من أين جاءت فجأةً هذه الدفعة من التفاؤل، التي ضُخَّت في سوقِ التوقعات حول المحكمة وقرارِها، والحكومة واستقرارِها واستمرارِها؟؟؟
المطلعون يؤكدون، أن الأمرَّ عائدٌ الى نوعين من الأسباب: نفسية ذاتية، وأخرى واقعية موضوعية..
الأسباب النفسية للتفاؤل، أربعة على الأقل:
أولاً، كونُ بلمار قد ذهب فعلاً إلى عطلته، من دون أن يُصدرَ فرمانَه الجنائي. على عكسِ التوقعاتِ السابقة. ما تركَ ارتياحاً نسبياً، مقارنة بالتوترِ الناجم عن تحديدِ مواعيدِ الانفجار...
ثانياً، اللهجة الهادئة التي أطل فيها السيد حسن نصرالله، والتي لاقاه بها الحريري...
ثالثاً، التوازنُ الذي بات مفروضاً على الطرفين، ما يوحي باستحالةِ أن يهزمَ طرفٌ آخر، وبالتالي بحتميةِ التوصُّلِ الى تسويةٍ ما...
ورابعاً وأخيراً، التهيُّب من الصدام، والذي يسكنُ داخلَ كلِ مسؤول، والذي يدفع صوب التفاؤل، ولو على طريقة التفكيرِ المأمول...
لكن في المقابل، يؤكد المطلعون أن هناك أسباباً أكثرَ واقعية ووقائعية، لموجةِ التفاؤل الراهن. ومفادُها أنَّ مسوَّدة خطية لمشروعِ تسوية، قد وصلت من مقرِّ الملكِ السعودي في نيويورك، الى دمشق. وإن المسودة المذكورة باتت موضعَ تنقيح، بالتنسيق مع مجموعةِ أقطابٍ لبنانيين، لا يتعدى عددُهم أصابعَ اليدِ الواحدة...
تفاؤلٌ إذن، تُصرُّ أوساطُ المعارضة، على وصفِه بحالةٍ تقتضي المتابعة، لا أكثر. بلا إفراطٍ في الإيجابية، ولا إغراقٍ في السلبية...في انتظارِ حقيقةِ موقفِ واشنطن، ونياتِ الآخرين... الآخرون الذين تحلقوا اليوم حول أمين الجميل، وهو يتنقَّل، بين وعودِ الصولات والجولات، وبين الدعوة الى حوارٍ تاريخي..