أنا و عيناك

أنا وعيناك


شعر : عمر اسماعيل





من وَحْي عينيكِ خُلْدي أمْ نهاياتي؟



أمْ أشرقتْ منهما أقمارُ
مأساتي ؟


كم أزرعُ العمرَ بالنجوى فيهجرني



وأنتِ عمري، فما نفعُ
المناجاةِ ؟


مـا الفــجرُ إلا فؤادي تَسْــكنينَ بـهِ



لـحظاكِ قدْ أطفأا
فيه ابتـهالاتي


ما ذنبُ قلبي إذا ما الحظُّ خاصـَمهُ



كأنّ أخفى أساهُ
الحظُ في ذاتي


على فؤادي بكتْ
أطـلالُه حُـرُقاً



واليأسُ وجداً يساقيني
السُلافاتِ


كتمتُ حبّك حتى
اليـأس أسكــرني



و خاصمتني بلا وعيٍ سماواتي


و لـيلُ
عينيكِ يسـقيني غـوايتـَه



فيُسْكنُ النفسَ.. ألحاظَ الجِراحاتِ


إذا رشفتُ الهوى فاضَ الأسى بدمي


و زَهّرَ الحزنُ في أنســاغِ آهاتي


مددتُ قلبي لعينيكِ : اعبري حلمي



نـوراً فأشـعلتِ فيه الاحتضاراتِ


يقتاتُني
الهـمُّ طـفـلاً لا
سمـاءَ له



فـأُرشِـفُ البسمةََ العذراءَ
أنــاتي


يضيقُ بيْ الكونُ
إن جاءتكِ نائبةٌ


و تَبسمينَ
إذا جـاءتــكِ آهـاتـي


لبستُ ثوبَ
النوى علّي أطيبُ
به



فكنتِ روحَ النوى.. نارَ العذاباتِ


لأينَ
قـادتْ دروب الوجـد
قافلتي



إذْ أترعتني سرابَ الحلم كاساتي ؟


يا طفلة الروح في أحداق
ذاكرتي


إنْ تورقي الفجرَ ما أشهى
نهاياتي


كأنّــكِ
الوعدُ يسقيني استـحالتـَـهُ



فينطفي العمرُ في دمــع استغاثاتي


كمْ بسمة
منْ شفاه الحزن
أُرسلُها


لأنقذَ
القلبَ منْ نـار
الشــماتاتِ





يا همسةَ الشمسِ في
زيتون أوردتي



من ياسمينكِ قــد
كـحّلتُ رايـاتي


عيناكِ ألقتْ حنانَ
البحرِ في شفتي



واغتالَ ميناؤكِ المسحورُ
مِرساتي


أضاعني العمرُ وأغتالَ الأسى سُفني


فجئتُ
أُخفي بعينيكِ انكســاراتي


كأنّني الكحلُ
في عينيكِ إذْ
هَمَتا



ما أرخصَ الكُحلَ في عينيكِ مولاتي!


كم كنتُ ذا
قمر عينـاكِ أبحرهُ



و اليومَ تبكي على قلبي مساءاتي