مطالبنا تتحقق في إطلاق الحريات وإنهاء سلطة الحزب الواحد وإعادة المنقبات...البوطي: الرئيس الأسد سيتحدث ثانية ووجه بفتح قناة فضائية دينية
قال العلامة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي إن القيادة السورية استجابت لاقتراحات القيادات الدينية بمنح الحريات والإصلاح ومكافحة الفساد وإنهاء حكم الحزب الواحد.
وقال البوطي في درسه الأسبوعي الذي بثه التلفزيون السوري مساء أمس إن القيادة السورية استجابت للكثير من المطالب التي تقدمت بها مجموعة من رجال الدين، وعدد البوطي من بينها إعادة كل المنقبات اللائي تم فصلهن من عملهن بسبب النقاب، وإعادة المهندسين والمهندسات الذين أبعدوا عن المحافظات، ومرسوم تأسيس معهد الشام العالي للدراسات الشرعية، وتعليمات بفتح قناة فضائية دينية «ترعى الإسلام الحق الذي لا يميل إلى الشرق ولا إلى الغرب».
وقال البوطي: إن الرئيس بشار الأسد أخبره أنه سيتوجه للسوريين بخطاب آخر، بعد أن بدا أن رسالة الإصلاح شابها بعض الغموض، وأضاف: إن المسألة ليست مسألة مشاريع مراسيم وإنما مراسيم تصدر ولكن تنتظر أن تنفذها اللجان بسبب الاعتبارات القانونية، موضحاً أن البلاد ستشهد انفتاح حريات كثيرة، ولاسيما إنهاء حالة الطوارئ وسلطة الحزب الواحد، وإطلاق الحريات عبر تنظيم يرعى الحرية، وكذلك حرية الإعلام والعلاقة بين المواطن والسلطة، مشيراً إلى أن الكثير منها قد تم وعما قريب سيتم الإعلان عنه.
وتابع البوطي: الحبل على الجرار والإصلاحات تتم وموضوع القناة الفضائية الدينية لم يكن في خاطرنا
وإنما هي غاية تمثلت في ذهن الرئيس الأسد.
وبعد استعراضه للخطوات الإصلاحية التي طرحت في الحوار مع الرئيس الأسد، قال متوجهاً لمستمعيه: «أعود وأسألكم إن كان الحوار أفاد أم لم يفد؟».
وانتقد العلامة البوطي الشيخ يوسف القرضاوي معتبراً أنه كان أمام الأخير فرصة لأن يقول ما يريد أمام الرئيس الأسد حين التقاه بعد العدوان على غزة وبدلاً من أن يوجه انتقاداته كال المديح للرئيس الأسد وسياساته الإقليمية.
وأكد البوطي أن القرضاوي يعلم أن الطريقة الغوغائية لا تصلح الفساد وإنما تفتح أبواب الفتنة كما أن العزف على وتر الطائفية لا يصلح الفساد وإنما يزيده بل يخلقه، وأنا أجزم أن القرضاوي يعلم هذه الحقيقة، فمن الذي منعه من أن يتوجه إلى دمشق ولسوف يجد من يؤهلون ويرحبون به ليجلس مع الرئيس الأسد ويكون واحداً ممن يناقش ويحاور وينال ثواباً من اللـه»، متسائلاً: «لماذا آثر منبر الغوغاء والإثارة وهو يعلم أنها لن تفيد بشيء؟».
وأضاف: «الآن تثير مشاعر الطائفية وتضرب على وتره وأمس أتيح لك أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فلماذا لم تفعل؟».
وختم العلامة البوطي بالقول: «أخيراً أقول بهذا الحديث عن الشيخ القرضاوي إنني لا أغمز من قناته أبداً وأعلم علمه وفضله ولكني أحب له في هذه المرحلة المتقدمة من العمر أن يحكم تعاليم الدين وآدابه في حل هذه المعضلة بدلاً من أن يحكم الظروف والمصالح الحزبية التي تدعوه آناً أن يصمت فيصمت وتدعوه تارة لينطق فينطق».
الوطن