[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]شهدت الفترة ما بين الانفصال الذي حدث في 28 ايلول عام 1961 بانقلاب عسكري قاده العقيد عبد الكريم النحلاوي, وحتى 8 اذار 1963 قيام ثورة البعث مرحلة من الحراك السياسي ترافقت بعدم استقرار.. حيث بدأ السياسيون السوريون العمل حثيثا على إعادة الحياة السياسية إلى سابق عهدها, وتم تشكيل حكومات عدة وانتخاب مجلس تأسيسي وإقرار دستور مؤقت للبلاد في كانون الأول عام 1961 وانتخاب ناظم القدسي رئيسا للجمهورية وغيرها...
وترأس الدكتور مأمون الكزبري أول حكومة في عهد الانفصال بتاريخ 29 ايلول 1961 واستمرت شهراً و21 يوما, فيما ترأس خالد العظم آخر حكومة في عهد الانفصال ودامت قرابة خمسة أشهر من 17 أيلول 1962 حتى 8 آذار 1963, فيما شهدت الفترة الفاصلة بين حكومتي الكزبري والعظم تشكيل 3 حكومات برئاسة كل من عزت النص ومعروف الدواليبي وبشير العظمة.
وشهدت حكومة خالد العظم حالة من عدم الاستقرار خاصة جراء الخلاف الذي نشب في الحكومة بين الاشتراكيين برئاسة اكرم الحوراني والاخوان المسلمين.. حيث اتهم الاخوان الاشتراكيين بانهم يعدون لانقلاب عسكري لفرض حكم تقدمي وغيرها.. ترافقت تلك الفترة بتطورات اقليمية مهمة منها ثورة العراق والقضاء على عبد الكريم قاسم وتسلم البعث السلطة...
ونستعرض في صحيفة "الراي العام" اليومية في عددها رقم 136 الصادر في 21 شباط عام 1962 مادة بعنوان "الميثاق الوطني يدعو للتعاون الداخلي والتضامن العربي والحياد وعدم الانحياز", إذ تتضمن هذه المادة عمل اللجنة الخاصة باعداد هذا الميثاق والمحاور التي يتضمنها وغيرها...
وبدأت اللجنة الخاصة المنبثقة عن ممثلي الهيئات السياسية والشعبية بوضع مسودة الميثاق الوطني حيث سيتناول الميثاق تنظيم الحياة السياسية الداخلية بما يكفل تعاون الاحزاب والهيئات وتوطيد الاستقرار في ظل المؤسسات الدستورية وغيرها...
وتضمنت المادة ان اللجنة الخاصة بوضع الميثاق الوطني بدأت يوم الأربعاء 20 شباط عام 1963 اجتماعا بمنزل رئيس رابطة العلماء الاستاذ مكي الكتاني للشروع بوضع الخطوط الاساسية للميثاق الوطني, حيث من المقرر ان تنتهي اللجنة من عملها في 2 اذار عام 1962 حيث سيتم عرضها على رئيس الجمهورية الدكتور ناظم القدسي ورئيس الحكومة خالد العظم.
وقرر المجتمعون تأليف لجنة من الأستاذ مكي الكتاني وصبري العسلي والدكتور معروف الدواليبي وهاني الجلاد ليكون لكل منهم وحدهم حق إعطاء التصريحات الصحفية باسم المجتمعين ريثما تتم الترتيبات النهائية, كما تقرر تأليف لجنة من الأشخاص أنفسهم يضاف إليهم الأستاذ نصوح بابيل كأمين سر للجنة تتولى وضع صيغة الميثاق..
وتناولت المادة المحاور التي سيتضمنها الميثاق, حيث أشارت إلى أن وكالة الأنباء السورية نقلت عن مصادر خاصة قولها إن الميثاق سيدعو إلى تنظيم الحياة السياسية الداخلية بما يكفل إبعاد التناحر الحزبي ويضمن تعاون الجميع على توطيد الاستقرار في جو من الحرية وفي ظل المؤسسات الدستورية الأمر الذي يتيح تنفيذ البرامج الإنشائية والإنمائية لتحقيق الازدهار والرخاء إلى البلاد.
وتابعت المادة انه على الصعيد العربي فان الميثاق سيدعو إلى تمكين أداة الحكم بمؤازرة الهيئات والأحزاب من جعل سورية تنطلق في اداء دورها الطبيعي والعمل على تحقيق اوثق التعاون العسكري والسياسي والاقتصادي بين البلاد العربية, والوقوف صفا واحدا منيعا في وجه المؤامرات الاستعمارية كخطوة اولى في سبيل تحقيق الوحدة العربية الصحيحة.
وسيؤكد الميثاق بحسب المادة على اتباع سياسة الحياد الايجابي وعدم الانحياز على الصعيد الدولي وتوثيق صلات التعاون اقتصاديا وفنيا وثقافيا مع الغرب والشرق.
ولفتت المادة الى انه بعد وضع الميثاق في صورته النهائية سيعرض رجال السياسة والعاملين في الحقل العام لتوقيعه والتعاون في ضوئه لخدمة الوطن والشعب.
وسيقوم واضعو الميثاق الميثاق سيستأنسون بالميثاق الذي وقعه رجال السياسة بعد انتفاضة 28 أيلول (انقلاب عبد الكريم النحلاوي الذي اسهم بانفصال سورية عن مصر).