[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]حققت الفنانة الراحلة هالة شوكت ابنة جيل الرواد استمرارية في أدائها منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى وفاتها في الثامن والعشرين من نيسان عام 2007 وكانت ايقونة فنية حقيقية برزت في مرحلة مبكرة .
وبدأت الفنانة الراحلة مسيرتها الفنية منتصف الخمسينيات في المسرح السوري لتكون من أوائل الفتيات اللواتي خضن تجربة المسرح إلا أن شهرتها الحقيقية تحققت عندما سافرت إلى مصر لتلعب دور بطولة في فيلم موعد مع المجهول إلى جانب عمر الشريف للمخرج عاطف سالم الذي أعطاها دور البطولة وليس دور ممثلة ثانوية أو كومبارس.
وعادت الفنانة بعد هذا الفيلم إلى سورية لتكون نجمة مسرحية إلى جانب الرعيل الأول حيث لعبت أدواراً هامة على المسرح منها دورها في مسرحية كاسك يا وطن إلى جانب دريد لحام بالإضافة إلى أعمال أخرى سبقتها في المسرح القومي مثل العنب الحامض ترويض الشرسه موت بائع جوال الخجول في القصر طرطوف بين وساعة.
ولم تنقطع الفنانة الراحلة خلال عملها في المسرح عن السينما حيث قدمت الكثير من الأفلام السورية والمصرية والجزائرية بالإضافة إلى الأعمال المشتركة مثل بنت شرقية وطني وحبي لقاء في تدمر المليونيرة سائق الشاحنة اللص الظريف غزلان مقلب من المكسيك/ذكرى ليلة حب الخاطئون القادسية مأساة فتاة شرقية سواقة التاكسي.
وتميزت الفنانة بجرأتها الفريدة في وقت كان من الصعب جداً على المرأة أن تعمل في المجال الفني كنجمة سينما ومسرح فوقفت في ذلك الوقت في وجه التقاليد لتحجز لنفسها مكاناً بارزاً واسماً خالداً في الخارطة الفنية السورية منذ البدايات.
وكان التلفزيون بالنسبة للفنانة الراحلة هو المكان الأرحب على اعتبار أنه المجال الوحيد الذي لم تنقطع عنه منذ مرحلة البدايات وحتى الوفاة فتألقت في أعمال الستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات بالإضافة إلى أعمال سنوات الألفين دون انقطاع فمن مسلسل اليتيم وزقاق المايلة نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات إلى كسر الخواطر عام 2006 ومروراً بأعمال شهيرة مثل العريس نمر العدوان جروح أيام شامية أبو البنات جميل وهناء الشوكة السوداء الفصول الأربعة حي المزار تلك الأيام آخر أيام التوت عودة غوار الخوالي مرايا اللوحة السوداء ورود في تربة مالحة عرسان آخر زمن عشتار ليالي الصالحية أزواج وغيرها.
وشكل التنوع الذي قدمته هالة شوكت حالة لافتة للنظر إلى حد كبير فمن الأعمال الكوميدية التي تميزت بها مثل دور جميلة في مسلسل الفصول الأربعة حيث الستينية العازبة التي تحاول الحفاظ على صباها والتي لا تغادرها الضحكة في جميع المواقف إلى الأم التي لا تجف دموعها لهفة على ابنها كما في أيام شامية حيث لعبت دور أم محمود التي تحاول دائماً أن تخفف من مصيبة ابنها والأم في الخوالي التي عاشت عمرها خائفة على ابنها الثائر الوطني نصار وصولاً إلى ليالي الصالحية حيث ماتت وهي توصي ابنها الأكبر بأخيه الأصغر.
وعلى الرغم من تقدم السن لم تنقطع الفنانة عن الكوميديا فكانت آخر أعمالها كوميدية وهو مسلسل كسر الخواطر حيث لعبت دور الأم المصابة بالزهايمر إذ أبدعت في دور المرأة المتقدمة بالسن والتي فقدت تركيزها بشكل كامل على مجريات الحياة.
وبقيت هالة شوكت على ارتباط وثيق بجيل الرواد حيث عادت معهم إلى العمل التلفزيوني من خلال مسلسل غوار الذي جمع دريد لحام والراحل ناجي جبر وحسام تحسين بك كما أنها لم تنقطع عن أصدقاء المهنة الأوائل حتى في آخر أيامها في دار السعادة للمسنين الذي دخلته بإرادتها حيث كانت على تواصل دائم مع أصدقائها الفنانين مثل دريد لحام ومنى واصف وغيرهما.