[size=9]فضيحة صحية وإهمال كبير في مشفى جراحة القلب التابع لجامعة دمشق نتيجة استخدام المشفى لمادة تستخدم للتعقيم قبل وبعد العمل الجراحي , أدت الى حرق أجساد العديد من المرضى بحروق من الدرجتين الأولى والثانية , وهذه المادة المعقمة تستخدم لأول مرة في المركز وبدون أن تقوم لجنة الإشراف في المركز على أعمال الشركة بواجبها واختبار وتجريب المادة الجديدة , حسب صحيفة " تشرين " الرسمية .
وتدور الشبهة حول تلك المادة المعقمة في ان تكون احد اسباب وفاة الطفل "عوض الشعار" عمره ثلاثة شهور فارق الحياة أمس الثلاثاء بعد خضوعه لعملية جراحية .
وقال والد الطفل الذي حمل ولده جثة هامدة إلى مدينة حماه "سأتوجه إلى مشفى حماه الوطني لعرضه على لجنة طبية لتحديد سبب الوفاة " متسائلاً " هل تتحمل شركة التعقيم جزءاً من ذلك " , وأشار إلى أنه لم يتقدم بشكوى في المركز للكشف عن السبب الحقيقي في وفاة ولده لثقته بأن هذه الشكوى " لن تجد آذانا صاغية " .
وحاولت الجهات المسؤولة سواء بالمشفى أو بالشركة الخاصة متعهدة التعقيم تبسيط المسألة واعتبرتها عارضة رغم اعتراف شركة التعقيم بالمسؤولية عن الفضيحة إضافة إلى أنها حاولت التهرب من إعطاء الرقم الدقيق لعدد المحروقين من المرضى فالبعض يقول خمسة وآخر ثمانية وثالث أحد عشر , وهناك محاولات لتخريج المرضى المحروقين بأسرع ما يمكن للتهرب من المسؤولية وطمس معالم الفضيحة , بحسب الصحيفة .
وقال مدير مركز جراحة القلب الدكتور مروان شاميه " إن المادة استخدمت ليوم واحد فقط , وبعد ظهور حروق على المرضى والذي بلغ عددهم ثمانية وتتراوح أعمارهم بين الأشهر والـ 45 عاماً تم إيقاف استخدام المادة فوراً والعمل على جلب معقم آخر " .
وبين " شامية " أن الشركة المنتجة للمادة المعقمة تتعامل مع المركز منذ عدة سنوات وتستخدم عادة معقم "اوكتي سبت" , ولم تحصل على موافقة المشفى عند طرحها المادة المعقمة الجديدة والتي تحمل اسم "بنزال كونيم كلورايد" ودون عرضه على لجنة الإشراف الطبي في المركز .
واوضح أن المادة الجديدة تطبق على الجروح والأغشية المخاطية , ولكن ما أدى إلى تلك النتائج وتسبب بحروق المرضى هو استخدام المادة بتركيز عالي فوق الحد المسموح والذي لا يتجاوز 10 % .
وادّعت ممثلة شركة التعقيم الدكتورة " ريم الناقولة " أن الحروق نتجت عن استخدام المادة بتركيز عال ، موضحة أن شركتها استدعت طبيبة متخصصة بالأمراض الجلدية لتعالج المرضى على حسابها ، مشيرة إلى أن عدد الأشخاص الذين تعم تعقيمهم "35" مريضاً , حيث ظهرت الحروق من الدرجة الأولى والثانية على قسم منهم في حين تعرض البعض إلى احمرار بسيط في الجلد .
ومن جهته قام وزير التعليم العالي الدكتور غياث بركات بزيارة الى مشفى جراحة القلب الجامعي مساء أمس تفقد خلالها المرضى المصابين بحالات الحروق .
وتمثل هذه الفضيحة الطبية إهمالاً من إدارة المشفى في متابعة آليات العمل , وتساءلت الصحيفة " لماذا لم تقم إدارة المشفى بفتح تحقيق في الموضوع مكتفية بتوجيه إنذار للشركة ؟ أيضاً لماذا لم يتم محاسبة لجنة الإشراف على التعقيم ؟ ما هو مبرر مدير المشفى بالسكوت عن الموضوع عدة أيام لو لم تسأل عنه تشرين ؟ " .
وأخيراً .. من يعوض على المرضى الذين دخلوا بآفة قلبية وخرجوا من العمليات بحروق جلدية ..
[/size]