كونفوشيوس الحكيم....

كونفوشيوس الحكيم

بداية اود ان انوه ان كونفوشيوس لم يكن نبياً ولا واعظاً دينياً وإنما كان رجلاً عادياً يهتم بالسلوك البشري .. فلسفته لم تكن مجرد تنظير وإنما كانت منهجاً لحياة أفضل في كل المجالات السياسية والاجتماعية والتربوية، فكان يهتم بتحقيق سعادة واستقرار الأسرة والمجتمع ...

نبذة عن حياته :
منذ اكثر من 2500سنة كان يعيش في اقليم لو بمنطقة تشو على مقربة من نهر شوانجهو

رجل من اسرة ملكية اسمه شوليانج هيه ..وكان قائدا لمنطقة لو ..كان

عنده تسع بنات ولم يكن عنده ولد ذكر ..لكن عندما بلغ السبعين من

العمر اهدته زوجته الجديدة ولدا ذكر سموه تشيمو وكان ذلك في العام

551 قبل الميلاد ..وعندما بلغ الثلثة من العمر توفي ابوه ..واصبح

تشيمو يتيما ..وتركه لفقر مدقع رغم ان ابوه كان حاكما ..استطاعت

امه تدبير نفسها وولدها وعلمته تعليما طيبا ..واشتهرت حكمته منذ

نعومة اظفاره في جميع انحاء الاقليم حتى بدأ الناس يتوافدوا اليه

لينصتوا الى مايقوله

بدأ حياته بالعمل الوظيفي في الدوائر الحكومية ..وكان اول عمل كلف

به امين مخازن الحبوب وكان عمره 20 سنة .. يقول انه تمنى

ان يتخلى عنها لدراسة الشعر والموسيقا ..غير انه قرر الاحتفاظ

بالوظيفة كونه اصبح اب في سن مبكرة .......... لكن سرعان ما

ترك هذا العمل عندما وجد أن بإمكانه إصلاح الدولة و السياسة والحكم

وتغيير العالم عندما يغير الحاكم ويربي الأجيال الشابة التي ستحكم البلاد

في المستقبل.. حيث كان يؤمن بقدرة التعليم على إنشاء جيل متكامل
أخلاقياً..
وكان كل الناس الذين يأتون الى بيته يسمونه كونج –فو –تشي –أي .....

كونج الفيلسوف ومن هنا بدأ تحريف الاسم ليطلق عليه الناس لقب كونفوشيوس ......

كان تعليم كونفوشيوس كتعليم سقراط ....شفهيا لايلجأ فيه الى الكتابة ..وجرت

عادته على التنقل من مكان الى اخر وفي صحبته نفر من التلاميذ

والمريدين ...وكان كونفوشيوس يعرض بأخطاء تلاميذه برفق ولين ويطلب اليهم
شدة اليقظة والانتباه ...واليكم بعضا من افكاره وتعاليمه

-اذا لم يكن من عادة المرء ان يسأل نفسه ماذا ارى في هذا الشي ؟ فانني لااستطيع ان افعل له شيئا

-ما اشقى الرجل الذي يملأ بطنه بالطعام طوال اليوم . دون أن يجهد عقله في
شيء ...لايتواضع في شبابه التواضع الخليق بالاحداث ولا يفعل في رجولته شيئا
خليقا بأن يؤخذ عنه ...ثم يعيش الى ارذل العمر ..ان هذا الرجل وباء

-عيّن كونفوشيوس في حياته قاضيا لقضاء جونج دو ولاحظوا اختفاء الجريمة في الاقليم الذي عين به ...........
فاستدعاه الامير وسأله :
لقد قيل لي أنه منذ تعيينك أصبح أهل مدينتك سعداء فكيف توصلت الى ذلك في مثل هذا الوقت القصير
قال :
كنت اكافىء الصالحين وأعاقب الاشرار ..ورأى الناس أنه من الخير لهم أن يكونوا صالحين فيكافئوا ,عن أن يكونوا اشرار فيعاقبوا ..وهكذا تحولو جميعهم الى صالحين

وسأل الامير : ولكن كيف جعلتهم سعداء ؟

قال :أخذت الحكماء لتعليمهم والعناية بهم ..كما لو كانوا أطفالا .. واذا كان من
الصعب أحيانا أن تجعل الناس يفهمون ,فانه من السهل دائما أن تجعلهم يتبعون
المثل ..وعندما يتبعون مثل الطيب الحكيم يصبحون سعداء ..........

