الدابي يعقد مؤتمرا صحفيا يفضح فيه ممارسات الجامعة بخلاف ما ورد في تقريره....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جدد الفريق محمد مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سورية تمسكه بكل ما جاء في تقرير البعثة الذي قدمته للجامعة العربية والتصريحات التي أدلى بها حوله مؤكداً قيام بعض الأطراف بتفسير التقرير الذي قدم للمجلس الوزاري العربي بشكل مناقض لما دونه رؤساء قطاعات المراقبة.
وأكد الدابي في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة السودانية الخرطوم اليوم ان خطوة الجامعة بتجميد عمل المراقبين زادت الوضع سوءاً مشيراً إلى أن هناك أموراً سياسية كثيرة تؤثر في العمل على الأرض وهناك الكثير من الضبابية والمعلومات المغلوطة لذلك ارتأيت أن أقول الحقيقة واننا كنا محايدين في عملنا وأمينين في نقل الصورة.
واستغرب الدابي الحملة الإعلامية التي شنتها بعض الأطراف على البعثة والتي بدأت قبل أن تبدأ عملها مؤكداً أن الإعلام الخارجي فقط وليس السوري اختلق الكثير من الأخبار حول عملها لافتاً إلى ان البعثة كانت صادقة بقولها سواء قبل الاجتماع الوزاري أو بعده ففي الاجتماع قدمت الحقيقة وبعده أيضا ولو كان لدى أعضائها اهواء ومصالح لسكتوا عما يجري.
وأوضح الدابي ان التقرير يتضمن تفصيلات واضحة عن القطاعات التي شملتها عمليات المراقبة أعدها رؤساء لجان المراقبين بمشاركة الأمين العام المساعد للجامعة وغرفة عمليات الجامعة وممثلو حقوق الإنسان ونوقشت فقراته بعناية وسجلت فيه مشاهدات المراقبين الذين أوضحوا أن قطاع دمشق لا يشهد عنفا وتلخص المشهد باندفاع المواطنين تجاه المراقبين لتقديم شهاداتهم وفي بعض الأحيان كان المواطنون يستغلون وجود البعثة ويضربون الحراسة الأمنية بالحجارة دون ان ترد عليهم.
وقال الدابي ان البعثة وجدت في البداية ترحيبا من الحكومة والمعارضة وبدأ العمل بصورة حضارية ونتج عن ذلك تطورات ايجابية تمثلت بتراجع حدة العنف. وكانت البعثة تدخل إلى مناطق المعارضة دون حراسة وعلى مسؤوليتها الشخصية مؤكداً أنه رفض طلب الجامعة بتقديم تقرير بعد 5 أيام.
وأضاف الدابي.. لم نشاهد في السويداء الا التظاهرات المؤيدة للحكومة ولم نلمس وجود أي مظاهر مسلحة هناك أما في حمص فالعنف الذي تمارسه الشرطة والجيش يأتي كرد فعل موضحا ان الاستهداف طال البعثة ذاتها كما لم نر مظاهرات خارج الاحياء والمظاهرات التي تتم داخلها سلمية ولا يتم التعرض لها في حين لم نشاهد في حلب أي مظاهر عنف وهناك بعض المظاهرات السلمية لم يتم التعرض لها وهذه التقارير كتبها رؤساء القطاعات وليس رئيس البعثة.
وقال الدابي إن انسحاب دول الخليج لا يتعلق بعمل البعثة بل بظروف خاصة بها موضحا انه بعد هذا الانسحاب تصاعد العنف ووصل إلى مرحلة تفجيرات وتدمير وغير ذلك وعندها أبلغنا الأمين العام وتم الاتفاق على تجميد عمل البعثة لحين إعادة النظر في إمكانية معالجة هذا الوضع.
وأكد الدابي أن البعثة تحققت بواسطة بعض المنظمات العربية الإنسانية من اطلاق سراح 5000 معتقل على خلفية الاحداث ضمن العفو الأخير والمراقبون حضروا إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين.
وقال الدابي إن الحقيقة على الأرض تتلخص بوجود مسلحين وهناك ما يسمى الجيش الحر وأنه شخصياً شاهد عدداً كبيراً جداً من المسلحين ولم نتمكن من رؤية هوية البعض منهم.
ورفض الدابي التعليق على وجود تناقض بين موقفي أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري مؤكداً ان ما يهم البعثة هو عمل المراقبين وما يمكن ان يحققوه من قيمة نافيا ماتردد عن أنباء حول سحب الجزائر لمراقبيها.
وأشار الدابي إلى أن عمل البعثة اتصف بالصعوبة في ظل وجود العنف والعنف المضاد بين عناصر مسلحة والقوات الحكومية ملخصا مهمتها في التأكد من أن المظاهرات سلمية وأن الحكومة السورية سحبت المعدات والآليات العسكرية من داخل المدن إلى خارجها وأطلقت سراح المعتقلين خلال الأحداث وتسمح لوسائل الإعلام العربية والعالمية ومن أي مكان بالدخول إلى سورية والعمل.
وبين الدابي ان 6 منظمات لحقوق الانسان شاركت في البعثة التي ضمت رتبا عسكرية منها تسعة برتبة لواء وسبعة عقداء وعمداء وبعض العسكريين وعدداً كبيراً جداً من المدنيين الذين تمتعوا بمواقع دبلوماسية رفيعة موضحا ان البعثة كانت حريصة على الحيادية والمصداقية والأمانة بنقل المعلومة التزاما بالقسم الذي أداه جميع افرادها.
واعاد الدابي التأكيد ان أنور مالك لم يشارك في جولات البعثة سوى يوم واحد واستثمر ذلك وتحدث على القنوات وكأنه ملازم لرئيس البعثة معتبراً ان ما قام به مالك خروج عن الأدب والأخلاق ولا يمكن التعليق عليه بغير ذلك ولذلك تبرأت منه المنظمة التي يتبع لها والمسؤولون الرسميون في الجزائر قالوا انه فار من الجزائر منذ 15 عاماً ومقيم في فرنسا محملا الجامعة العربية المسؤولية عن اختيار مثل هذا الشخص.
وألمح الدابي إلى ان الحديث الذي دار حول أخطاء قامت بها البعثة يتعلق ببعض المهام الانسانية التي قامت بها مثل تسهيل تبادل الجثث واطلاق بعض المخطوفين معتبرا أن العمل المهني لا يمكنه أن يمنع الحس الانساني للبشر.
وحول التقنية التي اعتمدتها البعثة في تغطيتها للمناطق السورية قال الدابي إنه.. تم توزيع البعثة بالتدريج فبدأنا بخمسة قطاعات ساخنة في ادلب وحماة ودرعا وحمص وريف دمشق وتم تقسيم العمل إلى قطاعات كل قطاع يتكون من عشرة أفراد وأصبحت البعثة تغطي 15 قطاعاً في 15 مدينة داخل سورية وبعض القطاعات يغطي منطقة واحدة وبعضها يغطي منطقتين وعشرة قطاعات تغطي المدن السورية الأساسية وبدأ العمل بتقارير تصل من هذه القطاعات تجمع في غرفة عمليات البعثة التي تضم عدة جنسيات منها السودانية والمصرية والأردنية والسعودية والإماراتية ومن ثم ترسل إلى غرفة عمليات الجامعة العربية.
وختم الدابي بالقول أن أفراد البعثة لمسوا أن كل السوريين في الداخل سواء من المعارضة أو الحكومة يريدون الحل ولا يهمهم سوى أن يعيشوا بسلام مؤكدا أن لديه ما يقوله بعد أن ينهي مهمته كرئيس لبعثة المراقبين.