جاء الحق وزهق الباطل !
حين هبت الشوارع العربية , منذ حين , سارعنا – وأكدنا على ما دعونا إليه من قبل – بضرورة النصح والمناصحة , للحكومة السورية , ولرؤوس النظام بضرورة الاستعجال بالإصلاح , قبل أن نضطر للإصلاح ..
قالوا الوضع جيد ! ونحن ماضون في إصلاحاتنا في هدوء و تؤدة !
حين تأزمت الأوضاع أكثر , رفعنا أصواتنا أكثر , وطالبنا بأن يمارس كل مسؤول شفافية مطلقة مع الشعب ومع السيد الرئيس ..
قالوا الأوضاع قيد السيطرة , فلا تتعبوا أنفسكم فيما لا شأن لكم به !
عزلناهم جانباً .. ولم نعد نتوجه إليهم ! بل توجهنا بأصواتنا إلى السيد الرئيس , علّ وعسى أن تصله كلماتنا , ولكنهم حجبوها !
صرحنا بأن الحكومة لم تعد تصلح للمرحلة , ولا تلبي طموحات الجماهير , هبوا علينا واصفيننا بأبشع الصفات - اللاوطنية - !
طرحنا ضرورة رفع حالة الطوارئ , وإعادة النظر في قانونها , فانفجروا علينا , بأننا مخربين , وبأن الوطن بريء منا ومن إصلاحاتنا المدفوشة , والمدفوعة الأجر !
تكلمنا عن ضرورة المصالحة الوطنية , وإطلاق الحريات , وعلى رأسها حرية الصحافة , وإخراج المعتقلين السياسيين , ومنع التوقيف العشوائي , فانبحتوا علينا بالأجندات الخارجية , وبأننا لا نريد الإصلاح بل التخريب !
لم نترك ساحة نظن أن الإصلاح فيها واجب , إلا وتكلمنا .. لكننا جوبهنا بماذا ؟!
جوبهنا بحفنة من المطبلين والمزمرين , وأخرى بالغافلين , وثالثة بالمتعامين , ورابعة بالصارخين , وخامسة بكل من يستطيع ومن لا يستطيع , أن يزاود علينا بوطنيتنا وحبنا لتراب الوطن ورئيسه !
ثم حين لم يجدوا منا عدولاً ولا خمولاً و لا تراخياً , بدؤوا بشن الحملات , والإكثار من التهديدات , وحذف المقالات , وتسليط الأغبياء والغبيات , وتجريدنا من الأحقيات .. حتى من حق التعبير عن رأينا المقدس بالدستور !
واليوم !!!
بعد أن حذف ما حُذف , وألقي ما وُصف , واتهم ما عُطف , وأنشز ما عُزف , وعرف ما عرف !
اليوم ..
قالت رئيسة تحرير جريدة تشرين الرسمية .. نعم كنا نكذب ! نعم حجبنا الحقائق عن السيد الرئيس ..
قالت المستشارة شعبان : كانت مطالبكم محقة !
القيادة القطرية وعلى رأسها السيد الرئيس بدؤوا يحققون كل ما طالبنا به !
كل ما هتفنا لأجله , كل ما عانينا في سبيله , كل ما اتهمنا لإيصاله !
فهل يكف عنا اليوم المطبلون والمطبلات , والمزمرون و المزمرات , والمخوننون والمخونات , والحاذفون والحاذفات ..
هل سيعودون علينا بما اتهمونا فيه ؟!
هل ستعود المقالات المحذوفة , والمواضيع المخفية ؟!
هل سيسمعون صوتنا , دون أن يهاجمونا – فضلاً عن أن يقدرونا – أم إن هذه المقالة أيضاً , ستكون ضمن ما سبقها .. من سلسلة الاتهامات بالتخريب والتخوين , وألفاظٍ من مثل : عدم حب الوطن , وعدم حب الرئيس , وعدم السمو بالوطن و رفعته !
أم إنها سوف تلقى مكانها المناسب بعد أن أعلن السيد الرئيس بكامل الصدق والشفافية , وكامل الحب لشعبه , أنه مع مطالبهم قلباً وقالباً , بل وفرّق بين من كان يريد الخير للبلاد ومن كان يسعى بالتضليل والسواد ..
لقد علم السيد الرئيس اليوم حقيقة أهل الحق وأهل الضلال .. فهل عرفتموهم أنتم ؟!
هل ميزتم بين الإصلاح والتخريب ؟!
هل كانت مطالبنا – بنظركم – محقة .. أم .. ؟!
هل موضوع إلغاء قانون الطوارئ الذي عرض في المنتدى ونوقش , ووقع , وجهز .. إصلاحي أم تخريبي , حتى يحذف بعد كل ما قدم وكتب فيه ؟!
هل سيعود ياترى بعد أن صدر خبر توجه السيد الرئيس لرفع حالة الطوارئ ؟ أم إنه سيبقى في سلة محذوفاتكم لأنه خطير على أمن الوطن ؟!
آمل ألا تكونوا كرئيسة تحرير تشرين .. تكذبون وتحجبون !!
بل .. آمل أن تكونوا مثلها فتعترفون !!
السيد الرئيس أعلنها :
قل جاء الحق وزهق الباطل , إن الباطل كان زهوقا !!!!
منتدى محامي سورية / المحامي محمد عصام زغلول .