25 حزيران 2012 18:06
الصندي تايمز: خمسون ألفا من مسيحيي حمص جرى تهجيرهم ، وصودر الكثير من منازلهم كغنائم حرب ، وفي "القصير" طلبوا منهم المغادرة عبر مآذن الجوامع!؟
لندن ، الحقيقة (خاص): بعد صمت عالمي دام بضعة أشهر، وبعد حملة تشهير بموقع "الحقيقة" وقف وراءها التيار "الليكودي" في المعارضة السورية وداعموه من صبيان اللوبي الإسرائيلي الليكودي في الولايات المتحدة بزعامة " دانييل بايبس" بسبب السبق الذي حققه الموقع في آذار /مارس في الكشف عن تهجيير آلاف المسيحيين من حمص بقوة السلاح، خرجت كبرى الصحف البريطانية ، صندي تايمز، عن صمتها ونشرت يوم أمس تحقيقا مسهبا تحدثت فيه عن "تطهير عرقي" تمارسه المعارضة السورية المسلحة بحق عشرات ألوف المواطنيين المسيحيين في مدينة حمص وما حولها. وبعد أن تعرض تحقيق الصحيفة لقضية الطفل سارية سعود ، الأشهر من أن تعرّف، وتأكيده أنه قتل على أيدي المسلحين وليس على أيدي السلطة، وأن القتلة عمدوا هم أنفسهم إلى تصوير الطفل وإرساله إلى قناة الجزيرة كما يفعلون في العادة "للتشهير بالسلطة على أنها هي من قتله (...) رغم أن الجيش كان انسحب من المنطقة قبل أسابيع"، قال التقرير ـ نقلا عن شهود ومسؤولين روحيين من أبناء الطائفة المسيحية في سوريا ـ إن أكثر من خمسين ألفا من أبناء الطائفة من الأرثوذوكس في حمص وما حولها"جرى تهجيرهم خلال الأشهر الأخيرة على أيدي ميليشيات كتيبة الفاروق المرتبطة بالقاعدة"، ولو أن "البعضهم منهم فقط" هرب بسبب العمليات العسكرية التي قام بها الجيش ضد المسلحين في بعض أحياء حمص مثل "الحميدية" و " بستان الديوان" وغيرهما. وقالت الصحيفة إن المسيحيين "جرى استهدافهم ، في سياق الصراع الطائفي الذي يزداد تعقيدا ، بالنظر لأن معظم المسيحيين المقدرة عددهم بـ 10 بالمئة من السكان( حوالي 2 مليون) يدعمون الأسد في مواجهة المتمردين . فهم يعتقدون أن الحكومة العلمانية تمنح الأقليات قدرا من الحماية لن تحظى به إذا ما جاء الإسلاميون إلى السلطة"، على حد تعبيرها. وأكدت الصحيفة ، نقلا عن مسؤولين روحيين في الكنيسة الأرثوذوكسية ، ما كانت "الحقيقة" أول من كشف عنه في شهر آذار/مارس الماضي عن إجبار أبناء الطائفة من قبل مسلحي"الفاروق" على مغادرة منازلهم بالقوة دون أن يسمح لهم حتى بأخذ متعلقاتهم الشخصية ، قبل أن تصادر هذه المنازل وما تحتويه باعتبارها "غنائم حرب من النصارى"! وأشارت الصحيفة إلى أن ما جرى في حمص " يذكّر بما تعرض له المسيحيون بعد سقوط نظام صدام حسين ، حيث فر مئات الآلاف منهم بعد استهدافهم من قبل الميليشيات (الوهابية) ، وبما تعرض له أقباط مصر العام الماضي" على أيدي الإسلاميين السلفيين.
وفيما يتعلق ببلدة القصير ، الواقعة جنب غرب حمص، قالت الصحيفة نقلا عن مصادر كنسية وعن أبناء البلدة إن مسلحي المعارضة السورية " وجهوا إنذارا عبر مآذن الجوامع طالبوهم فيه بمغادرة المنطقة خلال ستة أيام "، وأكدت أنه من أصل تسعة آلاف مسيحي في البلدة لم يبق سوى ألف بعد موجة خطف وقتل تعرضوا لها على أيدي المسلحين". ونقلت الصحيفة عن المهجرين قولهم إن المسلحين هددوهم "بالذبح بالجملة" إذا بقوا في المنطقة، وأن أكثر من ثلاثين منزلا تخص هؤلاء جرى إحراقها من قبل مسلحي"الجيش السوري الحر". وكشفت الصحيفة أن آخر فصول ما تعرض له المسيحيون جرى يوم الأربعاء الماضي ( 20 /6) حين اقتحم المسلحون الإسلاميون كنيسة مار الياس الأرثوذوكسية وأقدموا على تدنيسها (شاهد الصورة المنشورة جانبا ، والتي تكشف عن واقعة مشابهة). وفي سياق تحقيقها، نقلت الصحيفة عن المهجرين روايات مفصلة عن عمليات الاختطاف التي تعرض لها المسيحيون على أيدي الثوار الإسلاميين ، لاسيما الموسرين منهم ، لمجرد " تشليحهم" ثرواتهم!
ما يتعرض له المسيحيون لم يقتصر على حمص وما حولها، فقد شمل مناطق أخرى. وفي هذا السياق تروي الصحيفة ما حصل للأب جورج لويس من أبرشية القديس ميخائيل في بلدة قارة، حيث أقدم " ثوار مسلحون" ملثمون على مداهمة منزله وتقييده إلى كرسي قبل أخذ المفاتيح منه وضربه بزجاجة على رأسه ، ما تسبب له بجرح عميق . وقد عمدوا إلى سرقة الأجران المقدسة التي يستخدمها في القداديس قبل أن يلوذوا بالفرار ويهددوه بقطع رقبته لمجرد احتجاجه على ما قاموا به . ويصف الأب جورج لويس المسلحين بأنهم" مصاصو دماء يقتلون الناس باسم الله".