فيما يبدو أن فصول المؤامرة التي تقودها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد سورية، بالتعاون مع بعض أذنابها من عربان الخليج، قد فشلت وأسقطتها إرادة السوريين شعباً وجيشاً وقيادة، سجلت مصادر إعلامية عربية وغربية حركة تراجع في المواقف الدولية، وإحجام بدأ من باريس ولن ينتهي في واشنطن التي رأت بأم العين كيف عجزت أدواتها وتابعيها في المنطقة عن ليّ ذراع سورية أو التأثير في قرارها السيادي المستقل.
فقد أكدت فيكتوريا نولاند الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن الفجوة بين الموقفين الروسي والأمريكي إزاء الأزمة السورية تقلّصت إلى درجة ما. مشيرة إلى أن المبادئ الخمسة التي اتفق عليها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزراء الخارجية العرب يوم السبت الماضي تظهر تحسّن المواقف الروسية. وأضافت: إن هذا الاتفاق يصبّ في تقليص الفجوة بين الموقفين الروسي والأمريكي حول الموضوع السوري.
بدوره قال جاي كارني المتحدّث باسم البيت الأبيض: إن الولايات المتحدة لا تفكر في تزويد (المعارضة السورية) بالأسلحة لأن مثل هذا الأمر يمكن أن يزيد ويطيل أمد العنف في البلاد.
أما وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه فقد حذّر من مخاطر نشوب حرب أهلية في سورية في حال تسليم أسلحة إلى (المعارضة السورية). وزعم جوبيه عبر إذاعة "فرانس كولتور" أن الشعب السوري منقسم بشكل عميق وإن أعطينا أسلحة لفئة معينة من المعارضة في سورية، فسوف نكون ننظم حرباً، وقد يكون الأمر بمثابة كارثة أكبر من الكارثة القائمة اليوم!!.
وفي تصريحات مماثلة اعتبرها مراقبون مؤشراً على تراجع في حدّة الخطاب السياسي الأمريكي، تخلّى الرئيس باراك أوباما، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في واشنطن، عن خطاب (التنحي) لدى حديثه عن سورية والرئيس بشار الأسد مكتفياً بإطلاق (توقعات) مفادها أن ذلك ربما يحدث، مشيراً إلى أن بلاده تركز حالياً على "تقديم المساعدات الإنسانية" فقط!!.
وكشفت معلومات أن المخابرات الأميركية أبلغت السعودية وقطر وتركيا التريث بتسليم السلاح لـ(المعارضة السورية). ونقل مصدر دبلوماسي عربي مطلع عن وزير الخارجية السعودي أن نصائح أميركية أدّت إلى تجميد محاولات تزويد (المعارضة السورية) بصفقة صواريخ سبايك إسرائيلية اشترتها السعودية لحساب (المعارضة) بقيمة 190 مليون دولار كشفت قيمتها إذاعة النرويج وكشف مضمونها موقع وزارة الدفاع الإسرائيلية بعد مجموعة صفقات قطرية بلغت قيمتها 650 مليون دولار لا تزال مكدسة في شمالي العراق. فيما رجح خبير أميركي أن قوة الجيش السوري النارية وتماسكه يحولان دون قدرة (المعارضة) ولو تم تسليحها من التمترس في المدن والبلدات التي سيطرت عليها سابقاً قبل أن يدخلها الجيش السوري
مصادر "الراي الحر" أرجعت المواقف الأخيرة إلى الذهول الذي أصاب الدوائر الغربية التي تقود المؤامرة، وقد لمست ورأت مدى قدرة الشعب والجيش السوري على المواجهة والصمود، وخاصة بعد استسلام أعداد كبيرة من المرتزقة والإرهابيين الذين أرسلهم حمد بن جاسم وسعود الفيصل، ومداهمة أوكارهم المتخمة بالأسلحة والمعدات الإسرائيلية والأمريكية في حمص وإدلب.
وتوقّعت مصادر "الراي الحر" أن يزداد تهاوي تلك المواقف بعد تعاون سورية الكامل مع مهمة كوفي أنان لإيجاد حل سياسي للأزمة، واشتداد الخلافات على تقاسم الأموال والحصص بين ما يسمّى (المعارضة السورية) وعلى رأسها مجلس اسطنبول الذي عصفت به انشقاقات كبيرة ومتوالية ستفضي إلى انهياره كلياً كما ترجح مصادر "الراي الحر".