قد يهرب الإنسان من نفسه
وقد يهرب من حبه
وقد يهرب من علمه
ليصنع عالما خرافيا بعيدا عن متطلبات الحياة التي لا تنتهي
لكن يا ترى إلى أين يهرب اللإنسان من خياله
هههههههه إن هذا لشيء مضحك حقا
يهرب غلى عالمه الحقيقي مرة أخرى
ليعاود سلسلة الهروب من مكان إلى أخر
يبحث عن حضنٍ يؤويه لا يريد منه شيءا إلا الهدوء والسكينة
يبحث ويبحث ويبحث
وينتهي أجله وهو يبحث
تختلف وجهات نظر الناس إلى كل شيْ
لكنني هكذا أنظر غلى الحياة
مسلسل من الهروب المتوالي
من كل شيء حولي
البعض يظنه هروبا من المسؤولية
والبعض الأخر يظنه هروبا من الذات التي لا ترضي
والبعض يعزوه إلى نقص العاطفة في هذه الأيام التي لا تعرف إلا المتطلبات الجسمية والشهوانية
هروب في هروب
حتى أني حاولت الهروب من كلماتي أشعاري ونغماتي وكل كل حكاياتي
أحرقت دفاتري كلها وأبقيت منها في جيبي
فقط ورقة بيضاء
كي أبدأ من الصفر مرة أخرى
لعلي أستطيع أن أتأقلم مع هذا العالم المعقد
لعلي استطيع أن أكتب شيئا ارضي به ذاتي وليس الناس الذين حولي
لعلي أجد ما أبحث عنه
ذلك الحضن الدافء الذي لا يطالبني بأي مقابل
لا حضن الحب ولا حضن الشهوة ولا حضن العطف ولا أي حضن مما تعرفون ويعرف الكل
ربما الحضن الذي أنتظره هو حضن رجل غريب يمر أمامي فأطلب منه أن يحضنني بقوة كي اطلق كل ما في عيني من دموع بقوة
تسيل على وجنتي تطهر وجهي من دنس هذا الزمن الغريب والعجيب
وتكتب على شفتي أن هذي الحياة ليست إلا حلما خرافيا فلا تجعلوها أيها الناس كابوسا لا نعرف إلا الهروب منه غلى علم من الوهم والخيال
هروب كتبت بتارخ السابع من الشهر الأول في العام العاشر بعد الألفين مباشرة من عقلي