بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك نريد تعليقاً على مسألة الحاسة السادسة هل
هي حقيقة أم خيال وهناك من يؤمن بوجودها وأنها قد تكون نقمةُ عليهم
وجزاكم والقائمين على هذا المكان كل خير يا رب العالمين
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
قد يكون ذلك الْحَدْس له نصيبه من الحقيقة ، ولكنه لا يَكون إلاَّ للمؤمن الذي يَعرف الناس بالفِراسة .
الفراسة
نور يقذفه الله في قلوب أوليائه ، يُفرِّقون به بين الحق والباطل ، كما في
قوله الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا
اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)
ويستدلّون على بواطن الأمور بظواهرها ، كما في قوله تعالى : (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) .
قال مجاهد : للمتفرسين
قال ابن جُزيّ في تفسيره : للمتوسمين أي للمتفرسين ، ومنه فراسة المؤمن . اهـ .
والفراسة في اللغة : التثبت والنظر .
وقال
الزجاج : المتوسمون في اللغة النظّار المتثبتِّون في نظرهم حتى يعرفوا
حقيقة سِمَة الشيء ، يُقال : توسمت في فلان كذا أي عرفت وسم ذلك فيه وقال
غيره المتوسم الناظر في السمة الدالة على الشيء . نقله ابن الجوزي .
ويُروى
أن رجلا دَخَل على عثمان رضي الله عنه فقال له عثمان : أرى في عينيك الزنا
، فقال الرجل : أَوَحْي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
وكان شاه بن شجاع الكرماني لا تخطئ له فراسة ، وكان يقول :
مَن
غضّ بصره عن المحارم ، وأمسك نفسه عن الشهوات ، وعَمَر باطنه بدوام
المراقبة ، وظاهره بإتباع السنة ، وعوّد نفسه أكل الحلال ؛ لم تُخْطئ له
فراسة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مُعقّباً على قول الكرماني :
والله
تعالى يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله ، فَغَضّ بصره عما حرم
يعوضه الله عليه من جنسه بما هو خير منه ، فيُطلق نور بصيرته ويفتح عليه .
وممن اشتهر بذلك الإمام الشافعي رحمه الله .
والله تعالى أعلم .