تتألف من كلمتين فارسيتين متقاطعتين مع اللغة العربية شكلاً ومضموناً. فكلمة
"نيْ" تعني باللغة العربية
"ناي" وهي باللغة الفارسية تعني أيضاً القصب. لهذا
السبب يطلق الفرسُ على مزارع قصب السُكر "نيْ شكر".وأما الكلمة الثانية والتي هي
"نوا" فلا تحتاج ترجمتها إلى العناء الكبير. فقد نعرف العديد من أسماء
المقامات الموسيقية: مقام الحجاز.
مقام حجاز كرد. مقام المخالف"وهو مقام عراقي صرف" وهناك مقامات عربية وغير عربية من ضمنها"المقام الحويزاوي" غناه المطرب المرحوم ناظم
الغزالي. و"مقام الرست" ومقام النوى.
من هنا جاءت التسمية لموسيقى
"نيْ نوا" الفارسية الايرانية لملحنها حسين عليزادة أحد كبار الموسيقيين الايرانيين المعاصرين والذي ألفَّ ولحن لأكبر المطربين
الايرانيين الذين يقف في مقدمتهم منشد ايران الكبير "محمد شجريان" وقد قُرىء هذا العنوان خطأ مذ وصل كاسيت
" ني نوا" إلى سورية في أواخر الثمانينات
من قبل المثقفين العراقيين المقيمين في سورية والمرتبطين بعلاقات اجتماعية مع مجموعة من مثقفين سوريين البعض منهم ينحدر من منطقة السلمية وآخر من
منطقة السويداء. ويوماً بعد يوم بدأت موسيقى- ني نوا - تنتقل من واحد الى آخر ومن مجموعة الى أخرى ونتيجة جمالها وروعتها أخذت الاساطير تحاك
حولها: موسيقى وجدت في حفريات- نينوى العراقية - وعزفتها أكبر فرقة فرنسية !
بيد أنها لحنت من قبل موسيقي ايراني. وعزفت من قبل فرقة ايرانية وأكد لي هذا الجانب الكاتب والصحفي والمترجم-يوسف عزيزي- المقيم في طهران والعامل
في جريدة- هَمْشَهري- الايرانية التابعة لأمانة العاصمة-طهران- وذلك بعد أن بعثت برسالة إليه مستوضحاً أمر موسيقى-ني نوا- فردَ عليَّ برسالة بعد فترة
قصيرة مرفقة بمقالة طويلة وعريضة عن هذه الموسيقى وعن ملحنها وهو يقول-اي السيد عزيزي- موسيقا ني نوا عمل موسيقى حديث استوحاه الملحن من
مأساة كربلاء التاريخية وما خلفته الحرب العراقية الايرانية من مآسٍ اخرى.
خاتمة:
تعود الناس في أزمنة الحضارات القديمة على أسطرة الأحداث المهمة والشخصيات البارزة. ومن يعد الى تاريخ بابل وسومر سيجد ذلك حاضراً وواضحاً في
الحديث عن هذه الشخصيات او تلك, او هذا الحدث أو ذاك.وقد انتقل هذا التصور وهذا التخيل وهذا التفكير, الى مجتمعات الشرق العربي وجنوبه تحديداً فأخذ
ينتشر ويسير مع سير الأحداث والتاريخ. واذا حضر التاريخ الحديث ولحقنا بعقوده الأخيرة رأينا بأعيننا وسمعنا بآذاننا كيف تُفَخَمُ الأحداث وتنسجُ الأساطير حول
شخصيات سمحت لها الظروف الموضوعية والذاتية بأن تبرز في هذه الساحة أو في ذلك المكان.
وأعتقد اذا ما خرجت من الأطر الأقليمية أجد أن أسطرة الأحداث والشخصيات لايختصر على شرقنا المذكور وإنما يتعداه تاريخياً الى اليونان ومصر ولكن
الشرق العربي وجنوبه هو الأكثر اكتظاظاً بتحليق الأخيلة وتغذيتها. من هنا جاءت الأسطرة لموسيقى-ني نوا- فخدمتها خدمة إعلامية منقطعة النظير بحيث ومنذ
اواخر الثمانينات وحتى دخول عام الألفين والأربعة من الألفية الثالثة لاتفارق سمعنا موسيقى -ني نوا- في هذا البرنامج التلفزيوني او ذاك. وكذلك بعض
البرامج الاذاعية. وأعتقد أن السينما هي الأخرى استفادت من بعض المقاطع لموسيقى -ني نوا- فعلى أي حال إن الأعمال الكبيرة لا يخشى عليها إذا ما كانت
الأزمنة ضبابية أو هناك أشعة شمس تمزق أجواء العتم.
==========
إحدى الأساطير المروية عن نيْ نوْا:تبدأ من قصة حب نشأت بين رجل وامرأة من العصور القديمة وكانت قصة العشق مستمرة بين الفتاة وعشيقها الرجل الفقير ولكنه كان صاحب علم واسع إلى
أن قرر والد الفتاة ان يزوج ابنته للملك بناء على طلبه فحاول عشيقها المستحيل لينقذ حبيبته أن يهربها خارج البلدة إلاّ أن محاولته باءت بالفشل وعزله الملك
في الغابة الموحشة بلا زاد فقضى أيامه حزينا محطما في كوخ محتضرا متألما وقد كتب نوتات الموسيقى هذه وهو يبكي على حبيبته على ألواح من الحجر ثم
مات...
وقد عثر علماء ألمان على هذه الألواح منذ أمد قريب ولحنوها في مقطوعات موسيقية وقد أصيبوا بالدهشة عندما قرر الجميع بأن هنالك سحر ما في هذه
الموسيقى لم يكتشف سره حيث قال جميع من سمعها لأول مره بأنه يرى هذا الرجل ويشعر بآلامه؟؟؟ فقيل أنها نوع من السحر ..
إلاّ أنهم فندوا ذلك وقالوا بأنها تقود الإنسان إلى درجة من اللاوعي تدعى بالدرجة ألفا وهي مايدعى بالتنويم المغناطيسي علميا ولم يعلموا حتى الآن كيف
استطاع هذا الرجل الذي مات متألما وحزينا أن يكتشف هذا العلم من الإيحاء بالموسيقى الذي لم يُكتشف إلاّ في العشرين من هذا القرن؟؟؟
وقد اعتبر خبراء الطاقة وما يسمى بالإنتقال التخاطري أن نينوى هي الموسيقى المثالية لممارسة اليوجا ورفع الطاقة الجسمانية إلى حدودها القصوى....
------------------------