قال الشيخ أحمد بدر الدين حسون رئيس مجلس الإفتاء الأعلى في سورية في حديث له مع صحيفة الوطن أن الإفطار يجوز لمن يشعر بالإرهاق أثناء عمله بسبب الحر والتعب الشديد، على أن يقضي بعد رمضان صيام اليوم الذي صامه في رمضان، وأضاف: "الصيام مفروض على كلّ مكلف (عاقل بالغ) غير مريض ولا مسافر" وأوضح أن "المرض والسفر من الأعذار الشرعية المبيحة للفطر بنص القرآن"، وأردف أن " الفقهاء اجتهدوا بإلحاق الأعمال المضنية، والأشغال القاسية مع شدة الحرارة، بالمرض المبيح للفطر بعلة المشقة، حيث يبدأ المؤمن نهاره صائماً، ويعمل، فإذا ما أحس بضعف قواه، بسبب الحر الشديد، وشعر بالتعب والإرهاق الذي قد يؤدي إلى الهلاك، جاز له أن يفطر ذلك اليوم على أن يقضي بعد رمضان صيام اليوم الذي أفطره في رمضان" كما حذر حسون من أن يتحول شهر رمضان إلى "شهر لهوٍ ولعب وتسكع في الأسواق. وإضاعة الأوقات في الملاهي والحانات والمقاهي، والتخلي عن فرض الصلاة".
ولفت المفتي حسون إلى أن "كثيراً من الانتصارات الموفقة، والفتوحات المظفرة، كانت في شهر رمضان، فمن بدر إلى فتح مكة إلى عين جالوت إلى حرب رمضان في تشرين التحرير ضد العدو الصهيوني، كان الصيام مصدر قوة، وملهم عزيمة نحو تحقيق الأهداف الكبيرة".
حديثه هذا جاء بمناسبة الإعلان عن اليوم الأربعاء أول أيام شهر رمضان المبارك، حيث أعلن القاضي الشرعي الأول بدمشق عادل بندق أنه ثبت أن أول أيام شهر رمضان المبارك هو اليوم الأربعاء، وبهذه المناسبة الكريمة تلقى الرئيس بشار الأسد برقيات تهنئة من القاضي بندق ومن وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد ووزير العدل أحمد يونس والمفتي العام للجمهورية رئيس مجلس الإفتاء الأعلى الشيخ أحمد بدر الدين حسون.
يذكر أن الإمارات العربية المتحدة كانت قد شهدت الأحد الماضي فتوى مماثلة، حيث أباحت الإفطار "لأصحاب المهن التي تأخذ من أصحابها جهدا ومشقة فوق طاقتهم أثناء نهار رمضان، لأن القاعدة الشرعية تقضي أن المشقة تجلب التيسير. إلا أنه يشترط لذلك أن تكون للعامل نية الصوم فعلاً، وإذا وجد مشقة شديدة في أثناء يوم صومه حينها يباح له الفطر"
ويعتبر التوقيت الذي جاء فيه رمضان هذا العام من أكثر الأعوام مشقة على الصائمين في سورية، فتوقيته في شهري آب وأيلول يجعل النهار أكثر طولاً، إضافة إلى كون درجات الحرارة في معظم المدن السورية فوق معدلاتها من 2 إلى 5 درجات.