تكلم الكثيرون عن مشكلة الزواج , وعزوف الكثيرين من الجنسين عنه لأسباب كثيرة أهمها متطلبات الزواج من (منزل وتوابعه , ذهب , حفل الزواج , ملابس ) وطلبات إضافية مثل (السيارة , عمل جيد , رصيد مالي ) فعندما تذكر أي شاب بهذه المتطلبات , يصاب بحالة من الإحباط ويلغي الفكرة , وتزايدت أعداد الشباب من الجنسين الذين تأخروا عن قطار الزواج - العنوسة - (بصراحة ...أكره هذه الكلمة ).
الحقيقة لم أكن أرغب في الكتابة حول موضوع الزواج , ولكن باتت الظاهرة بحاجة لتعاون الجميع لإيجاد الحل, وسوف أدلي بدلوي مع رجائي بأن يتسع لي صدر من لا يتفق معي , وأقترح أن يقرؤوا هذه السطور حتى النهاية , وبعدها لنفكر جميعا هل هذا هو الحل ؟ أم عند أحد أفكار أخرى ؟ مع أن ما سأقوله ليس متعارضا مع الدين أو القيم , أو كما أعلم على الأقل , فإذا أخطأت فلي أجر المحاولة , وإذا أصبت فهذا توفيق من الله عز وجل .
بداية لا يخفى على أحد حاجة الإنسان للزواج , كما الحاجة للطعام والشراب والمسكن والأمن , وهذه هي حاجات أساسية وقاعدة الهرم الذي يمثل حاجات الإنسان , تليها حاجة العلم والعمل والاجتماع , حتى نصل لقمة الهرم وهو الاحترام – حسب علماء النفس والاجتماع – فإذا كانت حاجة الإنسان للزواج هي حاجة أساسية , فلا بد أن يشبع هذه الحاجة بطريقة شرعية أو غير شرعية , والحل الذي سوف أطرحه لكي لا يلجئ شبابنا لإشباع حاجاتهم بطرق غير شرعية (لا سمح الله)
لكي أمهد للموضوع سوف نعود للحظات لطريقة الزواج في الماضي , كان الشاب إذا بلغ العشرين من العمر , سعى أهله لتزويجه , وكذلك الفتاة - بسن أصغر - وفي الماضي كان يقام حفل الزواج في المنازل , ويعطى الشاب غرفة في منزل أهله ويتم الزواج بهذه البساطة , هنا لا أقول أن نستنسخ عادات الماضي كما هي , وأيضا لا نرفضها كليا .
بمعنى أن نأخذ منها ما يمكن أن يفي بالحاجة في زماننا الراهن ومنها ( التقليل من الشكليات المستوردة والدخيلة على مجتمعنا ) مثل الملابس التي لا لزوم لها سوى ليوم الزفاف , والصالات خيالية الأسعار والبهرجة التي لم ولن ترضي أحد مهما بلغت , وكذلك – الشبكة – الذهب بمبالغ باهظة , وبالنسبة للسكن إن أي شاب و فتاة في أغلب الأحيان يكون لديهم غرف خاصة , وحتى إذا لم يتوفر المكان في منزل أهله أو أهلها , فما المشكلة في أن يعمل الزوج والزوجة , ويتعاونوا في تكوين أسرتهم خطوة فخطوة , وهم مستقرين عاطفيا ونفسيا وجسديا , فليس مقبولا أن نجلس نحن الأهل مقابل طالب الزواج من ابنتنا , ونطالبه بأشياء مستحيلة , وبالتالي نطلب من بناتنا أن يكن قديسات حتى يأتيهم عريس الغفلة الذي نرضى عنه , أو أن نطلب من شبابنا أن يكونوا محافظين كالملائكة , حتى يستطيعوا أن يملكوا متطلبات الزواج .
هنا أريد طرح سؤال أفكر فيه صامتا منذ زمن وأخشى دائما من أن يسمعني أحد !
والسؤال لماذا حتى هؤلاء الشباب والشابات الذين (يتساكنون) لا يكون بينهم رابط شرعي ؟
(بإشراف من أهلهم) فالزواج لن ينقص ولن يزيد على أهلهم شيء , أكان بمأكلهم أو مشربهم أو نفقات دراستهم هذا إذا سلمنا أن هؤلاء الشباب لم يستطع أهليهم مساعدتهم , أو سيعملون ويدرسون بآن معا , هنا يأتي من يقول : ماذا لو رزقوا بالأولاد؟... أقول : وماذا إذا جاء الأولاد بالزنا ؟
على كل يمكن لمن يتمكن من الزواج بهذه الطريقة أن ينظم أمر إنجاب الأولاد حتى تستقر حياته المعيشية.
أقول : نحن جميعا بحاجة للتغيير في أسلوب رؤيتنا للزواج – بما لا يخالف الشريعة - خاصة في هذا العصر الذي نعيش , فكيف ما نلتفت نجد ما يهيج مشاعرنا , فإذا كنا نريد أن نحصن شبابنا من الوقوع بالخطأ , ومجتمعنا من الرزيلة , خاصة مع ما يعرض على الفضائيات , وما يحدث عبر الأنترنت , مع حالة الكبت الجنسي بالتأخر في الزواج , مع هروبنا من إيجاد الحل , سنخلق في مجتمعنا مشكلات اجتماعية ونفسية , نرى ونسمع ونقرأ عن إرهاصاتها كل يوم , من حالات الاغتصاب , والشواذ , والمثليين , والمعاشرة .
أرجوا أن نفكر جميعا كل حسب اختصاصه في الحل الأمثل لظاهرة تأخر سن الزواج (العنوسة) في بلدنا الغالي , لنحصن أولادنا ونحافظ ما استطعنا على شيء نعتز به نحن كشرقيين عموما ومسلمين خصوصا , ألا وهو العفة للشاب والفتاة .