متابعة : حسان اسماعيل خاص لـ الرأي الحرأعلن الرئيس السوري بشار الأسد أنه ملتزم بعملية الإصلاح الداخلي وأن
الانتخابات الحرة ستجرى في سورية وقال: "انا لا أهتم بمنصبي، فقد اكون خارج
وظيفتي في أية دقيقة. لكنني كسوري لدي واجب لبلدي.
هذه هي الطريقة الوحيدة للحكم من هذا المنصب. وعندما اشعر بأنه لا يمكنني أن أقدم شيئا لبلدي، قد أغادر".
وأكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال مقابلة تلفزيونية مدتها ساعة ونصف
الساعة مع ممثلي عدد من كبريات وسائل الإعلام الأميركية، على أهمية الحوار
بين دمشق وواشنطن، مشيرا الى أن سورية تتطلع "الى تغيير السياسات في أميركا
ولا يعنيها تغيير الرؤساء".وقال الأسد "إختلفنا مع إدارات أميركية لزمن
طويل. والآن ربما يكون خلافنا مع الإدارة الأميركية، هو الأكبر".
وفند الأسد الإدعاءات الأميركية حول قانون المحاسبة مؤكدا أنه لا وجود
لأسلحة دمار شامل في سورية، كما أنه لا يوجد دليل على تسلل مقاتلين من
سورية الى العراق، مذكرا بأن سورية طلبت من واشنطن تقديم أدلة على عمليات
تسلل لكن "لم نحصل على أي رد لطلبنا أن يقدموا لنا جواز سفر واحدا، إسما
واحدا، دليلا واحدا. حتى الآن لم نتلق شيئا".وأشار الى أنه من الصعب
السيطرة على الحدود السورية العراقية وهو نتيجة طبيعية لغياب الدولة في
العراق".
وانتقد الأسد احتلال العراق قائلا أنه يتسبب في عدم استقرار في المنطقة
ويؤجج المشاعر المعادية للأميركيين. وردا على سؤال حول موعد انتقال السلطة
الى العراقيين في الأول من تموز المقبل، قال الأسد إنه لا يعلق الكثير من
الآمال على ذلك الموعد ويرغب في أن يرى الاميركيين يسلمون السلطة الحقيقية
للعراقيين. وحذر من تفكك العراق مضيفا أنه "إن سوينا هذه المشكلة فعلى
الولايات المتحدة ان تنسحب من العراق، على أن يكون الجدول الزمني والعملية
مسائل يقررها العراقيون وهو ما قد يكون في العام الحالي او العام المقبل او
بعد عشرة أعوام".وقال الأسد "سورية ستمضي في حياتها اليومية، لكننا سنكون
دوما منفتحين على الحوار، خصوصا حول قضيتي الشرق الأوسط والعراق".
وعندما سئل عن تأثير العقوبات الأميركية على سورية قال الأسد ’"في الحقيقة
لا يوجد عندنا رد فعل، ليس لأنها لا تؤثر علينا، لكننا لا نعرف حتى الآن
كيف ستؤثر علينا".وقال الرئيس السوري إن منفذي إعتداء المزة لا ينتمون الى
تنظيم معين، لكنهم يحملون أفكار الإسلاميين المتشددين، واعترفوا للمحققين
بأنهم قاموا بعملهم هذا بدافع الكراهية للغرب والغضب إزاء ما يجري في
العراق.
وحول عملية التسوية، اشار الاسد الى أن الولايات المتحدة قالت بوضوح إن
أولوياتها المطلقة هي العراق وليست القضية الفلسطينية. لكنه أشار الى أن
دمشق ستحتاج في نهاية المطاف الى مساعدة الولايات المتحدة في أية مفاوضات
مستقبلية لاستعادة الأراضي السورية التي لا تزال تحتلها إسرائيل.وردا على
سؤال حول ما إذا كان يتوقع إجراء إنتخابات حرة في سورية يوما ما أجاب الأسد
"قطعا.. قطعا سنتغير. لم نحقق تقدما كبيرا. اعتقد أن الطريق لا تزال طويلة
أمامنا".
وأضاف الأسد أنه لا يزال ملتزما بعملية الإصلاح الداخلي، لكنه أضاف أنها
ستأتي ببطء في ظل الإضطراب الإقليمي وبسبب تردد البعض في المجتمع السوري
إزاء التغيير.ويمثل الصحافيون الذي استقبلهم الأسد مؤسسات صحافية بينها
"نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" و"يو أس توداي" و"شيكاغو تريبيون" و"بوسطن
غلوب" ووكالتي أنباء أميركيتين ومن المتوقع أن يبث التلفزيون السوري اللقاء
في وقت لاحق.