للغائب
الحاضر
مهداه لروح الشاعر الكبير
نزار قباني
شعر عمر إسماعيل
أوعدتَ ؟
متشحاً بأجنحة السنونو
تنزفُ
الأقمار من رئتيكَ
تلقي فيَّ
جثتكَ الخضيبةَ بارتعاشات المنافي
أينَ قد
خبأت أشرعة الرؤى ؟
ورحيقَ
روحكَ
إذْ صلبناه
على جفن المدى ؟
لمّا يزل
وجهُ الحبيبة
يشربُ الأفق
الجريحَ
لعلّ طيفكَ
يطفئ الظمأ
المعشّش في سنابل فلّها!
فالفل يأكله
الحنينْ
وسنابلُ
القمحِ السجينةُ
أطفأت
قنديلها
سكنتْ جراحَ
الياسمينِ
توكأتْ
شريانكَ المثلوجَ
تخنقها نهور
الأسئلة
فلمنْ
ستهرقُ عطرَها ؟
ليمونةُ
القلبِ المبركن بالحنينْ
ويعرّشُ
الفلُّ المشاغبُ
فوقَ أجفان
النوافذ
وهي تختصرُ
المدى ؟
هل نورسٌ
شفتاه
تحتضنان
آلاف النجوم يعودُ ؟
يختصرُ
المساءَ بياسمين نهودها
كي يطلق
الإصباحَ من أزرار غربتها
وينفجر
الوجودْ
ستعودُ
شوقاً تسكن المرآة
تغسلُ شعرها
بالمسكِ
تزرعهُ
بأقمار الورودِ
تزيّنُ
العنقَ المعتّقُ شوقُه
بعرائش
للياسمينِ
أما شهدتَ
بأنّ لا امرأة سواها ؟
أجملُ
النخلاتِ
ترشفُها
عيونُ الأزمنة !
خوفاً ستبقى
تحضن المرآة
حتى لا
تُبعثرَ شعرها
طلقاتُ ريحٍ
خاصمت عرشَ الشموسِ
وتختفي من
أفقها سُرَرُ الدروبْ
أترى ؟
إذا ما
أشرقتْ شمسُ اللقاءِ
فأين عن
عينيكَ تخفي لحظةً أوجاعها
أو شوقها
بل كيف
تُخفي جدولين من اللآلئِ
في بحيراتِ
الغروبْ
حتى
السريرُ...
معذّباً
أمسى يراودهُ البكاءُ
فتمسح
الكحلَ المعبأ من ليالي العشق عن أجفانه
كي لا
تعكِّرَ بحرَ عينيكَ المعذَّبتين - خاتلة-
رصاصاتُ
الدموعِ
فأيّةُ
الزهرات تطلقُها الشفاهُ ؟
بُعيدَ ما
نزفَ الخصامُ رحيلكَ المجنونَ
مطعوناً كما
الشهداءِ
تسألُ ظلّكَ
المسفوحَ
كيف أجبتَ
عاشقةً
إذا سألتكَ
حنظلةَ الرحيلِ
وخبزُ صوتك
أدمنته نراجسُ الأهدابِ ؟!
إذ أدمنتَها
أدمنتَ كلَّ
بحارها
حتى
التفاصيلَ الصغيرةَ في ربى خلجانها
ولثمتَ
حنواً
كلّ نرجسة
تجلَّتْ في مرايا جسمها
وقرأت شوقاً
كلَّ زاوية
تخفَّتْ في مرايا فلّها
فلكيفَ
تسألك الرحيلْ ؟!
لا بدَّ
ملتحفاً بغيمات الهوى ستَعودُ
يُرجعُكَ
الحنينُ لفلّها
لتُعيدَ
للشفتين دفئهما
وتُغرق
جيدها الغافي بأنهار الشفاهِ
فتمنح
النهدين شكلَهما
وتزرع
جسمَها سفنَ القبلْ...
سيعودُ ؟
راودها
السؤالُ مهدَّجاً
فأجابها رجع
الصدى
كيف الرجوعُ
لفلّها ؟
ورصاصُ
أعينها الجريحُ يُلاحقُكْ
يغتالُ حتى نحلةَ
الشفتينِ
نظرتكَ
الجريحةَ نحوها...
لا لن يعودَ
إليّ
بل سيعودُ
كلا لن
يعودَ
يعودُ
بلْ...
فكفى رحى
الهذيانِ تسحقُها
تعرَّي
النبضَ في مرآتها فتكسَّرتْ
مرآتها
عيناكَ
يغرسُها
النخيلُ بحنظل الأوجاعِ
إنْ هُزّتْ
جذوعُه
أسقطتْ رطبَ
الحروب الجاهليّةِ
والضغائنُ
شرفةُ
الأحداق في نسغ الكراسي
يقرؤون
رصاصةً في الظهر فاتحة الصلاةْ
فغدتْ تقومُ
العزةُ الخرساءُ
في أنساغهم
واللاتُ
قد عرَفتْ
مناجلهُم حقولََ الشمسِ
في المدنِ
البعيدةِ
حيثُ ترقصُ
طفلةُ المنفى على شفة الطريدة
لِمَ يُجهضُ
المنفى سحائبَ صوتها ؟
أمستْ
تعاتبهُ الشهيدةْ !