العادات الصحية الجيدة تحد من سرطان الثدي

قال
تقرير نشر حديثا إن حوالي 40 في المائة من جميع حالات سرطان الثدي في
الولايات المتحدة يمكن منعها اذا حافظت النساء على وزن صحي وأقللن من تناول
الكحوليات ومارسن المزيد من التمرينات الرياضية وأرضعن أطفالهن .

وأظهر
التقرير الذي راجع 81 دراسة جديدة عن الصلات بين اسلوب الحياة والسرطان
أن 70 ألف حالة اصابة بسرطان الثدي يمكن منعها في الولايات المتحدة وحدها
كل عام .

قال الدكتور
مارتن فيسمان من المعهد الامريكي لابحاث السرطان/صندوق ابحاث السرطان
العالمي الذي قاد الدراسة في بيان “نحن الآن أكثر يقينا من أي وقت مضى بأن
النساء يمكنهن ان يخفضن بشدة مخاطر الاصابة بسرطان الثدي اذا حافظن على
وزن صحي ومارسن نشاطا بدنيا وقيدن كمية الكحوليات اللاتي يتناولهن” .

وقالت سوزان
هيجينبوثلام “نقدر أن 40 في المائة تقريبا من حالات سرطان الثدي في
الولايات المتحدة . .أو حوالي 70 ألف حالة كل عام . . يمكن منعها بالقيام
بهذه التغييرات المباشرة كل يوم” .

ويوصي التقرير
بأن يمارس الناس التمرينات الرياضية لمدة 30 دقيقة على الاقل كل يوم .
وينبغي للرجال ان يقللوا تناول المشروبات الكحولية الى مرتين يوميا
والنساء الى مرة واحدة فقط .

ويقتل سرطان الثدي 400 ألف امرأة وعددا قليلا من الرجال في العالم كل عام و40 ألفا في الولايات المتحدة وحدها .

وكان باحثون
امريكيون قد ذكروا ان النساء اللائي يتناولن الكثير من الاطعمة التي تحتوي
على الصويا هن على الارجح اقل عرضة لخطر الاصابة بسرطان الثدي ولكن
الفائدة ربما يكون مصدرها العادات الصحية المصاحبة لتناول الصويا وليس من
مكملات الصويا فحسب .

وجاء في الدراسة
التي نشرت في دورية معهد السرطان الوطني ان فرقا من الباحثين بجامعة جون
هوبكنز في بالتيمور وجامعة جوروج تاون في واشنطن فحصت 18 دراسة أجريت على
نساء في اماكن مختلفة لمعرفة العلاقة بين الصويا وبين سرطان الثدي .

واكتشفوا ان اجمالي الانخفاض النسبي في خطر الاصابة بسرطان الثدي بلغ 14 في المائة لدى نساء من القوقاز يأكلن الصويا .

وشملت دراسات
كثيرة نساء في آسيا نظامهن الغذائي غني بالصويا، وعلى العكس فان النساء في
الغرب يفضلن الطريق الاسهل عن طريق تناول مكمل غذائي للصويا .

وقال بروس تروك
وهو استاذ مساعد لأمراض الجهاز البولي وعلم الاوبئة والاورام والصحة
البيئية في جون هوبكنز “ينبغي للنساء الا يتناولن جرعات عالية من مكملات
الصويا خاصة اولئك اللائي شفين من سرطان الثدي والاكثر عرضة له” .

واضاف تروك “يجب
ان نأخذ في الاعتبار ان النساء الآسيويات اكثر نشاطا ويشربن خمورا أقل
وينجبن أطفالا في مراحل مبكرة اكبر كما ان نظامهن الغذائي يختلف تماما عن
الغرب، وتناول مكونات عالية النقاء من الصويا قد يكون لها تاثيرات
بيولوجية تختلف عن تناول التوفو (وهو طعام غني بالبروتين مصنوع من خلاصة
فول الصويا) أو شرب حليب فول الصويا” .

ويوجد الصويا
بغزارة في مركبات “ايزوفلافونز” التي قد تعوق عمل هرمون الاستروجين وتدعم
عملية تدمير الخلايا المريضة ومنها الخلايا السرطانية وتحارب الالتهابات .

وقال تروك ان
الدراسات اعتمدت في معظمها على النساء في تحديد كمية الصويا التي تناولنها
. ولان منتجات الصويا موجودة ضمن العديد من الاطعمة المصنعة فان النساء
قد لا يستطعن تحديد الكمية الفعلية التي حصلن عليها .

وأوضحت احدى
الدراسات ان الامريكيات من اصل آسيوي ممن تناولن الصويا وولدن في آسيا اقل
تعرضا للاصابة بسرطان الثدي عن أولئك اللائي ولدن في الولايات المتحدة
مما قد يوضح ان الفضل يرجع لتعرضهن لمنتجات الصويا في رحم الام وقبل سن
البلوغ . ولكن تروك اضاف قائلا “ولكن لا توجد دراسات تابعت نساء لفترات
طويلة بما يكفي لتعزيز هذا الاعتقاد” .

والمعروف ان
سرطان الثدى هو أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين السيدات (بعد سرطان
الجلد) . وإذا تم تشخيص المرض فى مرحلة مبكرة فإن نسبة الشفاء منه تصل إلى
97% .

وتوصي المنظمات
الصحية بأن تخضع المرأة لفحوصات طبية على ثدييها كل ثلاث سنوات، وأن تقوم
بفحص ثدييها شهرياً بعد بلوغها سن العشرين . فعلى المرأة أن تتفحص ثدييها
شهرياً ويفضل بعد انتهاء الدورة الشهرية . كما توصي المنظمات الصحية بأن
تقوم المرأة باختبارات الثدى الطبية سنوياً ابتداء من بلوغ سن الأربعين
وتستمر فى فحص ثدييها شهرياً وعليها استشارة الطبيب فى ذلك .

وما زال تصوير الماموجرافيMammography ،
أي تصوير الثدي بأشعة إكس، هو أفضل وسيلة لدى الأطباء للبحث عن أورام
الثدي . ولا خلاف حو قدرة الماموجرافي على تحديد الأورام الصغيرة جداً
والتي لا يمكن الشعور بها .

ويمنح التشخيص المبكر لسرطان الثدي المرأة فرصة أكبر فى الشفاء ويقلل من فرصة انتشار المرض فى أعضاء أخرى من الجسم .