في نهاية الأسبوع الماضي مادة حول قصة الطفل "محمود عبد اللطيف" الذي تعرض للضرب من قبل أحد أطباء مشفى الرازي بحلب, فبادر مدير المشفى ومدير الصحة لاتخاذ الإجراءات اللازمة على الفور والاعتذار لوالد الطفل واتخاذ ما يلزم تجاه الطبيب المخالف "ليربى غيره" على حد تعبير مدير الصحة.
بعد هذه الحادثة توالت الاتصالات للموقع من قبل عدة أشخاص يشكون فيها المرض ذاته، وهو "إعادة تأديبهم من قبل أطباء وشرطة المشافي الحكومية"..فما عدنا نميز بالضبط ما هي وظيفة المشفى؟وهل سيتخذ بحق المخالفين من أطباءها وشرطتها الإجراء السابق نفسه؟
الموضوع أصبح أكبر من أن يحل "ببوسة شوارب" ونتمنى ألا يتم الحرص مستقبلاً على تعيين شرطة المشافي من الحائزين على الحزام الأسود ليقوموا بواجبهم على أكمل وجه..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]همام الأطرش يروي قصة اختلاج رافقها ضرب مبرح
يقول همام :"في أول أيام العيد تعرضت أختي هيا 11عاماً لنوبة اختلاج حروري قوية جدا,فاتصلت بطبيبها وكان خارج منبج فأرشدني لإعطائها دواء معين دون مراجعة المشفى,ولكن ازدياد حالتها سوءاً اضطرني لإسعافها فوراً إلى مشفى الباسل الحكومي في منبج,وهناك رأيت طبيباً يدعى "محمد الأحمد" طلبت منه معالجة أختي فقال اذهب للغرفة المجاورة وبالفعل ذهبت لانتظاره في تلك الغرفة ولم يأت وأختي يزداد اختلاجها شيئاً فشيئاً وأخذت ترتجف بشدة"
وأضاف"بعد مدة طويلة أمسكت بي أختي وقالت لا داعي لأن يحضر الطبيب سوف أموت لقد انتهى أمري"
يقول همام"تخيل أن يسمع أحداً من أخته مثل هذه الكلمات؟" فذهبت فوراً إلى الطبيب وقلت له إذا كنت لا ترغب بمعالجتها قل لي كي أنقلها لمشفى آخر,فقال لي لن أعالجها حتى يأتي مراقب الدوام,وبعد حضور المراقب قال له الطبيب "إن هذا الشاب يكلمني بعصبية,فبررت للمراقب موقفي فطلب مني البقاء خارج القسم وفعلا لبيت مطلبه"

"إبرة ديكلون" مسحة نبي بيد الممرض
تابع همام "بعد انتظار دام نصف ساعة تقريباً طلب الطبيب من الممرض إعطاءها إبرة ديكلون!
وبعد أخذها الإبرة المذكورة ساءت حالتها أكثر من قبل وارتفعت حرارتها بشكل رهيب,وعندما راجعت الطبيب قال هذا من أثر الدواء ,وبعد إلحاحنا عليه قام بكتابة مجموعة أدوية بـ 1185 ليرة"
ـ ولدى سؤال شوكوماكو أحد أطباء الأطفال عن الاختلاج ومضاعفاته وعن الدواء الذي وصفه الطبيب أجاب"الاختلاج سواء كان على شكل ترفع حروري أو ذو منشأ عصبي فيجب معالجته بالسرعة القصوى لأنه في الحالتين هو إسعافي,ومن مضاعفات المرض إصابة المريض بتموت أعصاب الدماغ أو شلل وقد يعض المريض لسانه إلى آخره من الأعراض الخطرة للمرض, أما بالنسبة للدواء الموصوف فهو لا يمت للعلاج بصلة ولا أستطيع التحديد بالضبط لماذا قام الطبيب بوصف هكذا نوع من الدواء هل هو انتقاماً منهم أم جهل,فالدواء الموصوف هو لمعالجة الالتهابات فقط"
من جهتها قالت أم همام "بعد ذهاب همام لإحضار الدواء ساءت حالة ابنتي كثيرا وأغمي عليها وذهبت للطبيب أرجوه أن يعالجها واعتذرت له عما بدر من ابني فلم يرد علي,علماً أنها كانت تستفرغ أمامه,فقلت له الطب مهنة إنسانية وبعيدة عن الأحقاد إلا أنه لم يفعل شيئاً بعد ذلك قام الممرض بمساعدتي"
وأضافت "المشكلة في ذلك اليوم انه لا يوجد مشافي خاصة كي أنقلها إليها"
وتابعت"وأثناء ما كنت أقوم بوضع الكمادات والماء على هيا جاء شرطي بلباس كحلي اللون سألني عن مرافقي فقلت له ذهب ليحضر الدواء وسيأتي بعد قليل"

