السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مسلم مؤمن و لكنه عاصي مات بمرض سرطان الرئة .. هـل فعلاً يدخل الجنة بلا حساب بسبب مرضه ؟
و لك الشكر مقدماً ..
و السلام عليكم و رحمة الله
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وشكرا لك ..
إذا كان تسبب بالمرض
بِنفسه ؛ كأن يكون مُدخِّنًا ، فلا يدخل في المرض الْمُكفِّر الذي يدخل
صاحبه الجنة بلا حساب ؛ لأنه جَنَى على نفسه .
ففي صحيح مسلم أن
الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو الدَّوْسِيَّ رضي الله عنه هاجَر إلى النبي صلى
الله عليه وسلم وَهَاجَرَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ ، فَاجْتَوَوْا
الْمَدِينَةَ ، فَمَرِضَ الرَّجُل فَجَزِعَ فَأَخَذَ مَشَاقِصَ لَهُ
فَقَطَعَ بِهَا بَرَاجِمَهُ ، فَشَخَبَتْ يَدَاهُ حَتَّى مَاتَ ، فَرَآهُ
الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي مَنَامِهِ فَرَآهُ وَهَيْئَتُهُ حَسَنَةٌ ،
وَرَآهُ مُغَطِّيًا يَدَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ : مَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ ؟
فَقَالَ : غَفَرَ لِي بِهِجْرَتِي إِلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : مَا لِي أَرَاكَ مُغَطِّيًا يَدَيْكَ ؟
قَالَ : قِيلَ لِي : لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ مَا أَفْسَدْتَ . فَقَصَّهَا
الطُّفَيْلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ
وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ .
كما أن الذي يموت
بِسرطان الرئة بسبب التدخين يُخشى أن يكون ممن قَتَل نفسَه بالسُّمّ ، وقد
قال عليه الصلاة والسلام : مَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ
فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا
مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ
فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ
خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا . رواه البخاري ومسلم .
أما إذا كان ما أصابه من غير التدخين ولا كان هو الْمُتسبب فيُرجَى أن يكون من الأمراض الْمُكفِّرة .
وأسأل الله المغفرة والرحمة لأموات المسلمين ، وأن يشفي والدك وجميع مرضى المسلمين شفاء لا يُغادِر سَقَمًا .
فائدة :
لا يصح قول ( لك الشكر ) ؛ لأن هذا يقتضي حصْر الشكر لِمن وُجِّه إليه الشُّكْر . وذلك لأن تقديم ما حقّه التأخير يقتضي الْحَصْر .
والله تعالى أعلم .