السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجاء الإفادة في هل يجوز قراءة القراّن في مكان العمل والاستماع أيضاً
إلى القراّن في مكان العمل بالرغم من الانشغال أو عدم التركيز ؟
بالرغم من أن استماع القرآن يسبب الراحة النفسية للمستمع طوال فترة تواجده بالعمل والإحساس بالاطمئنان
وشكراً
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله .
يجوز
للعامل في مكان عَمَلِه أن يقرأ القرآن وأن يستمِع إليه ، إلاَّ أن يكون
ذلك على حِسَاب العَمَل ، ويجوز له سماع القرآن ولو كان مُنشَغِلاً ، إلاّ
أن الأفضل أن يَكون سماع القرآن بِقلب حاضر ، وكذلك قراءته .
وقد قرأ النبي صلى الله عليه وسلم القرآن وهو على بعيره .
روى
البخاري من طريق شعبة عن معاوية بن قُرّة عن عبد الله بن المغفل المزني
رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح على ناقة
له يقرأ سورة الفتح ، أو من سورة الفتح قال : فَرَجَّعَ فيها ، قال : ثم
قرأ معاوية يَحْكِي قراءة ابن مغفل ، وقال : لولا أن يجتمع الناس عليكم
لرجّعت كما رجّع ابن مغفل يَحْكِي النبي صلى الله عليه وسلم . فقلت
لمعاوية : كيف كان ترجيعه قال : آ آ آ ، ثلاث مرات .
وقال
ابن القيم في هديه صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن واستماعه وخشوعه
وبكائه عند قراءته واستماعه وتحسين صوته به وتوابع ذلك :
وكان يقرأ القرآن قائما وقاعدا ومضطجعا ومتوضئا ومحدِثاً . اهـ .
وقال
النووي : يُستحب للقارئ في غير الصلاة أن يستقبل القبلة ، ويجلس
مُتَخَشِّعًا بِسَكِينَة ووَقَار ، مُطْرقاً رأسه ، ويَكون جُلوسهُ وَحده
في تحسين أدبه كجلوسه بين يدي مُعَلّمه ، فهذا هو الأكمل ، ولو قرأ قائماً
أو مضطجعاً أو في فراشه أو على غير ذلك من الأحوال جاز ، وله أجر ذلك دون
الأول ، ودلائل هذا كله في الكتاب والسُّنة مشهورة . اهـ .
والله تعالى أعلم .