انطلاق فعاليات أيام الفرانكفونية في سورية


الفرانكفونية هي أكثر من مجرد لغة إنها ثقافة وحضارة، يعتمد مفهومها
الحضاري على الالتزام بالتنوع
الثقافي والحوار ويركز على مبادئ التنمية
والتضامن والتعاون.
الأيام الفرانكفونية في سورية التي انطلقت يوم الأحد 13 وتستمر حتى التاسع
والعشرين من الشهر الجاري في خان أسعد باشا بدمشق من خلال مؤتمر صحفي قدم
فيه عدد من سفراء الدول الفرانكفونية برامج النشاطات حيث تقدم كل سفارة
النشاط الذي تراه مناسباً بما يحقق التنوع الذي تحتضنه الفرانكفونية وتتميز
به، والنشاطات غنية تتنوع بين المعارض مثل: معرض أقطاب مليونية للفنان
الفرنسي الروماني باربو بيجان وفي عالمه الفني تصميمات غرافيكية اختصارية
وتفكيك قطعي، وهو مشبع بصور الوجوه، أما خياله فمستلهم من التحولات
الثقافية والسياسية والاجتماعية في المجتمعات المعاصرة، ومعرض قوامه عشرون
نسخة من رسوم غلاف " مجلة تان تان " التي أعدها المصمم البلجيكي والرسام
ومؤلف القصص المصورة ادكار ب . جاكوبز، ويرافق المعرض محاضرة استاذ
اللسانيات فرانسوا كزييه نيف عن أعمال جاكوبز، ومحاضرة لجورج ستاسيناكيس
بعنوان " كازانتزاكي والشباب " عن الكاتب اليوناني نيكوس كازانتزاكيس أحد
المؤلفين النادرين الذين اعتنقوا جميع الأجناس الأدبية واهتموا اهتماماً
عميقاً بالكائن الانساني.كما سيتم عرض أفلام مثل : " صيف لا ينسى "من إخراج
الروماني لوتسيان بينتيليا، و " علي زاوا " للمغربي نبيل عيوش ، و "
سينيشا " من اخراج التونسي ابراهيم لطيف، و "كوكو قبل شانيل "من اخراج
الفرنسي ان فونتين، وعرض فليمي رسوم متحركة ناطقين بالفرنسية انتاج كندا،
ومسرحية " ليالي بغداد " إخراج السويسري مارسيللا ساليفاروفا بيدو، وحفلات
غنائية يقدمها السوري شادي علي والفرنسية ماري بيل كوميفس وورشات عمل
ومسابقات مثل "البحث على الانترنيت " و " حول البيئة " و " تكريم الأدب
الشبابي " و الكلمة الذهبية " و" نترجم لنعيش معاً " و " مسابقة الكتابة
الشعرية الاحتمالية " ومحاضرات أخرى مثل : "ترجمة المصطلحات في المسرح "
لحنان قصاب حسن و " الترجمة بمساعدة الحاسوب " لفؤاد خوري والفرق بين
الترجمة والترجمة الفورية " للينا طه و " ترجمة الشعر " لرندا بعث و "
الترجمة والتنمية الإدارية " للبانة مشوح .
وقام السفير الروماني باعتباره أقدم سفير فرانكفوني معتمد في دمشق بتكريم
ثلاث شخصيات ثقافية سورية ومنحهم ميدالية الفرانكفونية تقديراً لمساهمتهم
في التبادل والتعاون الثقافي. وهم الدكتور جمال شحيد و الدكتورة ميساء
السيوفي والمخرج جود سعيد.
وحول التكريم قال الدكتور جمال شحيد : في دمشق حصلت على إجازة بالأدب
الفرنسي عام 1970، ومن ثم سافرت إلى باريس وأجريت دراسات معمقة في جامعة
باريس الثالثة ومن ثم حصلت على الدكتوراه في الأدب المقارن حول الوعي
التاريخي عند أميل زولا ونجيب محفوظ، وفي عام 1974 عدت إلى دمشق ودرست في
قسم اللغة الفرنسية عشرين سنة، وفي الوقت نفسه كنت باحثاً في المعهد
الفرنسي للدراسات العربية وعملي الأساسي هو البحث في الرواية العربية لأنني
ناقد أدبي أعمل في هذا المجال. وقريباً سيصدر لي كتاب جديد عنوانه ذاكرة
الرواية العربية كما أنهي حالياً ترجمة كتاب لجورج بيغاريلو عن علم الجمال
وهذا الكتاب يتابع معايير الجمال التي تغيرت منذ نهاية القرون الوسطى حتى
أيامنا هذه . والتكريم الذي حصلت عليه هذا المساء هو ربما بسبب النشاطات
الثقافية التي قمت بها فلدي 22 كتابا بين تأليف وترجمة باللغتين العربية
والفرنسية .
وبالنسبة لجود سعيد فيقول: هذا التكريم مهم جداً لي، من خلال علاقتي باللغة الفرنسية وماقدمته لي، وتبادل العطاء بيني وبينها.
لقد درست فن السينما في فرنسا باللغة الفرنسية وحققت أول الأفلام أثناء
الدراسة بالفرنسي وعندما عدت لسورية قدمت أفلامي الأولى القصيرة وفيلمي
الطويل حسب ما تعلمته من اللغة الفرنسية وعلاقتها بالسينما. إنه تكريم
يعنيني كثيراً وأعطاني أملاً بأن الأيام القادمة ستكون أفضل. وقد فتحت لي
اللغة الفرنسية آفاقاً واسعة، لأنها مكنتني من دخول المجتمع الفرنسي و فهم
الفرنسيين لنا وعلاقتنا مع الحياة وأتاحت لي أن أقيم جسور تواصل لمشروعي
الذي أفكر به ويشكل جزءاً من مشروعهم بدعم الثقافة في سورية. وفيلمي القادم
مشترك سوري فرنسي اسمه " صديقي الأخير " وسيصور جزء منه في فرنسا .
.وتشارك اذاعة سورية الغد بتغطية النشاطات الفرنكفونية وعن هذه المشاركة
حدثتنا فرانس كادوغيه : تقوم ساندرا علوش بالاعلان عن جميع النشاطات في
أيام الاحتفالية كما تقيم المقابلات والريبورتاجات وتقوم الاذاعة أيضاً
بتقديم بورتريهات عن نساء سوريات بارزات ناطقات بالفرنسية مثل حنان قصاب
حسن ورشا رزق وغيرهن ويقوم طلاب من الصف الثاني الثانوي بمدرسة شارل ديغول
بقراءة نصوص لمؤلفين فرنسيين هم اختاروها وترجموها
يشار إلى أن أيام الفرانكفونية التي تحتفل بها كل عام الدول أعضاء المنظمة
الدولية للفرانكفونية هي مناسبة لتعريف الجمهور بالغنى الثقافي
للفرانكفونية عبر تظاهرات ثقافية وفكرية مرتبطة باللغة الفرنسية وبالثقافة
الفرانكفونية حول العالم
.


جازية سليماني