قال الرئيس السوري بشار الأسد لمجلة "نيويوركر"
الأمريكية، إن على الإسرائيليين ألا يتوقعوا أن تمنحهم سوريا "السلام الذى
يريدونه"، وشدد على أن الأمر يبدأ بالأرض، أى بإعادة الجولان.
وقال
الرئيس الأسد في حوار مع الصحفي الأمريكي الشهير سيمور هيرش أن سوريا
ستوقع معاهدة سلام مع إسرائيل "إذا قالوا إنه يمكن لنا أن نستعيد الجولان
كاملا، لكن عليهم ألا يتوقعوا منى أن أمنحهم السلام الذى يتوقعون.. الأمر
يبدأ بالأرض، ولا يبدأ بالسلام".
وعن
طريقة تعامل الإسرائيليين مع عملية السلام أضاف الرئيس الأسد : " هناك
حاجة الى قاموس خاص لتفسير تعابيرهم .. هم لا يملكون لا ما كان يملكه
الجيل القديم الذي كان يعرف ما تعنيه السياسة ، مثل اسحق رابين وغيره.
لهذا السبب قلت انهم كالأطفال يتقاتلون في ما بينهم ، يعبثون ، ولا يدرون
ماذا يفعلون " .
وتابع
: " الإسرائيليون أرادوا تدمير حماس في الحرب " في كانون الاول 2008 "
ويجعلون للرئيس الفلسطيني محمود عباس ابي مازن حضورا قويا في الضفة
الغربية . في الواقع ، هذه دولة بوليسية ، وقد اضعفوا ابا مازن وجعلوا
حماس أقوى . الآن هم يريدون تدمير حماس . لكن ما البديل عن حماس؟ انه
تنظيم القاعدة ، وهم لا يملكون قائدا للتحدث اليه ، وللتحدث حول أي شيء ،
أي انهم ليسوا مستعدين للدخول في حوار . هم يريدون فقط ان يقتلوا في
الميدان " .
وعن
العلاقات الأميركية الإسرائيلية ، أوضح الرئيس بشار الأسد : " ان تكون
متحيزا ومتماشيا مع الإسرائيليين، هو أمر تقليدي بالنسبة للولايات
المتحدة نحن لا نتوقع منهم ان يكونوا في موقع الوسط قريبا. لذا نستطيع
التعامل مع هذه المسألة، ونستطيع إيجاد طريقة اذا أردنا التحدث عن مسار
السلام. لكن نظرة الولايات المتحدة لا تبدو واضحة حول ما يريدون ان يحدث
في الشرق الاوسط.".
وفيما
يتعلق بالوضع العراقي قال الرئيس الأسد : " هم (المسؤولون الاميركيون) لا
يتحدثون الا عن الحدود ، انها طريقة تفكير محدودة . لكننا نقول نعم ، وأنت
تعلم انه خلال ولاية بوش اعتدنا على القول كلا، لكن عندما أتى ميتشل
(كمبعوث من قبل اوباما) قلت نعم . قلت لميتشل انها الخطوة الاولى وعندما
نجد شيئا ايجابيا من الجانب الاميركي ننتقل الى المرحلة التالية.. لقد
أرسلنا وفدنا الى الحدود لكن العراقيين لم يأتوا بالطبع ، السبب هو ان
رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ضد هذه المسألة . حتى الآن ، لا يوجد
أي شيء ، لا تعاون حول أي شيء ولا حتى أي حوار حقيقي " .
وفي
وصفه لولاية الرئيس الأميركي الجديد ، قال الرئيس بشار الأسد : " الرئيس
السابق جورج بوش رمى في حضن اوباما كرة كبيرة من النار، وهي تحرق اوباما
داخليا وخارجيا ، وهو لا يعلم كيف يمسك بها ".
وأضاف
: " المقاربة تغيرت ، لا إملاءات، بل المزيد من الاستماع والاعتراف بمشاكل
اميركا حول العالم، خاصة في افغانستان والعراق . لكن في الوقت ذاته ، لا
توجد نتائج ملموسة.. ما بين أيدينا هو خطوة اولى فقط . ربما انا متفائل
بأوباما ، لكن هذا الامر لا يعني انني متفائل بمؤسسات اخرى تؤدي دورا
سلبيا او تشل ادوار اوباما ".
وأضاف
الرئيس الأسد : " اذا كنا نتحدث عن أربع سنوات (ولاية اوباما)، فالسنة
الاولى تكون للتعلم، والأخيرة للعمل من اجل الانتخابات التالية. لذا تبقى
سنتان. والمشكلة انه بسبب هذه المسائل المعقدة حول العالم، حيث يجب ان
تؤدي الولايات المتحدة دورا للعثور على حلول، فان مدة السنتين تمثل وقتا
قصيرا للغاية.. فهل هي كافية لشخص مثل اوباما؟ ".
وتطرق
الرئيس الأسد إلى مواقف وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وقال :
"البعض يقول انه حتى هيلاري كلينتون لا تدعم اوباما. آخرون يقولون انها لا
تزال تطمح لان تكون رئيسة في يوم ما، هذا ما يقال. المؤتمر الصحافي
لهيلاري مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي بدت فيه كأنها
تبتعد مع دعوة الادارة لتجميد الاستيطان كان سيئا جدا، حتى بالنسبة لصورة
الولايات المتحدة " .
وعن
دور الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة والعالم قال : " المشكلة الآن
هي ان الولايات المتحدة باتت اضعف، والعالم المـتأثر بها أصبح اضعف ايضا..
هناك حاجة دائمة للقوة لممارسة السياسة. لا احد يمارس السياسة.. لذا هناك
حاجة لولايات متحدة قوية، تحمل معها سياسات جيدة، وليس ولايات متحدة اضعف.
الولايات المتحدة الضعيفة ليست أمرا جيدا للتوازن في العالم " .
ونصح
الرئيس الأسد إدارة أوباما بقبول العرض الإيرانى لتبادل اليورانيوم على
مراحل، مضيفا لو كنت (الرئيس الإيرانى محمود) أحمدى نجاد، لما سلمتهم كل
اليورانيوم لأنه ليس هناك من ضمان"، ورأى أن الإيرانيين "يستطيعون أن
يفتعلوا المشاكل للأمريكيين، أكثر مما يستطيع الأمريكيون أن يفتعلوا
المشاكل للإيرانيين". ورغم أنه شدد على أن "هناك حاجة لولايات متحدة قوية،
تحمل معها سياسات جيدة"، ذكر أن "نظرة الولايات المتحدة لا تبدو واضحة حول
ما يريدون أن يحدث فى الشرق الأوسط".