الشاعر حافظ ابراهيم وهو يصف زلزال مدينة (مسينا ) في ايطاليا
سنة 1908
........................................
.........................................
نبئاني إن كنتما تعلمــــــان ما دها الكون أيها الفــرقدان
غضب الله أم تمــــــردت الأر ض فأنحت على بني الإنسان
ليس هذا سبحان ربي ولا ذا ولكن طبيعة الأكــــــــــــوان
غليان في الأرض نفــــسّ عنه ثوران في البحــــر والبركان
ما ( لمسِّين ) عوجلت في صبا ها ودعاها في الردى داعيان
خسفت ثم أغرقت ثم بادت قضي الأمر كلـــــه في ثواني
وأتى أمرها فأضحت كأن لم تك بالأمس زينـــــة البلدان
بغت الأرض والجبال عليها وطغى البحر أيَّما طغيــــــان
فهنا الموت أسود اللون جون وهنا الموت أحمر اللون قاني
جنّد الماء والثرى لهلاك الـــــــــخلق ثم استعان بالنيــــــران
ودعا السحب عاتيا فأمدته بجيش من الصــــواعق ثاني
فاستحال النجاء واستحكم اليأ س وخارت عزائم الشجعان
وشفى الموت غله من نفــــــوس لا تباليه في مجال الطعــان
رب طفل قد ساخ في باطن الأرض ينـــــادي أمي أبي أدركاني
وفتاة هيفاء تُشـــوى على الجمر تعاني من حــــــره ما تعاني
وأب ذاهل إلى النـــــــــار يمشي مستميتا تمتد منه اليــــــدان
باحثا عن بنــــــــــــــاته وبنيه مسرع الخطو مستطير الجنان
تأكل النــــــــــار منه لا هو ناج من لظاها ولا اللظى عنه واني
غصت الأرض أتخم البحـــر مما طوياه من هذه الأبــــــــــدان
وشكا الحوت للنســـــــور شكاة رددتها النســـــــور للحيتان
لهف نفسي وألف لهف عليها من أكف كانت صناع الزمان
فسلام عليك يـــــــــــوم تولت بما فيك من معــــان حسان
وســلام من كل حي على الأرض على كل هــــالك فيك واني
ذ اك حق الإنسان عند بني الإنســــــــــان لم أدعكم إلى إحســــان
.................................................