ميل المرأة إلى كثرة الكلام له دلائل متعددة كشعورها بالخواء النفسي والحاجة إلى الحب والحنان, فمريضات الثرثرة غالبا ما يعانين من إهمال الزوج وانشغاله بأعماله واهتماماته الأخرى
ويرى بعضهم أن النساء ثرثارات بطبيعتهن نظرا لتكوينهن السيكولوجي الذي يحول دون حسمهن للأمور أو التصدي للمصاعب, فيصبح الكلام وسيلتهن للوصول إلى الهدوء والإحساس بالسلام الداخلي.
ان أهم عوامل الثرثرة عند المرأة العربية أنها تهوى البحث وراء الأسرار, فتصبح كثيرة الأسئلة والثرثرة وتسعد بسرد تفاصيل حياتها لتحظى باهتمام من حولها, وهذا ما نلاحظه بوضوح في الدراما العربية, وتبني المسلسلات الكوميدية على الثرثرة كثيرا من المواقف الطريفة.
وفي أحيان أخرى تتحول الأحاديث المطولة بين النساء إلى وسيلة لاكتساب الخبرة والتزود بالمعلومات في كافة شؤون الحياة وخاصة في الموضوعات الخاصة بالمرأة كالأزياء وأعمال التطريز والطبخ وتربية الأطفال.
وتحسن المرأة استخدام الثرثرة لغزو القلوب وكسر الحواجز النفسية بينها وبين الآخرين خاصة اذا كانت تراهم للمرة الأولى فالتعامل الودود المنفتح يشجع الطرف المقابل للتفاعل مع الشخصية التي أمامه والتخفيف من قدر التحفظ الذي يغلف به شخصيته مع الغرباء.
وبالرغم من ثبوت أخطار الثرثرة كارتفاع ضغط الدم فقد أوضحت الدراسات إن النساء أكثر قدرة على تحمل هذه الاخطار ومقاومتها مقارنة بالرجال الذين يصابون بعدد كبير من هذه الأمراض.
ويرى بعض الباحثين أن الثرثرة سبب في تمتع المرأة بعمر أطول وأمراض أقل عن الرجال لأنها تنفس عما يقلقلها ويضايقها بعكس الرجال الذين يكتمون في نفوسهم الشكوى وتتراكم حتى تنتهي بهم للإصابة بالأمراض.
وفي كل الأحوال ليس من المناسب تعميم أسباب الثرثرة ونتائجها, فنرى بعض الرجال لا يكرهون ثرثرة زوجاتهم لأنهم لا يفضلون المرأة المملة الصامتة التي لا تشارك زوجها مشكلاته أو تدخل به إلى عالمها بل إن الثرثرة الجميلة تسلي الزوج وتزيح الهم عن قلبه أما اذا تحولت إلى أحاديث شاكية ونعي للحظ ورصد للمحن فإن الزوج في غنى عنها.