هي اليسار " عليسه بالعربيه " بنت ملك صور, " الملك مطان " حاكم فينيقيا "لبنان حاليا" , و اخت بيغماليون و حنبعل و صدر بعل اميره فينيقه كتبت حولها القصائد لشدة جمالها و سحرها.
تزوجت من "عاشرباص" عظيم الكهنه , و من اشهر التجار في فينيقيا,كان شديد الثراء و كان الحب الشديد يجمعهما كانت اليسار جد مقربه من والدها الملك مما كان يثير غيرة اخوها بيغماليون .
اعلن خبر وفاة الملك و خيم الحداد و الحزن في القصر , وكان قانون الحكم ينص على تولي الابن الاكبر للحكم خلفا للملك و كانت هي الكبرى في اخوتها و بذلك كانت هي الوصيه على العرش, الا انها لطالما شعرت بحقد اخيها عليها و غيرته منها و اخذها للعرش سيضاعف كرهه لها ...فقررت التخلي عن حقها و اعطائه العرش لتتقي شره .
لكن تخليها عن العرش لاخيها بيغماليون الذي عرف بجشعه و حب التسلط لم يشفع لها ان يتركها لانه كان يطمع في كنوز و ثروة زوجها الطائله.
ذات ليله سمعت صرخات في المعبد الاكبر ...رجف قلبها و شعرت ان القدر المحتم قد نزل على زوجها ... دخلت واذ به غارق في دمائه... كانت صدمتها شديده الا انها اخفت شكوكها في اخيها و لم تحسسه بشيء حتى تتمكن من الهروب بنفسها
افتقدت اليسار الامان بعد ان صار اخوها يظهر اطماعه دون تردد فالثروات التي تركها زوجها كبيرة جداً .
جمعت ممتلكاتها و كنوزها و اخذت اسطول زوجها التجاري هي و من تبعها من الامراء و الاثرياء الذين كانو ضد نضام الملك الجديد و بطشه ... وانطلقت في عرض البحر تاركة وراءها فينيقيا و ما فيها من ذكريات , حامله معها حلما في تكوين امبراطوريه خاصه بها .
حطت سفن الاميره على سواحل افريقيا التي لطالما سمعت من خلال التجار عن طبيعتها الجميله و عن كثرة خضارها و اراضيها الخصبه استقبلها ملك البربر استقبالا كبيرا , فالى جانب ثرائها و نفعها التجاري في المنطقه فهي أيضاً شديدة الجمال والحسن , وكل من يراها يود التقرب منها
وبعد ان قدٌمت الهدايا و المجوهرات للملك طلبت منه شراء ارض لتبني عليها مدينتها , بيد ان الملك رفض و ذلك لوجود قانون يمنع بيع الاراضي لغير البربر , فطلبت اليسار باسلوبها الفاتن قطعة ارض على كبر جلد ثور لا اكثر ... فوافق الملك وسط دهشته و دهشة الحضور من طلب الملكه الغريب .
اختارت الملكه موقع استراتيجي على ساحل البحر و قالت هنا سنبني مدينتنا الفينيقيه الجديده و سمتها قرط حدشت " يعني المدينه الحديثه"
اخذت جلد الثور و قطعته الى خيوط رقيقه و كونت منه حبلا طويلا احاطت به قطعة ارض كبيره بنت عليها مدينتها الاسطوريه .
وصل الامر لملك البربر الا انه دهش لشدة ذكاء اليسار وقبل بالامر.
ذكر المؤرخون الرومان و الفينيقيين و الفرس و الاغريقيين مدينه قرطاجه او قرطاجنه في كتبهم فكانت مدينه خياليه ادهشت ملوك المنطقه و قياصرة الروم لشدة جمال معمارها و ترفها ...وقد بنيت على تله مطله على البحر الابيض المتوسط .يحيط بها الخضار و الغابات من كل مكان ...وتعالت فيها المباني من قصور و معابد و متاجر و كان معمارها و نقوشها من طراز فريد كما انتشرت المسارح و المراقص لشدة ولع الفينيقيين بالفنون.