سأله يوما احد تلاميذه: يامعلم ..هل من الصواب ان يكون المرء محبوبا من جميع جيرانه ؟
فقال :لا

فسأله التلميذ :هل من الصواب اذا أن يكون المرء مكروها من جميع جيرانه ؟

قال كونفوشيوس : كلا ..ولكن من الأافضل أن يحبه الخيرون من جيرانه وأن يكرهه الشريرون ممن هم في جواره

وسأله ثاني : هل من الصواب الرد على الاساءة بالاخرى

فقال :وبأي شيء اذا تجزي الاحسان ..!! لتكن العدالة جزاء الاساءة وليكن الاحسان جزاء الاحسان

وسئل ماهي الفضيلة الكاملة ؟

فقال :الا تفعل بغيرك مالا تحب ان يفعل بك ..
اكثر شيئ.كان يحب كونفوشيوس الحديث عنه هو الشعر والموسيقى

سأله يوما احد تلاميذه :ماهو الحب يامعلم ؟

فقال :الاعتزاز بالجهد اكثر من الاعتزاز بالثمرة. انه مجرد استمتاع بعمل شيء دون
النظر الى ثمرة هذا العمل التي يمكن الحصول عليها في النهاية ..هذا هو
الحب ..عمل الخير دون النظر الى مكافأة عنه في هذه الحياة او في حياة اخرى
مستقبلة ..ولكن لمجرد الاستمتاع بعمل الخير ..هذا هو الحب ..فالحب ثمرة
نفسه .والحب يجعل الأشياء تبدو جميلة ...والحب يخلق السلام

فكر لحظة ثم أردف قائلا :ان القلب الذي يعمر بالحب لايخطئ
سئل يوما :كيف يسير المرء نحو حياة صالحة ؟

قال كونفوشيوس :ابغ الصواب واستمسك بالكسب الصالح ..استرح في
الحب .وتحرك في الفن ..هذه هي طرق الحياة الصالحة .........

وقال كونفوشيوس ايضا :

- على الإنسان أن يفعل ما يعظ الناس به , كما عليه أيضا أن يعظ الناس بما يفعله .

- الفضيلة لا توجد إلا عندما تجد من يطبقها.

- من أراد العيش في سعادة دائمة والوصول إلى الحكمة عليه أن يغير ما بنفسه أولاً.

- لا يمكن لمن لا يعلّم أسرته أن يعلّم الآخرين.

- الرجل العظيم هو المتواضع في أقواله والمتفوق في أعماله.

- من يعرف المبادئ الأخلاقية السامية ليس كمن يحبها ويطبقها.

- الإنسان يختلف عن الحيوان بشيء واحد.. لكن للأسف معظم الناس تهمل ذلك الشيء!!

- الرجل الصالح لا يحزن لأن الآخرون لا يقدّرون فضائله.. وإنما يخشى دائماً أن لا يقدّر هو فضائل الآخرين..

_ جميع الأشياء توجد فينا ، فما من فرح أعظم من فرح فهمها وذلك بتنمية الثقافة الخاصة بها .

_ إذا عرفت شيئاً فتمسّك بأنك تعرفه ، وإذا لم تعرفه فأقر بأنك لا تعرفه . إنّ ذلك في حد ذاته معرفة .

_ من يعيش منفرداً ليس بالرجل الفاضل . الفاضل هو من عاش وسط جيرانه .

_ الإنسان السامي يتطلب من نفسه الكثير ، أما العادي فإنه يتطلب الكثير من الآخرين

- كلّما سرت مع رجلين وجدت لنفسي أستاذين.

- من له فضائل فهو قدوتي ومن له رذائل فهو عبرتي .

- من تعلّم من غير تفكير فهو في حيرة ، ومن فكّر من غير تعلّم فهو في خطر.

- اعتبر ما علمت معلوماً واعتبر ما جهلت مجهولاً ، فهذا هو طريق العلم.

- على الرغم من الفقر والألم يمكن المحافظة على الأماني والسعادة الداخليّة ، وهذا هو أعلى قيمة للحياة .

في السياسة أيضاً له آراؤه حيث يرى أن الحاكم الذي يلجأ للقوة هو حاكم فاشل.. لأن مهمة الحاكم هي أن يدير أمور بلاده لا أن يقتل!!

من أقواله في السياسة والحكم:

- عندما تحكم بلادك جيداً وتعامل شعبك بطيبة فإن مملكتك لن تخسر أي
حرب.. لكن إن ظلمت شعبك فمملكتك لن تخسر الحرب فقط وإنما
سيهجرها شعبها أيضاً.

- ذات يوم مر هو وتلاميذه بامرأة جالسة عند قبر تبكي.. فسألها عن
حالها فأخبرته أن زوجها وابنها قد افترسهما النمر.. وعندما سألها لماذا
لم تترك هذه المنطقة المشؤومة .. أجابته : لأنه هنا لا يوجد حاكم ظالم..
فقال كونفوشيوس: "تذكروا ذلك يا أبنائي.. الحاكم الجائر أكثر خطرا من
نمر مفترس" !!

وهكذا كان لكونفوشيوس ،مفكر الصين الأعظم، الأثر الكبير في تاريخها
وحضارتها الفكرية عبر أجيال طويلة حيث كانت التربية الأخلاقية بالنسبة
له هي الحل الوحيد للمحافظة على القيمة الإنسانية للمجتمع.......

شكرآ لجهودك الطيبة معنا

شكرا لك على هذه الموضوع لمايقدم لمحة تاريخية
عن فلسفة كونفوشيوس

ماشاء الله عليك أختي الكريمة موضوع يشد القارئ من اول كلمة لنهايته انا اعشق التاريخ شكرآ لك

لايوجد اجمل من التاريخ الا التاريخ

» الحكيم والفيلسوف ماركوس اوريليوس...
» شىء عن حياة الشاعر الحكيم ـ المتنبي ـ : بس مو انا ها .جدو المتنبي ابو الطيب