جاء ثلاثة شبان يريدون العمل في احدى دور الصحافة ويتشوقون للشهرة الواسعة , ورغب الصحافي الذي يمثل رئاسة التحرير ان يعرف مقدرتهم وادراكهم , فاقترح عليهم ان يذهبوا في طريق واحد ويعودوا اليه وبيد كل واحد منهم وصف افضل ما يقع تحت انظاره ويطرق اسماعه .
سار الثلاثة .. وعادوا بعد ساعة وهم متفقون بانتخاب واحد من المواضيع , مختلفون في تحليله وادراكه ووصفه وهو شجرة التفاح .. فكيف وصف كل منهم موضوع شجرة التفاح ؟..
الأول: تغزل بجمال أثمارها , ولطافة منظرها , وطيب رائحتها ولذة طعمها ... مستحسناً تقدمة ثمرها لمحبوب ومتمنياً اهداءه لمعشوق .
الثاني : رسم بقلمه دقة شكلها باخضرار الورق وانحناء الأغصان وبياض واحمرار واصفرار لون الثمر وأجلس بخياله النامي ( حواء) وبيدها ثمرة من اثمارها تقدمها لآدم تفاحة فاتنة .
الثالث : حادثها كما يحادث العاقل فاستفتاها عن كيفية زرعها , ومصدر غذائها , ومادة تركيبها , ومقدار عمرها , وفائدة أكلها .
أما الصحافي (رئيس التحرير ) فلما قرأ ما كتبوا .. وجه خطابه الى الثلاثة , وقال : يسرني التعرف بكم ويؤلمني أن أرفضكم ثلاثتكم , لأن الأول كاتب نظري , والثاني رسام شاعر عاطفي , والثالث فيلسوف جدي عقلي , والصحافي يجب ان يكون الثلاثة مجتمعة .. كاتباً , شاعراً ورساماً , وفيلسوفاً .
هذه الحكاية توضح معنى الكتابة الصحافية التي تعني ملتقى مصاب الكتابة جميعا .. وتفتح للصحافي آفاق التطلع الى ثقافة شاملة وصيغ تعبير متنوعة , تتحقق في كل نص يكتبه .