كشف ضابط بريطاني رفيع المستوى أن ثمانية مدنيين عراقيين على الأقل لقوا مصرعهم تحت التعذيب خلال اعتقالهم على أيدي القوات البريطانية خلال الشهرين اللذين أعقبا الغزو الأميركي البريطاني للعراق في مارس/ آذار من عام 2003 .
ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن صحيفة "الجارديان" أن اللفتنانت كولونيل نيكولاس ميرسر وصف في شهادة أمام لجنة تحقيق حول قضية مقتل العامل العراقي بهاء موسى على أيدي الجنود البريطانيين في البصرة كيف كان المعتقلون العراقيون في السجون البريطانية بالعراق يتعرضون للترهيب ويرغمون على وضع أكياس محكمة الإغلاق على رؤوسهم لمنعهم من رؤية ما يحيط بهم لدرجة تصيبهم بحالات اختناق.
وأشار ميرسر إلى أنه وبعد عشرة أيام فقط من غزو العراق شاهد ما بين عشرين وثلاثين معتقلا وقد جرى صفهم في رتل ووضعت أكياس رمل كبيرة فوق رؤوسهم ، لافتا إلى أنه صعق لهذا المنظر وأحس وكأنه يرى ولأول مرة صورا حية من معتقل جوانتانامو الأمريكي بكوبا.
وتابع الضابط البريطاني أنه اضطر فيما بعد إلى خوض مواجهة كلامية حادة مع قادة وحدة حراس كوينز دراجون المسئولين عن هذه الحادثة بشأن التزامات الجيش البريطاني المفترضة بموجب اتفاقية جنيف الدولية حول معاملة الأسرى والمعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وقال إنه عمد إلى مغادرة اجتماع بين مسئولين بريطانيين ومسئولين من لجنة الصليب الأحمر الدولية غاضبا بعد أن طلب إليه مستشار سياسي أن يبقي فمه مغلقا ، مشيرا إلى أن أي احتجاجات أو اعتراضات على المعاملة غير القانونية للمعتقلين العراقيين لم يكن مرحبا بها في وزارة الدفاع وأن رئيسه مارتن هامينج رئيس قسم الشئون القانونية هدده برفع تقرير فيه إلى السلطات العليا.
وأضاف أنه والجنرال روبن بريمز قائد القوات البريطانية في جنوب العراق رفضا التوقيع على تصريحات مكتوبة معدة مسبقا من قبل هامينج كانت ستقدم إلى لجنة حقوق الإنسان في مجلس العموم البريطاني.
وأشار إلى أن هذه الانتهاكات وحوادث مقتل معتقلين تحت الأسر البريطاني كان بالإمكان منعها لو أن القيادة عينت قاضيا مختصا للتحقيق في أساليب الاستجواب وهو مقترح كان تم تعطيله من قبل لورد جولدسميث وزير العدل البريطاني.
ولفتت الجارديان إلى أن جولدسميث الذي ادعى بأنه لم يسمح أبدا باستخدام خمس وسائل تعذيب محظورة دوليا من بينها تغطية الرأس بأكياس قد يطلب إليه تقديم شهادته أمام اللجنة مع وزير الدفاع السابق جيف هون ووزير القوات المسلحة السابق آدم انجرام .