[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وكأن الناقص الوحيد هو حرائق طبيعية تضاف إلى سلسلة الحرائق السياسية المشتعلة .
لبنان " الثروة الطبيعية الساحرة "بدا بالأمس كله يحترق من شماله إلى جنوبه ،وعلى بضع خطوات من الجانب الآخر كانت إسرائيل أيضا تحترق ، وكمن فقد أهله بدا لبنان يتيما لا يجد متطوعا يخمد حرائقه فيما كانت إسرائيل تشكو فائض التطوعات ،لتعلن بعد 77 ساعة أنها سيطرت بالكامل على حريق جبل الكرمل في جميع المواقع في شمال إسرائيل وأنها خلال 60 يوما ستعيد ما تم تدميره من وحدات سكنية.
30 طائرة لإطفاء الحرائق كانت تغطي سماء إسرائيل لحظة اندلاع حرائق الكرمل ،على رأسها الطائرة الأمريكية الأضخم في العالم ، كما الطائرة الروسية ، إلى جانب طواقم الإطفاء الميدانية .
ست عشرة دولة هبت طواعية لمساعدة إسرائيل في مقدمتها مصر والأردن ،أما لبنان : فكان يعرج على قدم واحدة ، طوافة واحدة لإطفاء 120حريق امتد من الشمال إلى الجنوب .
نتنياهو خرج ليقول : أوقفوا المساعي لاستجلاب عدد آخر من طائرات الإطفاء، عدد الطائرات العاملة والمتطوعة يكفي .
أما ميشيل سليمان فخرج ليقول .."راحت خضرة لبنان "، الكارثة كبيرة والمساعدات شحيحة ، لبنان يكافح باللحم الحي.
يبدو أن الدول العربية نسيت أن لبنان كانت وجهتهم يوما للسياحة ،نسيوا أن خلف الشتاء صيف حار ولابد لهم أن يعودوا إليه في العام القادم للاصطياف، لكن من يحاول إشعال حرائق السياسة ،حتما لن يقدم على إطفاء نيران الطبيعة .
العتب مرفوع عن الدول العربية إذا كان الرئيس سعد الحريري يتابع الحرائق على شاشة التلفاز من عمان ويعد بإخمادها ..وهو الذي خرج من لبنان ولم يعد ..
أما نحن السوريين ..فقد لامست أرضنا صباح اليوم أول قطرة من ماء السماء ومعها لامست قلوبا ونفوسا جفت، وقبل أن نبدأ بفلسفة الأمور وإحالة نزول المطر إلى صلوات الاستسقاء أو تنبؤات الأرصاد الجوية، وعد منا أن نشغل عنفة معن كعدان للرياح، لتحمل معها غيوما مثقلة بالأمطار إلى أرز لبنان، ليبقى أخضراً، هذا العمل لن يكون عفويا بقدر ما هو إيمان بأن الأرز لا يمكن أن ينمو إلا في لبنان، وإن نما لن يكون هناك من علم يحمل الأرزة سوى علم لبنان.