عدت للمشفى وليتني لم أعد
يضيف همام بعد أن أحضرت الدواء وعدت للمشفى جاء اثنان وسألاني أنت مرافق المريضة؟ فأجبت نعم فطلبوا بطاقتي الشخصية,وعندما ذهبت لإحضارها من السيارة أمسكني أحدهم من يدي وبدأ الآخر بضربي ومن ثم أخذوني لمخفر المشفى وبدأوا بشتمي وتهديدي بتحويلي لمحكمة عسكرية!!
وتابع"في المخفر وضعوا القيود"الكلبشة" بيدي وبدأ الاثنان بالتناوب على ضربي ولم أتكلم معهم كلمة واحدة ,وفي هذه الأثناء جاء مراقب الدوام وسألوه عني فقال لهم لقد خرج من القسم عندما طلبت منه ذلك"
وأضاف"عندما أعطيتهم اسمي كاملاً سألوني ماذا يقربك فلان وفلان فأجبتهم بأن أحدهم خالي والآخر من معارفي فقال الشرطي وكان اسمه علاء "ليش ما قلت من الأول على كل رح نحلها ببوسة شوارب"
واستطرد"أربعين دقيقة تحت التعذيب النفسي والجسدي في المخفر وأمي لا تعرف أين أنا,وبعد خروجي وجدت أختي كما تركتها ولم يعطها أحدهم شيئاً من الدواء وعندما سألتهم عن ذلك أجابوني بغضب "اعطوها بالبيت"

كدمات وكسر أنف داخل المشفى وأصبح همام يحتاج لمشفى
المتعارف عليه أن المريض يدخل المشفى بحثاً ن علاج لجرح أو كسر إلا أن ما حدث مع صاحبنا عكس ذلك,فقد خرج من المشفى بكدمات وكسر بالأنف,وأصبح همام بحاجة لمشفى آخر يصلح ما أفسده المشفى الأول ,
يقول همام"نتيجة الضرب أصبت بكدمات حول العنق والعينين وكسور بالأنف وجميعها موثقة ومختومة بتقرير طبي من مديرية الصحة ,
والتقرير صادر عن الدكتور محمود الناصر بتاريخ 13/9/برقم 64636/ب4 يوضح فيه أن المريض همام لديه كسور في العظام الأنفية قديمة وقد أعيد ترميمها ولتعرضه لرض مباشر على الأنف والوجه حدثت كسور جديدة في العظام الأنفية"
وهذا أيضاً مثبت في الصورة الشعاعية الحديثة على وجود كدمات حول العنق والعينين وكسر بالأنف"

مدير الباسل"إما أن يركبنا أو يقدم شكوى؟"
من جهته ذكر الدكتور "عثمان دشو" مدير مشفى الباسل بمنبج أن همام هو من تهجم على الطبيب لأكثر من مرة وحاول مراقب الدوام تهدئته إلا أنه لم يهدأ والطبيب لم يتوانى عن معالجة المريضة "
وأضاف"قام همام برفع دعوة لإحدى الجهات الأمنية يعني "إما أن يركبنا أو يرفع علينا دعوى"
وتابع"الحق على الشرطة الذين لم يكتبوا ضبط ويحولوه لمحكمة عسكرية"
من جانبه، ذكر والد هيا الأستاذ محمد نوري شيخو لـ شوكوماكو"أنه راجع المشفى بعد هذه الحادثة لإصابته بقدمه فتأخروا بمعالجته ثم جاء أحد الشرطة وبدأ ينادي لابنه همام بطريقة غير مؤدبة فطلب من همام ألا يذهب إليه"
وأضاف"بعد دخول همام الغرفة التي أجلس بها قال له أحدهم إحذر أن تقع بين أيديهم لأنهم قبل أيام ضربوا أحدهم بشدة "
وتابع"بعد حادثة همام اتصلت بمدير المشفى وأخبرته بأني سأرفع دعوة ضدهم فطلب مقابلتي يوم الإثنين وذهبت للموعد ولم يحضر وذهبت لأكثر من مرة بعدها ولم أره"
الجدير بالذكر ـ كما ذكر مصدر لـ شوكوماكو ـ أنها ليست المرة الأولى التي يقوم شرطة مشفى الباسل بضرب المرافقين فقد حدث مرة أن تعرض المعلم "ا.ه" للضرب من قبل أحد شرطة المشفى ..

الشرطة بخدمة الشعب