عرف المجتمع القرطاجي بالبذخ ...فقد كانت اليسار كثيرت الانفاق و شديدة الكرم ...دفعت كل ما يلزم لتحقيق حلمها في تأسيس مدينه تقربها من الجنه على الارض و كان لها ما سعت .
هذا النمو المتواصل و السريع الذي شهدته المدينه و اتساع نفوذ عليسه بفضل التجاره أزاغ عيون الملوك المحيطه بها ... فصيت مملكتها طال مسامع الجميع .
قيصر الروم : تقدم لها بعد ما فتن بجمالها...الا انها ابت و قالت انها على عهد زوجها و قررت عدم الزواج بعده ابدا
فضغب القيصر و توعدها باحراق قرطاج و تدميرها و محو اسمها من التاريخ ...الا ان ما طمٌأن اليسار هو ضعف الامبراطوريه الرومانيه في ذاك الزمن و كثرة حلفاء قرطاج ...فكانت متأكده من عدم قدرة القيصر على ايذائها .
ملك البربر : بعد ان سحرته بشدة جمالها ,تقدم لها ... و ابدت اعتراضها مرة اخرى لنفس السبب لانها قررت الوفاء لحبيبها الراحل و انها لن تتزوج بعده ابداً .
بيد ان الامر اختلف هذه المره فقد هددها الملك بتدمير قرطاج و سبي كل اهاليها ان لم تقبل و هي تدرك ان البربر محيطون بالمدينه و لا مهرب لها منهم . وعندها آثرت الانتحار ملقية بنفسها في المحرقة بين اللهب , وقد هزت تضحيتها هذه الشعب , فرفعها إلى مصاف الآلهة , وأقيم لها معبد قرب المرفأ واقترن اسمها باسم افروديت وعشتروت ,
حقق القرطاجيون رغبة ملكتهم فحافظوا على المدينه و دأبوا على انمائها ..حكمها عدة ملوك و قاده مصلحين ( امثال : حنابعل و صدر بعل و ياغورتا ) فعرفت ازدهارا اكبر , و بدأت الامبراطوريه بالاتساع حتى استحوذت على كامل سواحل المغرب العربي " من ليبيا حتى المغرب " كما احتلت اسبانيا و جزيرة صقلية و صارت اقوى قوه عسكريه و اقتصاديه في الحوض الابيض المتوسط و صار سكان المنطقه تحت الحكم القرطاجي .
دخلت الامبراطوريه القرطاجيه في سلسلة حروب ضاريه دامت اكثر من 400 سنه
ان امتلاك قرطاج لصقلية قربها من روما بشكل كبير مما دعى روما لخوض حروب كبيره تسمى بالحروب البونيقيه
أنهكت قرطاج من كثرة الحروب التي خاضتها رغم انها تمكنت من الوصول ذات مره الى وسط روما ..وكانت من ابرز الاسباب التي أنهكتها كون الجيش القرطاجي اغلبه من المأجورين ..حيث ان القرطاجيين كانوا لا يحبون العمل في الجيش و يرونه عارا لهم ...مما سمح للكثير من الخونة بالدخول الى الجيش .
احتل الرومان قرطاج المره الاولى بعد الحرب البونيقيه الثانيه ...بيد ان القرطاجيين استرجعوها.
وفي الحرب البونيقيه الاخيره حاصر الجيش الروماني قرطاج 3 سنوات ...لتستسلم بعدها ...فامر قيصر روما باحراقها و تدميرها كليا حتى لا يعود لها وجود , و تم رش الملح على اراضيها حتى لا ينبت فيها زرع بعد ذاك ولا يتمكن احد من اعادة بنائها ,كما ذبح اغلب مدنيوها و صار الباقي عبيدا في قصور روما
و هكذا خرجت قرطاج من التاريخ و اصبحت مقاطعه رومانيه ...
دمرت اسطورة اليسار بعد 800 سنه من تاسيسها حيث سقطت قرطاج الى الابد .