يعاني المواطنون القاطنون في أحياء المخالفات (الرادار ووادي الشاطر ورأس الشغري. والزهراء وأبو عفصة) من مشكلات خدمية وصحية وتربوية وبيئية..
فالشوارع فيها دون تعبيد ودون تصريف صحي ومطري، والقمامة مجمعة فيها هنا وهناك.. وأحياء محرومة من أبسط الخدمات (المياه والهاتف والكهرباء كحي الزهراء والبالوعة..)!
يقول المواطنان عيسى عبود وكامل سليمان: نتج عن عدم إصدار المخططات التنظيمية لأحياء المخالفات نقص في مستوى الخدمات.. وعدم إمكانية المواطنين البناء لأبنائهم بسبب عدم وجود مخططات تنظيمية في الأحياء المذكورة أعلاه.. مع وجود أحياء ضمن مناطق المخالفات دون تخديم ويضيف المواطنان سليمان وعبود في حديثهما لـ«تشرين» صدرت عدة مخططات طبوغرافية، منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي..
لكن لم توضع هذه المخططات موضع التنفيذ، ودفعت الدولة عليها مبالغ مالية كبيرة ثمناً لدراسة المخططات والعاملين..
وما زاد عدد المخالفات ويصعب تنفيذ أي مخطط تنظيمي وتصديقه فعدد المنازل المتضررة تضاعف خلال الفترة الماضية عشرات المرات، وقد صدر المخطط الطبوغرافي لأحياء المخالفات عام 2006 وصدق المخطط بعدها. وتم القيام بإجراء مسح سكاني وأقر القانون رقم 9 الباب الثاني المتعلق بكيفية التعامل مع مناطق التوسع العشوائي وفصل المباني الحكومية، وخاصة المدارس عن تجاذبات المخطط وإيجاد صيغة تسمح لأصحاب العقارات غير المتضررة من المخططات التنظيمية بالبناء والرامة، والعدالة في تطبيق المخطط وتعديل مساحة العقار في السكن، وتعديل نظام ضابطة البناء في السكن القديم، وتعديل مساحة العقار في السكن القديم أيضاً.
المواطن حبيب علي من حي رأس الشغري قال، هنالك نقص في مستوى الخدمات في أحياء المخالفات بسبب عدم تطبيق المخطط التنظيمي مثل عدم وجود تصريف مطري ما يؤدي لدخول الأمطار إلى منازل المواطنين في الحي خاصة الأحياء المنخفضة، وهذا ما يعرقل الحركة والمرور ضمن الأحياء السكنية، خاصة طلاب وتلاميذ المدارس.
وتشكل مياه الأمطار مسيلاً من المياه في الحي ويصل عمق مياه الأمطار إلى ارتفاع متر تقريباً..
أزمة سكن
المواطن محمد قمير عضو لجنة حي رأس الشغري قال: نقطن الحي منذ عام 1985 وحتى تاريخه لم يتم تنفيذ المخطط التنظيمي، فالسكان القاطنون في الحي يعانون من أزمة سكن خانقة بسبب عدم تنفيذ المخطط التنظيمي لأحياء المخالفات الصادر منذ عدة سنوات والمشكلة ترخي بظلالها الثقيلة على السكان القاطنين في المنطقة فإلى متى نستطيع تحمل هذا الوضع السيئ..؟!
نعاني الأمرين
المواطن مصطفى مختار حي الرادار ورأس الشغري قال: نقطن حي الرادار ورأس الشغري منذ ما يزيد على خمسة وثلاثين عاماً ونعاني الأمرين من سوء التخديم والواقع التنظيمي بالوقت نفسه وفي كل مرة نأخذ وعوداً وقرارات من مجلس المدينة بتنفيذ المخطط المصدق لأحياء المخالفات وتم تشكيل لجان لدراسة كيفية تطبيقه وتنفيذه.. فلا نستطيع البناء لشبابنا والأسرة التي كانت مؤلفة من بضعة اشخاص تضاعف عددها .
والطفل الذي كان عمره أياماً صار عمره 35 عاماً ودون مسكن ولا يستطيع الزواج والعيش الكريم..؟!
ولا يمكن تخديم هذه الأحياء بالشكل الجيد والمقبول مثل بقية أحياء المدينة. هنالك نقص كبير في مستوى الخدمات المقدمة وفي المقابل يفرض علينا مجلس المدينة ضرائب نظافة مثل أي حي مخدم وسط المدينة ويضيف المختار قائلاً: نحن نعاني من ضيق في السكن. ولا نستطيع شراء مبانٍ لأبنائنا الشباب ولا البناء على الأرض العائدة ملكيتها لنا...؟!
المواطن يعرب ميهوب حي رأس الشغري: طالب بضرورة إيجاد صيغة قانونية وآلية كي يستطيع المواطنون البناء في أحياء المخالفات.
توسيع الأبنية المدرسية
المواطن منصور منصور مدير مدرسة رأس الشغري طالب الجهات المعنية التوسع في الأبنية المدرسية –الحلقة الأولى- بسبب النمو السكاني المتزايد لأحياء المخالفات ووضع حراس على المدارس الموجودة بهذه الأحياء..
حي البالوعة
حي البالوعة محروم من أبسط الخدمات.. شوارعه ترابية غير معبدة..
ولا يوجد تصريف صحي ومطري والقسم الأكبر من شوارعه تملؤه الحفر ومياه الأمطار والمستنقعات.
تقول المواطنة يمن سليمان حسن: جميع شوارع الحي ترابية –غير معبدة- والقمامة مجمعة هنا وهناك، ولا توجد كهرباء نظامية وغالبية الأجهزة الكهربائية معطلة في منازلنا بسبب ضعف الكهرباء. وشبكة الهواتف هوائية وممدودة على جذوع وأغصان الأشجار..؟!
وتتجمع مياه الأمطار في الشوارع الترابية على شكل برك ومستنقعات للمياه الآسنة..
التخديم
المهندس مظهر حسن مدير الشؤون الفنية في مجلس المدينة قال: يقوم المجلس بتخديم أحياء ومناطق المخالفات ضمن الإمكانيات المتاحة للمجلس، حيث ندفع ملايين الليرات السورية لتخديمها.. ونفذ مجلس المدينة خدمات في أحياء المخالفات الرادار ورأس الشغري لعام 2009 والربع الأول من عام 2010 بقيمة أربعين مليون ليرة سورية والخدمات هي: أعمال تعبيد وإكساء قميص زفتي لبعض الشوارع بطول 10كم وبمساحة 56480م2 وتنفيذ مجار للصرف الصحي بطول 1062 متراً طولياً، وقطر 50سم و1157متراً طولياً.
وأعمال صيانة
ويضيف حسن قائلاً: نفذت أعمال خدمات لصيانة الصرف الصحي في أحياء المخالفات بطول 273 متراً طولياً، وتم تقديم حجر كلسي للطرق فيها بطول 1600 متر طولي و690 متراً أعمال لتزفيت بعض الطرقات وتم تركيب أجهزة إنارة شارعية.
ويستعد المجلس حالياً لتجهيز الكشوف لاستكمال أعمال الزفت والمجاري لهذه الأحياء وبتمويل من الموازنة المستقلة.
متى المخططات؟
يبقى السؤال هنا مرتبطاً بالإسراع بإنجاز المخططات التنظيمية لأحياء المخالفات والتي تشكل ثلث سكان المدينة.. كي يتم تخديمها..
فلسان حال القاطنين: متى ننال قسطا من الخدمات اللائقة؟